اخواني الكرام أريد من هذه المداخلة بعون الله ثم باثراءات اخواني أن نتحدث عن المعايير التي يجب أن تتوفر في المرشح للانتخابات ثم في الكيفية التي يتم بها الترشيح
لا شك أن المترشح للانتخابات ان نجح فسوف يتولى مسؤولية عظيمة هو محاسب عليها يوم القيامة فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
والذي لا بد منه لكل من يتولى مسؤولية أيما كانت أمران هما :
1-الكفاءة
2-الأمانة
وانظروا معي الى قصة ابنة شعيب لما اقترحت على أبيها استجارة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام :"يا أبت استاجره ان خير من استأجرت القوي الأمين" فرعي الغنم والقيام بأمرها يحتاج قطعا الى انسان أمين ويحتاج الى كفاءة من نوع خاص ألا وهي القوة العضلية وقد كان موسى كذلك،ومن القصص التي وقفت عليها يوما في حياة عمر أن أحدهم جاء لزيارته بعد أن تولى الخلافة وقد كان الحر قائظا فوجده رضي الله عنه يطلي ابل الصدقة من جرب أصابها ،وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جسيما طويلا قوي البنية ،فاستحضر الصحابي الجليل الآية القرآنية حيث رىهاها متمثلة أحسن ما تكون في ابن الخطاب .
لست هنا بصدد القول بأن المترشح للانتخابات يجب أن يكون كموسى وكعمر في القوة البدنية، لكنني أتحدث بصفة عامة عن الكفاءات التي يلزم توفرها في المسؤول وقد يختلف المطلوب من مسؤولية لأخرى. وان كانت القوة البدنية معيارا لا يمكن تجاوزه قطعا في المرشح القروي أو البلدي لو قدرنا المسؤولية حق قدرها فما هو مقدم عليه يحتاج قطعا الى كمال جسم وقوة على تحمل ربما السهر والسفر وكيف ينام لعمري من وضع على عاتقيه مسؤولية أمة من الناس
ونحن ان أرجأنا الحديث أواختلفنا في الكفاءات التي يجب توفرها في المرشح فلن نختلف قطعا على الاتصاف بالأمانة فهي مما لا ينتطح عليه عنزان ولا مما يختلف فيه اثنان. وسيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام لما أراد العزيز استخلاصه والاستعانة به في تجاوز الأزمة القتصادية التي توشك أن تقع برر قراره بقوله:"انك اليوم لدينا مكين أمين" فذكر الأمانة،وحتى يوسف لما طلب المنصب عرض قدراته قائلا:"اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم"فذكر منها الأمانة والعلم وهو يعني الكفاءة والجدارة المطلوبة لمثل هذا المنصب .
ويوسف لما تولى منصب وزير الاقتصاد بتعبيرنا المعاصر أو خازن بيت المال كان لزاما توفره على الأمانة ثم العلم بالحساب وبكيفية الاحتفاظ على المواد حتى لاتتلف ،وهو ما نسميه بالتعقيم،وبامكانك الرجوع الى الآيات قبل ذلك حينما قال يوسف عليه الصلاة والسلام :"فما حصدتم فذروه في سنبله الاقليلا مما تاكلون"
وقبل الختم أشيرالى مسألتين وردتا اشارة في الآيات السابقة ففي قصة موسى هناك امرأة رشحت موسى لمنصبه الجديد ونفهم منه أن المرأة بامكانها ترشيح من تراه مناسبا لمنصب معين، وقد استعان الصديق وكذا الصحابة بعد عمر بن الخطاب بمشورة النسوة في أمر الخلافة وهي أكبر مسؤولية يمكن أن يتولاها شخص معين وهي الولاية العامة،ومن هنا أهيب بالبوعيطاويات بأن يشاركن في العملية الانتخابية ترشيحا وتوجيها ومواكبة وتصويتا
واشارة أخرى وردت في قصة يوسف الصديق عليه الصلاة والسلام حين رشح نفسه لتولي الوزارة مع العزيز لما رأى في نفسه القدرة والكفاءة للقيام بالمسؤولية وهي مسألة تبين ان بامكان كل من رأى في نفسه القدرة والكفاءة للقيام بالواجب التقدم والترشح للمنصب مستعينا بالله تعالى .وقد رأيت أخانا العزيز قيس حفظه الله يدعوفي مداخلة له سابقة من فيه الكفاءة للتقدم وعدم خذلان القبيلة بالتأخروترك المجال فارغا لمن لاأهلية له .ولا شك أن تولي منصب تمثيل الساكنة هو من فروض الكفاية العامة التي هي في نفسها من فروض العين بالنسبة للبعض.
قد أطلت وما زال في الجعبة ما يقال ولكن حسبي هذا الآن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته