كثيرة هي الحكايات الشعبية الحسانية التي طالما سمعناها من الأجداد والتي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والحكم.
ومن بينها تلك التي بطليها الذئب والقنفد أو الذيب والكنفود.
حيث نجد في هذه الحكايات، الذئب رغم مكره إلا انه دائما ما يهزم أمام حكمة القنفد.
وربما إختيار المجتمع الصحراوي لشخصية القنفد ليس وليد الصدفة، فالقنفد شكل عنصرا دراسيا فلسفيا حيث نجده في بيت شعري لشاعر يوناني قديم إسمه أرخيلوخوس يقول فيه ما معناه " الثعلب يعرف أشياء كثيرة لكن القنفد يعرف شيئا واحدا كبيرا"
وهنا يمكننا تعويض الثعلب بالذئب فهما من فصيلة واحدة وتجمعهما خصائص كثيرة مشتركة.
ولو نظرنا إلى المعنى المباشر لبيت أرخيلوخوس نجد أن الثعلب ماكر وله حيل كثيرة ومخادع ومع ذلك يقف عاجزا امام الحيلة الوحيدة للقنفد حين يصنع من نفسه كرة صلبة لا ملامح لها محاطة بأشواك حادة لحماية نفسه من العدو.
إلا أن الباحث والفيلسوف المعاصر أيزايا برلين رأى أن وراء كلمات أرخيلوخوس معان أعمق، حيث أصدر سنة 1953 دراسة مطولة بعنوان " القنفد والثعلب"، إستشهد في مطلعها بهذا البيت وحاول أن يصنف الكتاب والمفكرين إلى قنافد و ثعالب تبعا لإسهاماتهم الفكرية وإنجازاتهم الثقافية ونظرتهم إلى الحياة.
فنجد في مجموعة القنافد : أفلاطون وباسكال وهيجل ونيتسه وبروست.......
وفي مجموعة الثعالب : شكسبير وأرسطو وموليير وبلزاك.....
وحسب منظور إيزايا برلين يرى أن فريق القنافد هم الفريق الذي يرد كل شئ لفكرة واحدة مركزية أي أن لديه مبدأ واحدا عاما وكليا ينظم كل شئ ويعتبره مرجعا يرد إليه كل ما يصدر عنه من فعل وأقوال.
بينما الفريق الآخر أي الثعالب يجاهد في البحث عن أكثر من هدف وتحقيق أكثر من غاية لذا يعيش أفراد هذا الفريق ويتصرفون تبعا لأفكار متنافرة ومتباعدة ومتناثرة وليس تبعا لمبدأ واحد محوري.
قد يجد البعض في هذا التصنيف بعضا من الغرابة إلا أنه يلامس الحقيقة البشرية ولو بنسبة 45 بالمئة
وقد يكون الإنسان يحمل في داخله ثعلبا وقنفدا فلا يوجد من يستطيع العيش دون مبدا يرتكز عليه وينطلق منه لبناء حياته.
كما أن ظروف الحياة غالبا ما تتطلب منا مراوغات وحيل والبحث عن عدة طرق وإن كانت متقاطعة للخروج من المآزق والمعضلات.
فأي الاشخاص أنت؟ قنفد أم ثعلب؟ أو الأصح قنفد أم ذئب ؟ بما أننا في مجتمع حساني.
ومن بينها تلك التي بطليها الذئب والقنفد أو الذيب والكنفود.
حيث نجد في هذه الحكايات، الذئب رغم مكره إلا انه دائما ما يهزم أمام حكمة القنفد.
وربما إختيار المجتمع الصحراوي لشخصية القنفد ليس وليد الصدفة، فالقنفد شكل عنصرا دراسيا فلسفيا حيث نجده في بيت شعري لشاعر يوناني قديم إسمه أرخيلوخوس يقول فيه ما معناه " الثعلب يعرف أشياء كثيرة لكن القنفد يعرف شيئا واحدا كبيرا"
وهنا يمكننا تعويض الثعلب بالذئب فهما من فصيلة واحدة وتجمعهما خصائص كثيرة مشتركة.
ولو نظرنا إلى المعنى المباشر لبيت أرخيلوخوس نجد أن الثعلب ماكر وله حيل كثيرة ومخادع ومع ذلك يقف عاجزا امام الحيلة الوحيدة للقنفد حين يصنع من نفسه كرة صلبة لا ملامح لها محاطة بأشواك حادة لحماية نفسه من العدو.
إلا أن الباحث والفيلسوف المعاصر أيزايا برلين رأى أن وراء كلمات أرخيلوخوس معان أعمق، حيث أصدر سنة 1953 دراسة مطولة بعنوان " القنفد والثعلب"، إستشهد في مطلعها بهذا البيت وحاول أن يصنف الكتاب والمفكرين إلى قنافد و ثعالب تبعا لإسهاماتهم الفكرية وإنجازاتهم الثقافية ونظرتهم إلى الحياة.
فنجد في مجموعة القنافد : أفلاطون وباسكال وهيجل ونيتسه وبروست.......
وفي مجموعة الثعالب : شكسبير وأرسطو وموليير وبلزاك.....
وحسب منظور إيزايا برلين يرى أن فريق القنافد هم الفريق الذي يرد كل شئ لفكرة واحدة مركزية أي أن لديه مبدأ واحدا عاما وكليا ينظم كل شئ ويعتبره مرجعا يرد إليه كل ما يصدر عنه من فعل وأقوال.
بينما الفريق الآخر أي الثعالب يجاهد في البحث عن أكثر من هدف وتحقيق أكثر من غاية لذا يعيش أفراد هذا الفريق ويتصرفون تبعا لأفكار متنافرة ومتباعدة ومتناثرة وليس تبعا لمبدأ واحد محوري.
قد يجد البعض في هذا التصنيف بعضا من الغرابة إلا أنه يلامس الحقيقة البشرية ولو بنسبة 45 بالمئة
وقد يكون الإنسان يحمل في داخله ثعلبا وقنفدا فلا يوجد من يستطيع العيش دون مبدا يرتكز عليه وينطلق منه لبناء حياته.
كما أن ظروف الحياة غالبا ما تتطلب منا مراوغات وحيل والبحث عن عدة طرق وإن كانت متقاطعة للخروج من المآزق والمعضلات.
فأي الاشخاص أنت؟ قنفد أم ثعلب؟ أو الأصح قنفد أم ذئب ؟ بما أننا في مجتمع حساني.