هذا ما قاله لي الحلاق !!

لم يسبق لي أن صادفت حلاقا يمارس مهنته في صمت ، فالحلاق وهو يأخذ ذقنك ، أو شعر رأسك ...يجب أن تبقى صامتا وهو يتحدث إليك لأن رأسك بين يديه ...!!!
قال لي الحلاق بعد أن أحكم أصابع يده على رأسي ، ووضع الموس على رقبتي : " هناك علاقة أكيدة بين ما حدث في غزة ، والحذاء الذي ضرب به الرئيس الأميركي جورج بوش .."
ابتلعت ريقي وقلت له مستسلما : " بالتأكيد ، هناك علاقة مادمت ترى ذلك "
أحكم أصابعه جيدا ، وحرك الموس في هدوء ، ثم قال : " يريدون إعدام منتظر الزيدي دون أن يثيروا الفوضى حولهم ، فصرفوا أنظار الناس إلى غزة ....لقد نسي الناس منتظر الزيدي منذ أن بدأ الضرب في غزة ...إن الحكومة العراقية لم تقل شيئا عن غزة لأنها مشغولة بضرب الزيدي ، ريثما يتم إعدامه ودفنه !!"
فقلت له مستسلما : معك حق ، وأنا أيضا لاحظت ذلك !!
ومن عادة الحلاقين عندنا أنهم يقومون بتشغيل الأغاني الشعبية أثناء أداء مهامهم ، شغل حلاقي أغنية "البارح كان في عمري عشرين "
وراح يتحسر على أيام الشباب ..حينما كان اللحم في جميع البيوت ، وكان الناس يعتبرون لحوم الدجاج عيبا لا يجوز تقديمها إلى الضيف ، وحينما كانت حبة التفاح بحجم رأسي التي بين يديه ...
عاد الحلاق ووضع موسه على رقبتي ، ثم سألني مباغتا : "ما اسم الرئيس الذي يحكم أمريكا ؟ " ..فأجبته مرتبكا " بوش الواوا !"
أحكم وضع الموس على رقبتي ، وقال لي : "بوش الواوا ، انتهت ولايته ...ما اسم الرئيس الأميركي الكحلوش الجديد ؟ "
فأجبته : " أنت تقصد باراك أوباما ..."
انبسطت أساريره ...وهنأني على إجابتي النموذجية في رأيه ...ثم قال : " أوباما ..رجل طيب ، جده الحاج حسين كان يصلي في مسجد الموسكي مع جدي الحاج عثمان الله يرحمه "
ابتسمت مستسلما للموس : " يا ماشاء الله !"
ثم واصل قائلا " جدته كانت تستلف كوب الرز وحبة البصل من بيت جدي ...أوباما حينما كان صغيرا كان يعاني من المروحة وهي نوع من أنواع الصرع ، فيذهب به الحاج حسين إلى الزاوية فيرقون له في قنينة زيت الزيتون ..فيدهن بها سائر جسمه ، وعندما تنتهي قنينة الزيت تعود إليه المروحة - بعيد عنك - !"
فأرد يائسا : يا سبحان الله !
ثم شغل أغنية " قلبي وقلبك عند الجزار معلقين " ، وراح يحكي لي عن زمن الرحمة واللحمة ، وعن زمن كان يقول فيه لوالدته "كل يوم لحمة لحمة ، ألا يوجد يوم تطبخين لنا فيه العصيدة !"
ثم عاد ليضع الموس على رقبتي ، وقال لي " أظنك لا تعرف سر تسيبي ليفني ؟؟؟ "
فأجبته : " الله أعلم !"
همس في أذني : " ليفني كانت في الأصل ذكرا منحرفا ، ثم قامت بعملية تبديل جنس ...والوحيدة التي تعرف السر هي كونداليزا رايس ..لأنهما أجريتا العملية معا بمنتهى السرية .." ثم صرخ : أعوذ بالله من غضب الله !!!
ثم شغل أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
وراح يحكي لي عن أيام زمان عندما كان والده يقول له خذ عشرين دينارا واشتري لنا ثلاثة كيلو لحمة ، والباقي اشتري به بطيخة !!
ثم وضع الموس على رقبتي وقال : " أظنك تعرف سر حسن نصر الله ؟؟؟"
فقلت له " إياك أن تقول لي بأنه عمل عملية هو الآخر !!"
ابتسم واثقا : " طبعا لا ..حسن نصر الله ، و اسماعيل هنية ، وعزت الدوري ...هؤلاء هم الرجال حقا ، وكل حكام العرب هم نساء في أثواب رجال ..."
مسحت الصابون من على وجهي ورقبتي بالفوطة ..ووضعت خمسين دينارا في يد الحلاق ....وخرجت مسرعا !!!
وفي طريقي ركبت سيارة أجرة ....
سائقو التاكسيات لا يختلفون عن الحلاقين ....فهم لا يمارسون مهامهم في صمت ...
شغل السائق أغنية " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"
وقال لي : بعد الذي رأيناه في غزة ...لا أظن أن هناك حاكم عربي سيقول بأنه رجل "
قلت لسائق التاكسي : " أوقفني هنا من فضلك ، فأنا رجل يخاف من الذئاب ...والتاكسيات لها آذان !"
م ن ق و ل

