سأحاول من خلال هذه النافذة التاريخية التعريف ببعض شخصيات قبيلتنا و الذين كان لهم تأثير مميز ، ليس في قبيلتهم فحسب بل تجاوز هذا التأثير ليشمل القبائل المجاورة ، في محاولة لتسليط الضوء على رجال بوعيطاويين أثثوا الفضاء الديني و الروحي و الثقافي لمنطقة واد نون .
سأبدأ هذه السلسة بشخصية يمكن القول أنها تعد من أبرز الشخصيات التي عرفتها بلاد واد نون في النصف الثاني من القرن 19 و النصف الأول من القرن 20 ، هذه الشخصية هي ( سيدي عمار ولد أحمد البوعيطاوي ) فهلموا معي يا أبناء العم نسبر أغوار هذه الشخصية .
سيدي عمار ولد أحمد ولد عمار ولد محمد ولد براهيم ولد عبد الله ولد بوركبة ولد صويلح ولد سيدي مسعود ولد سعيد ولد أبو بكر بن عطاء الله ( بوعيطة ) ، لا تحدد لنا الروايات الشفوية تاريخ ولادته بالضبط ، ولكن يمكن الجزم أنه ولد في نهاية القرن 19 الميلادي ، تلقى العلم منذ تعومة أظافره في مضارب قبيلته على يد ثلة من الفقهاء البوعيطاويين ، إذ كانت القبيلة تعج بالفقهاء و العلماء الذين أعطوا لهاته القبيلة شرفها و مكانتها ، و على رأسهم سيدي مبارك الأطرش و سيدي بوجمعة ، رحل في طلب العلم عند شبابه ، و هنا تتضارب الرواية الشفوية ، فالأولى تجزم بأن وجهته كانت بلاد تارودانت ، و الأخرى تقول بأنه توجه لبلاد الساقية الحمراء و بالتحديد مضارب قبيلة أولاد أبي السباع ، على كل حال لم نستطع الحسم في هذه النقطة و إن كنا نرجح أن وجهته كانت بلاد تارودانت بسبب أن بلاد الساقية الحمراء كانت تعرف حربا مستعرة بين قبيلتي أولاد أبي السباع و الرقيبات مما يحتم على عالمنا التوجه نحو وجهة أكثر أمنا ، عاد سيدي عمار بعد مدة طويلة إلى مضارب قبيلته عالما مبرزا في شتى العلوم الفقهية و الدنيوية ، لينضم للعالم سيدي العبيد ليشكلا معا ركيزتين أساسيتين من ركائز العلم و المعرفة ببلاد واد نـــــون ، و قد اشتهر سيدي عمار بعلم التواقيت و هو علم لم يكن من الهين على أحد إجادته ، إذ كان يعتمد على دقة و بديهة عاليتين ، فقد كان يستطيع تحديد المسافة الفاصلة بين نقطة و أخرى اعتمادا على مواضع النجوم ، كما كان يجيد تحديد مواقيت فصول السنة في وقت خلت فيه ربوع البلاد من ( يوميات ) ، فقد كان رحمه الله يحدد مواقيت الزرع و الحصاد بدقة متناهيتين ، و في حوزتي مخطوط يتكون من 10 صفحات لسيدي عمار يحدد فيه بدقة جد متناهية شهور السنة اعتمادا على طول ظل الإنسان عند الظهيرة .
و تفيدنا الرسائل و المخطوطات التي لازال يحتفظ بها نجله ( حسنا ولد سيدي عمار ) عن مدى نبوغ هذا العالم خصوصا أن الرسائل التي وجدتها مع مخلفاته أرسلها له أناس من جهات متعددة ، و كانت صيغة المخاطب فيها على هذه الشاكلة ( سيدنا ، إمامنا ، قدوتنا ، محبنا ....) هذه العبارات لا تعطى إلا لشخص في حجم سيدي عمار .
و قد شكل سيدي عمار الوجهة المفظلة للمتخاصمين و المتنازعين من أبناء القبائل المختلفة ، من أجل فظ الإشكالات ، و قد اشتهر كذلك بكرهه للسيبة و المتسببين بها ، و كان يحث القبائل المختلفة على ضرورة احترام بعضها البعض .
انصب اهتمام هذا العالم أساسا حول الأمور الشرعية الفقهية على الخصوص ، إذ عثرنا في مخلفاته على ( عقـــود ، مبايعـــات ، فتاوى ، معامــلات تجارية ) لأشخاص مختلفين ، باعتبار هذه المسائل تمثل الشارة الحقيقة التي تعطي للعالم صفته الحقيقية .
و قد جاء على لسان نجله أنه كان مولعا بقراءة مصنفات إبن رشـــد ، بل أكثر من ذلك أنه عمد إلى إعادة نسخ بعض مألفات إبن رشد ، و لم يسعفنا الوقت لمعرفة أي المصنفات التي قام عالمنا بنسخها .
و في الأخير يمكن القول أن العالم سيدي عمار لا تكفيه هذه الأسطر القليلة لإفائه حقه ، بل هذه الشخصية تحتاج لبحث مستقل تتطرق فيه لمختلف مراحل حياته ، إذ جسد لنا الوجه الحقيقي للبوعيطاوي العالم .
كانت هذه نبذة سريعة عن حياة شخصية بوعيطاوية تاريخية ، و سأحاول في الموضوع القادم التعريف بشخصية بوعيطاوية أخرى كان لها دور مهم هي الأخر في سيرورة الأحداث ببلاد واد نون و الصحراء ، و أنا لا أدعي هنا أنني جئت بالقول الفصل ، فمن كان يعلم شيئا عن هذا العالم فليخبرنا به .
