المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

plage blanche- الشاطئ الأبيض


2 مشترك

    بعضا من أشعار نزار

    alkhala
    alkhala
    عضــو مميز
    عضــو مميز


    عدد المساهمات : 270
    تاريخ التسجيل : 12/03/2008

    بعضا من أشعار نزار Empty بعضا من أشعار نزار

    مُساهمة من طرف alkhala الثلاثاء 14 أبريل 2009, 12:07

    من مجموعة "لا" لنزار قباني ...


    (1)

    ننتظر القطار
    ننتظر المسافر الخفي كالأقدار
    يخرج من عباءة السنين
    يخرج من بدر ، من اليرموك ،
    من حطين ...
    يخرج ..
    من سيف صلاح الدين ..
    من سنة العشرين
    و نحن مرصوصون ..
    في محطة التاريخ ، كالسردين ..
    يا سيداتي سادتي :
    هل تعرفون ما حرية السردين ؟
    حين يكون المرء مضطرا
    لأن يقول رغم أنفه : (آمين)
    حين يكون الجرح مضطرا
    لأن يقبل السكين ..
    يا سيداتي سادتي :
    من سنة العشرين
    و نحن كالدجاج في أقفاصنا
    ننظر في بلاهة
    إلى خطوط سكة الحديد
    أفقية حياتنا ..
    مثل خطوط سكة الحديد
    ضيقة .. ضيقة
    مثل خطوط سكة الحديد
    ساعاتنا واقفة
    لا الله يأتينا .. و لا موزع البريد
    من سنة العشرين ، حتى سنة السبعين
    نجلس في انتظار وجه الملك السعيد
    كل الملوك يشبهون بعضهم
    و الملك القديم ، مثل الجديد


    (2)


    ننتظر القطار
    و نحمل البيارق الحمراء ، و الأزهار
    تمضغنا مكبرات الصوت في الليل
    و في النهار
    تنشرنا إذاعة الدولة بالمنشار
    إنتبهوا ! ..
    إنتبهوا ! ..
    خمسين يوما - ربما - تأخر القطار
    خمسين عاما - ربما - تأخر القطار
    تقيحت أفخاذنا من كثرة الجلوس
    تقيحت ..
    في رأسنا الأفكار
    و صار لحم ظهرنا
    جزءا من الجدار
    جاؤوا بنا عشرين ألف مرة
    تحت عويل الريح و الأمطار
    و استأجروا الباصات كي تنقلنا ..
    و وزعوا الأدوار ..
    و علمونا .. كالقرود الرقص
    و العزف على المزمار
    و دربونا ..
    - ككلاب الصيد - كيف ننحني
    للقادم المسكون بالدهشة و الأسرار
    إذا أتى القطار ..


    (3)


    لم نره ..
    لكن من رأوه فوق الشاشة الصغيرة
    يبتلع الزجاج ..
    أو يسير كالهنود فوق النار
    و يخرج الأرانب البيضاء من جيوبه
    و يقلب الفحم إلى نضار
    يؤكدون أنه ..
    من أولياء الله .. جل شأنه
    و أن نور وجهه يحير الأبصار ..
    و أنه سيحمل القمح إلى بيوتنا
    و السمن .. و الطحين .. بالقنطار
    و يجعل العميان يبصرون
    و يجعل الأموات ينهضون
    و يزرع الحنطة في البحار
    و إنه - في سنوات حكمه -
    يدخلنا لجنة ..
    من تحتها تنسكب الأنهار
    لم نره ..
    و لم نقبل يده
    لكن من تبركوا يوما به ..
    قالوا أن صوته
    يحرك الأحجار ..
    و أنه ..
    و أنه ..
    هو العزيز الواحد القهار ..


    (4)


    ننتظر القطار
    مكسورة - منذ أتينا - ساعة الزمان
    و الوقت لا يمر ..
    و الثواني ما لها سيقان
    تعلكنا ..
    تنهشنا ..
    مكبرات الصوت بالأسنان ..
    إنتبهوا ! ..
    إنتبهوا ! ..
    لا أحد يقدر أن يغادر المكان
    ليشتري جريدة ..
    أو كعكة ..
    أو قطعة صغرى من اللبان
    لربه ، لا أحد ، يقدر أن يقول :
    ( يا رباه ) ..
    لا أحد ..
    يقدر أن يدخل ، حتى ، دورة المياه ..
    تعال يا غودو ..
    و خلصنا من الطغاة و الطغيان
    و من أبي جهل ، و من ظلم أبي سفيان
    فنحن محبوسون في محطة التاريخ كالخرفان
    أولادنا ناموا على أكتافنا ..
    رئاتنا .. تسمنمت بالفحم و الدخان
    و العرضحالات التي نحملها
    من قلة الدواء ..
    و الغلاء ..
    و الحرمان ..
    صادرها مرافقو السلطان
    تعال يا غودو .. و جفف دمعنا
    و أنقذ الإنسان من مخالب الإنسان