مشكورة الخالة على المجهود
مع إحترامي لإختيارك لكني لم أفهم شيئا من هذه الطلاسيم المنقولة. من الحلاق الى سائق الطاكسي وقواسمهم المشتركة لا أجد نفسي إلا تائه بين الألفاظ ومدلولاتها وأشخاص والمقاصد من إحضارها في هذا المشهد الغريب.
رجاء من فهم شيئا من هذه الغرائب فلا يبخل علينا بالشرح.

بسم الله الرحمن الرحيم .
ما بين الحلاق و سائق التكسي مسافة يختزلها فهم الشارع البسيط لمجريات الأمور ، سائقي التكسي و الحلاقين لا يتشابهون إلا في صفة الثرثرة ، شكرا أختي الخالة على الموضوع و الإختيار الموفق .

السلام عليكم..
معذور الاخ زياب اذا لم يفهم المراد من هذا الموضوع..
فهل هو قصة ام خاطرة أم مقال ؟؟
وكنا نتمنى ان يكون في منتدى التفيتيت أو المنتندى الادبي..وليس في المنتدى العام..
والذي يبدو أنه حينما يحار أي شخص في كتابة اي موضوع يدرجه في المنتدى العام..
الموضوع يتكلم لغة رجل الشارع العربي..وقد نجد هذين الشخصين اكثر من مثقفين..
فالكثير من مواضيعنا التي نناقشها تطبعها التفاهة والغوغائية وعدم الفائدة بل انها قد تحسب في جانب السيئات..
والاخيران - الحلاق وسائق الطاكسي -كانا يناقشان امور السياسة..ولاحظ انها يستمعان الى نفس الاغنية: " عملنا موعد في الغابة وما خفنا من الذئب !"..ويشتركان حتى في الأفكار
دمتم
بنصالح محمد

موضوع جميل و خاطرة جميلة أختي الخالة و حتى إن كانت منقولة فلك فضل انتقائها لنا.
وجود هذه المساهمة في المنتدى العام قد يكون بسبب تناولها لأحد صور الرأي العام العربي. ففي نظري أن الحلاق و سائق الطاكسي في مجتمعاتنا لا يتحدثون حقيقة بما يفهمون. بل هم فقط ينقلون كلام الناس إلى الناس. فلو طرقت مع أحدهم موضوعا هذا الصباح لكان له رأي فيه. ثم إذا عدت غدا إلى نفس الموضوع لكان له رأي ربما مناقضا بسبب ما تعرض له في تلك 24 ساعة من أخذ و رد مع أفراد من المجتمع. و بالتالي فخذ بعين الإعتبار أن أغلب ما يحدثك به ما هو إلا ترديد للرأي العام الغالب في تلك الساعة.
فلربما أن خالتنا ارتأت أن يكون العام في المنتدى العام. و في كل الأحوال فمهما كتبت خالتنا و حيثما كتبت فإننا سنقرؤه و نستفيد منه كعادتنا مع كل مساهماتها.