وفقني الله و إياكم إلى ما فيه الصلاح و الفلاح و السلام
سأبدأ هذه السلسة بشخصية يمكن القول أنها تعد من أبرز الشخصيات التي عرفتها بلاد واد نون في النصف الثاني من القرن 19 و النصف الأول من القرن 20 ، هذه الشخصية هي ( سيدي عمار ولد أحمد البوعيطاوي ) فهلموا معي يا أبناء العم نسبر أغوار هذه الشخصية .
سيدي عمار ولد أحمد ولد عمار ولد محمد ولد براهيم ولد عبد الله ولد بوركبة ولد صويلح ولد سيدي مسعود ولد سعيد ولد أبو بكر بن عطاء الله ( بوعيطة ) ، لا تحدد لنا الروايات الشفوية تاريخ ولادته بالضبط ، ولكن يمكن الجزم أنه ولد في نهاية القرن 19 الميلادي ، تلقى العلم منذ تعومة أظافره في مضارب قبيلته على يد ثلة من الفقهاء البوعيطاويين ، إذ كانت القبيلة تعج بالفقهاء و العلماء الذين أعطوا لهاته القبيلة شرفها و مكانتها ، و على رأسهم سيدي مبارك الأطرش و سيدي بوجمعة ، رحل في طلب العلم عند شبابه ، و هنا تتضارب الرواية الشفوية ، فالأولى تجزم بأن وجهته كانت بلاد تارودانت ، و الأخرى تقول بأنه توجه لبلاد الساقية الحمراء و بالتحديد مضارب قبيلة أولاد أبي السباع ، على كل حال لم نستطع الحسم في هذه النقطة و إن كنا نرجح أن وجهته كانت بلاد تارودانت بسبب أن بلاد الساقية الحمراء كانت تعرف حربا مستعرة بين قبيلتي أولاد أبي السباع و الرقيبات مما يحتم على عالمنا التوجه نحو وجهة أكثر أمنا ، عاد سيدي عمار بعد مدة طويلة إلى مضارب قبيلته عالما مبرزا في شتى العلوم الفقهية و الدنيوية ، لينضم للعالم سيدي العبيد ليشكلا معا ركيزتين أساسيتين من ركائز العلم و المعرفة ببلاد واد نـــــون ، و قد اشتهر سيدي عمار بعلم التواقيت و هو علم لم يكن من الهين على أحد إجادته ، إذ كان يعتمد على دقة و بديهة عاليتين ، فقد كان يستطيع تحديد المسافة الفاصلة بين نقطة و أخرى اعتمادا على مواضع النجوم ، كما كان يجيد تحديد مواقيت فصول السنة في وقت خلت فيه ربوع البلاد من ( يوميات ) ، فقد كان رحمه الله يحدد مواقيت الزرع و الحصاد بدقة متناهيتين ، و في حوزتي مخطوط يتكون من 10 صفحات لسيدي عمار يحدد فيه بدقة جد متناهية شهور السنة اعتمادا على طول ظل الإنسان عند الظهيرة .
و تفيدنا الرسائل و المخطوطات التي لازال يحتفظ بها نجله ( حسنا ولد سيدي عمار ) عن مدى نبوغ هذا العالم خصوصا أن الرسائل التي وجدتها مع مخلفاته أرسلها له أناس من جهات متعددة ، و كانت صيغة المخاطب فيها على هذه الشاكلة ( سيدنا ، إمامنا ، قدوتنا ، محبنا ....) هذه العبارات لا تعطى إلا لشخص في حجم سيدي عمار .
و قد شكل سيدي عمار الوجهة المفظلة للمتخاصمين و المتنازعين من أبناء القبائل المختلفة ، من أجل فظ الإشكالات ، و قد اشتهر كذلك بكرهه للسيبة و المتسببين بها ، و كان يحث القبائل المختلفة على ضرورة احترام بعضها البعض .
انصب اهتمام هذا العالم أساسا حول الأمور الشرعية الفقهية على الخصوص ، إذ عثرنا في مخلفاته على ( عقـــود ، مبايعـــات ، فتاوى ، معامــلات تجارية ) لأشخاص مختلفين ، باعتبار هذه المسائل تمثل الشارة الحقيقة التي تعطي للعالم صفته الحقيقية .
و قد جاء على لسان نجله أنه كان مولعا بقراءة مصنفات إبن رشـــد ، بل أكثر من ذلك أنه عمد إلى إعادة نسخ بعض مألفات إبن رشد ، و لم يسعفنا الوقت لمعرفة أي المصنفات التي قام عالمنا بنسخها .
و في الأخير يمكن القول أن العالم سيدي عمار لا تكفيه هذه الأسطر القليلة لإفائه حقه ، بل هذه الشخصية تحتاج لبحث مستقل تتطرق فيه لمختلف مراحل حياته ، إذ جسد لنا الوجه الحقيقي للبوعيطاوي العالم .
كانت هذه نبذة سريعة عن حياة شخصية بوعيطاوية تاريخية ، و سأحاول في الموضوع القادم التعريف بشخصية بوعيطاوية أخرى كان لها دور مهم هي الأخر في سيرورة الأحداث ببلاد واد نون و الصحراء ، و أنا لا أدعي هنا أنني جئت بالقول الفصل ، فمن كان يعلم شيئا عن هذا العالم فليخبرنا به .
وفقني الله و إياكم إلى ما فيه الصلاح و الفلاح و السلام