"دخلت على الرشيد إمرأة تحمل له الكراهية وحقد النفس وسواد القلب، والجماعة تلتف حول الرشيد.
حين لمح الرشيد المرأة أمامه انتبه وقال:
ما تريدين؟
أجابته: يا امير المؤمنين أقر الله عينك، وفرحك بما أتاك وأتم سعدك.
صاح الجميع بفصاحة المرأة إلا الرشيد فسألها : من تكونين أيتها المرأة؟
فقالت : من آل برمك، ممن قتلتهم، وسلبت أموالهم.
فأجاب : أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، وأما المال فمرده إليك.
ثم التفت للجمع قائلا:
أتفهمون ما أجابت به المرأة ؟
قالوا : لقد قالت كل الخير يا أمير المؤمنين.
فقال : ما أظنكم فهمتم شيئا.
أما قولها : "أقر الله عينك" أي أسكنها، فالعين لا تسكن إلا بالعمى، وأما قولها : " فرحك بما آتاك" فأخذته من قوله تعالى: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة" وأما قولها : " وأتم الله سعدك" فأخذته من قول الشاعر:
إذا تم أمر بدا نقصه .............. ترقب زوالا إذا قيل تم
فتعجب القوم من بداهة الرشيد وسعة أفقه".
قصة جميلة والأجمل ما كان عليه العرب من فصاحة اللسان وسرعة البديهة وبقدر جمالها بقدر ما نبهتني لتدني أسلوب الخطاب عند شبابنا.
عن نفسي، أعترف أنني في مواقف كثيرة أفضل السكوت على أن أتفوه بحماقات أو بكلام يحسب علي.
فنحن اليوم، تحكمنا السرعة حتى في حواراتنا، نسأل بسرعة ونجيب بسرعة، موظفين مفردات بطريقة عشوائية وقد لا تليق بنوع الخطاب ولا الشخص المخاطب.
في القديم، كانوا يرسلون الأطفال الرضع لمرضعات في البوادي مما يكسبهم القوة البدنية وفصاحة اللسان، أما اليوم فربما نحن ضحية التمدن والعصرنة.
والله حين أقرأ مثل هذه الحكايات أو بعضا من الشعر العمودي تتملكني غيرة وحسرة كبيرة على ما آل إليه حالنا اليوم.
فأين نحن من الفصاحة وأين نحن من اللغة العربية.
حين لمح الرشيد المرأة أمامه انتبه وقال:
ما تريدين؟
أجابته: يا امير المؤمنين أقر الله عينك، وفرحك بما أتاك وأتم سعدك.
صاح الجميع بفصاحة المرأة إلا الرشيد فسألها : من تكونين أيتها المرأة؟
فقالت : من آل برمك، ممن قتلتهم، وسلبت أموالهم.
فأجاب : أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله، وأما المال فمرده إليك.
ثم التفت للجمع قائلا:
أتفهمون ما أجابت به المرأة ؟
قالوا : لقد قالت كل الخير يا أمير المؤمنين.
فقال : ما أظنكم فهمتم شيئا.
أما قولها : "أقر الله عينك" أي أسكنها، فالعين لا تسكن إلا بالعمى، وأما قولها : " فرحك بما آتاك" فأخذته من قوله تعالى: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة" وأما قولها : " وأتم الله سعدك" فأخذته من قول الشاعر:
إذا تم أمر بدا نقصه .............. ترقب زوالا إذا قيل تم
فتعجب القوم من بداهة الرشيد وسعة أفقه".
قصة جميلة والأجمل ما كان عليه العرب من فصاحة اللسان وسرعة البديهة وبقدر جمالها بقدر ما نبهتني لتدني أسلوب الخطاب عند شبابنا.
عن نفسي، أعترف أنني في مواقف كثيرة أفضل السكوت على أن أتفوه بحماقات أو بكلام يحسب علي.
فنحن اليوم، تحكمنا السرعة حتى في حواراتنا، نسأل بسرعة ونجيب بسرعة، موظفين مفردات بطريقة عشوائية وقد لا تليق بنوع الخطاب ولا الشخص المخاطب.
في القديم، كانوا يرسلون الأطفال الرضع لمرضعات في البوادي مما يكسبهم القوة البدنية وفصاحة اللسان، أما اليوم فربما نحن ضحية التمدن والعصرنة.
والله حين أقرأ مثل هذه الحكايات أو بعضا من الشعر العمودي تتملكني غيرة وحسرة كبيرة على ما آل إليه حالنا اليوم.
فأين نحن من الفصاحة وأين نحن من اللغة العربية.