السلام عليكم..
ما نبحث عنه أخي قيس هو قليل من النظام والتصنيف للمواضيع والمشاركات..وحتى لا تعم الفوضى..وهذه ملاحظة اوجهها للجميع
ونحن نحاول جاهدين قراءة اي موضوع او مشاركة قدر الإمكان رغم الوقت الذي يمر بسرعة..ونحاول كذلك الرد على اغلب المواضيع ..ونناقش ما يمكن مناقشته..
ونحاول تمرير كلمة اطراء ..وتحفيز لكل مشارك ..فمن السئ ان يكتب شخص موضوعا او ينقله متكبدا مشقة العمل ولا يلاقي ولو كلمة بسيطة..ولن نكون جالسين فوق برج عاجي ..ولا نرد الا على المواضيع التي نراها مهمة أو نلتمس فيها بعضا من الثقافة حتى يقال اننا نعتز بأفكارنا ولسنا نبعثرها يمينا وشمالا..
وأنا هنا لا اقصد اي شخص بعينه..
أما كتابات الاخت الخالة فنحن نعتز بها..حتى ولو كانت منقولة..ونعتز بمشاركات اي كان..وخاصة اذا كانت من غير المنحول او المنقول...
دمــــــــــــــــــتم
بنصالح محمد

إختيار موفق أختي الخالة لموضوع القصة.
رغم أنه من الغرابة ربط العلاقة بين القبض على منتظر والحرب على غزة إلا أن هذا ما تعلمناه من المحللين السياسيين الذين ما ينفكوا يظهروا على شاشات التلفاز ليقدموا لنا تحليلا سياسيا لحدث ما.
فكثير ربط الحرب على غزة بالإنتقال السياسي للحكم في الولايات بين الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي من جهة وبينها وبين إنتهاء مدة الحكم للرئيس الفلسطيني و .............
فلم لا تكون هناك علاقة بين الحرب ومنتظر الزايدي.
علينا الإعتراف أن الإعلام والمحللين والمفكرين يفرضون علينا ثقافة سياسية ونحن كمستهلك نتبناها بدون أي إعتراض وإن إختلفت طريقة التبني من شخص لآخر باختلاف تكوينه الثقافي والفكري إلا أنه وفي النهاية نحن في مركب واحد سواء كنا من الحلاقين أو السائقين أو المدرسين أو المثقفين أو غيرهم.

سكرا أختي الخالة على الموضوع الجميل والساخر والذي قد يحيلنا على ثقافة الشارع.

يبدو أنك يا زرياب لم تذهب إلى حلاق من قبل،ولو لم تكن كذالك لفهمت كل ما قيل في مشاركة الخالة.

أنا شخصيا أجد تشابها كبيرا في الحلاق المذكور أعلاه وحلاق في حينا دائما أذهب إليه عندما أريد أن أحلق،فهو لا يترك حدثا إلا وناقشه مع الجميع ونفس الموضوع يكرره مع هذا وذاك.

بسم الله الرحمان الرحيم
عندما أعترف بعجزي عن فهم موضوع ما فهذا لا يعني أني أنتقص كاتبها أو حتى ناقلها.فالبنسبة للخالة فكل ماتكتب مميز ولطالما أثنينا على طريقتها الرائعة في الكتابة والأختيار.
أما هذا الموضوع المنقول فلا أفهم ماذا يقصد صاحبه من هذه اللفافة الغريبة يريد ان يطرح قضية معينة ويغول في الغموض مع يسر طرحها واضخة جلية بعيدا عن حلاق الرؤوس وحلاق الجيوب.
القضية ليس في الأختيار ولكن المشكلة في المادة المختارة هذا فقط للتنبيه وبالمناسبة نشكر كل من حاول أن يقرب الينا الصورة رغم أنها لا زلت ميهمة.
دمتم للمنتدى.

السلام عليكم..
ربما كان زرياب يرغب أن يكتب صاحب الموضوع الأصلي مادته بطريقة أخرى
بمقال صحفي أو نص لا يحمل الكثير من الخربشة واللخبطة التي تبدو في اسلوب الكاتب..ما بين لحم وعيش
دشيشة وبلغمان..وبين أغاني ذكر عناوينها ولا امتلك الفكرة عن صاحب اي منها..كجهل مني والحمد لله....
والاسلوب زقاقي عادي الى درجة..والحديث تافه..يمجد اشخاصا ويحط من اخرين..ولكن..الا تجد أن هذا المقال القصصي قد يقول الكثير دون أن ينتبه اليه القارئ وربما مقص الرقابة..
وقد سبق أن كتب عبد الرحمن منيف في كتابه:عروة الزمن الباهي ،ما مجمله ان الرواية يمكنها أن تحمل الكثير من الدلالات والافكار التي يخشى صاحبها من مقص الرقابة ويمكنها ان تتنقل من مكان الى مكان كرواية ..ولكنها محشوة بالكثير من الافكار التي يمكن قصها بالمقص لو كانت في كتاب أو بحث غير الرواية..
أكتفي بهذا القدر
بنصالح محمد