    (5)


    تعال يا غودو ..
    فقد تخشبت أقدامنا انتظار
    و صار جلد وجهنا ..
    كقطعة الآثار ..
    تبخرت أنهارنا
    و هاجرت جبالنا
    و جفت البحار
    و أصبحت أعمارنا ليس لها أعمار
    تعال يا غودو .. فإن أرضنا
    ترفض أن تزورها الأمطار
    ترفض أن تكبر في ترابنا الأشجار
    تعال .. فالنساء لا يحبلن ..
    و الحليب لا يدر في الأبقار
    إن لم تجئ من أجلنا نحن ..
    فمن أجل الملايين من الصغار
    من أجل شعب طيب ..
    ما زال في أحلامه ..
    يقرقش الأحجار
    يقرقش المعلقات العشر ..
    و الجرائد القديمة
    و نشرة الأخبار ..


    نزار قباني - بانتظار غودو - مجموعة "لا"

    "الوصية"


    أفتح صندوق أبي
    أمزق الوصية
    أبيع في المزاد ما ورثته :
    مجموعة المسابيح العاجيه
    طربوشه التركي ، و الجوارب الصوفيه
    و علبة النشوق ، و السماور العتيق ، و الشمسيه
    أسحب سيفي غاضبا
    و أقطع الرؤوس ، و المفاصل المرخيه
    و أهدم الشرق على أصحابه
    تكية .. تكيه ..

    أفتح صندوق أبي
    فلا أرى ..
    إلا دراويش و مولويه
    و العود ، و القانون ، و البشارف الشرقيه
    و قصة الزير على حصانه ..
    وعاطلين يشربون القهوة التركيه
    أسحب سيفي غاضبا
    و أقتل المعلقات العشر ..
    و أقتل الكهوف ، و الدفوف ،
    و الأضرحة الغبيه ..

    أفتح تاريخ أبي
    أفتح أيام أبي
    أرى الذي ليس يرى .
    أدعية . مدائح دينيه
    أوعية حشائش طبية
    أدوية للقدرة الجنسيه
    أبحث عن معرفة تنفعني
    أبحث عن كتابة
    تخص هذا العصر .. أو تخصني
    فلا أرى حولي سوى ..رمل و جاهلية


    أرفض ميراث أبي ..
    و أرفض الثوب الذي ألبسني
    و أرفض العلم الذي علمني
    و كل ما أورثني ..
    أرفض ألف ليله ..
    و القمقم العجيب ، و المارد ،
    و السجادة السحريه ..
    أرفض سيف الدولة المغرور
    و القصائد الذليلة . الغبيه
    أحرق رسم أسرتي
    أحرق أبجديتي
    و من فلسطين و من صمودها ..
    من طلقات النار في جرودها ..
    من قمحها المغموس بالدمع ،
    و من ورودها
    أصنع أبجديه ..

    قم يا طويل العمر ..
    من حجرتك الوردية
    و افتح شبابيكك ..
    للشمس ، و للعدل ، و للرعيه
    فما رآك الشعب من آخر أيام بني أميه
    هل أنت حقا من بني أميه ؟
    أخرج إلى الشارع يا أميرنا
    و اقرأ ..
    و لو صحيفة يوميه
    إقرأ ..
    عن السويس ، و الأردن ، و الجولان
    و المدائن السبيه
    عن الذين يعبرون النهر ..
    نحو الضفة الغربية
    هل يا طويل العمر .. في بلاطكم
    خريطة صغيره ..
    للضفة الغربية ؟



    المصدر: مجموعة "لا" - نزار قباني - الطبعة الثالثة عشرة كانون الثاني (يناير) 1999 - منشورات نزار قباني - بيروت - لبنان
    avatar
    محمد بن صالح
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1242
    تاريخ التسجيل : 08/04/2008

    بعضا من أشعار نزار Empty رد: بعضا من أشعار نزار

    مُساهمة من طرف محمد بن صالح الأربعاء 15 أبريل 2009, 12:06

    السلام عليكم..
    مزال نزار قباني يتهادى بين المنتدى..رغم قلة الاحتفاء..ومازال يقول لا طويلة
    عريضة تحتال كلاءات النفي والمنافي ممشوقة القوام كعيدان المشانق..
    مشكورة اختي الخالة على القصيدة..ورغم اننا لم نعد نريد التعامل مع نزار الى انه
    مازال يستولي على مساحة من عقولنا وافكارنا بل وذكرياتنا..
    بنصالح محمد

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 30 يونيو 2024, 22:03