كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاته ممن يكون مقبلا على الآخرة زاهدا في الدنيا تقيا ورع، لا يخاف في الله لومة لائم، أمينا زاهدا صادق، وفوق كل ذلك كان يبحث عن الرجل الذي يهرب من الامارة والولاية، وتقع عينه على عمير بن سعد رضي الله عنه ويعرض عليه ولاية حمص، حاول عمير رضي الله عنه أن يخلص نفسه من الأمارة بشتى الوسائل والحيل الا أنه أمام الفاروق رضي الله عنه ألزمه بها الزاما وفرضها عليه فرضا، وفي حمص أمضى عاما كاملا لم يصل الى المدينة منه أي خراج، بل ولم يبلغ أمير المؤمنين منه أيّ كتاب، ونادى عمر رضي الله عنه كاتبه أن ائتوني بعمير، وجاءه الفارس مترجلا أشعثا أغبرا تغشاه وعثاء السفر، تكاد خطاه تقتلع من الأرض اقتلاعا من طول السفر، ومن كثرة ما لاقى من عناء وما بذل من جهد، وعلى كتفه اليمنى جراب وقصعة، وعلى كتفه اليسرى قربة صغيرة فيها ماء، دخل الى مجلس عمر رضي الله عنهما في خطا وئيدة ثم طرح السلام عليه، السلام عليك يا أمير المؤمنين! ويرد عمر رضي الله عنه التحية بأحسن منها وقد تألم لما رأى عليه من جهد واعياء ليدور بينهما الحوار التالي:
ما شانك يا عمير؟
شأني ما ترى يا أمير المؤمنين، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا كلها أجرها بقرنيها؟
وما الذي معك؟
جرابي أحمل به زادي، وقصعتي آكل منه، ودواتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا ان عرض، فو الله ما الدنيا الا تبع لمتاعي.
أجئت ماشيا؟
نعم يا أمير المؤمنين.
أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها؟
هم لم يفعلوا وأنا لم أسألهم.
ماذا عملت فيما عهدنا اليك به؟
أتيت البلد الذي بعثتني اليه، فجمعت صلحاء أهله ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم حتى اذا جمعوها وضعوها في مواضعه، ولو بقي منها شيء جئتك به.
فما جئتنا بشيء؟
لا.
فصاح عمر رضي الله عنه سعيدا مغتبطا قائلا: جدّدوا لعمير عهدا.
لقد كان عمر رضي الله عنه يتمنى ويقول: وددت لو أنّ لي رجالا مثل عمير أستعين بهم على أعمال المسلمين.
لقد أناروا رضي الله عنهم الطريق وبينوا السبيل وان كانواقد أتعبوا من بعدهم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حقا الصديق بعد توليته الخلافة:"رحمك الله ورضي عنك لقد أتعبت من بعدك"
(منقول بتصرف)
ما شانك يا عمير؟
شأني ما ترى يا أمير المؤمنين، ألست تراني صحيح البدن، طاهر الدم، معي الدنيا كلها أجرها بقرنيها؟
وما الذي معك؟
جرابي أحمل به زادي، وقصعتي آكل منه، ودواتي أحمل فيها وضوئي وشرابي، وعصاي أتوكأ عليها وأجاهد بها عدوا ان عرض، فو الله ما الدنيا الا تبع لمتاعي.
أجئت ماشيا؟
نعم يا أمير المؤمنين.
أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها؟
هم لم يفعلوا وأنا لم أسألهم.
ماذا عملت فيما عهدنا اليك به؟
أتيت البلد الذي بعثتني اليه، فجمعت صلحاء أهله ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم حتى اذا جمعوها وضعوها في مواضعه، ولو بقي منها شيء جئتك به.
فما جئتنا بشيء؟
لا.
فصاح عمر رضي الله عنه سعيدا مغتبطا قائلا: جدّدوا لعمير عهدا.
لقد كان عمر رضي الله عنه يتمنى ويقول: وددت لو أنّ لي رجالا مثل عمير أستعين بهم على أعمال المسلمين.
لقد أناروا رضي الله عنهم الطريق وبينوا السبيل وان كانواقد أتعبوا من بعدهم كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حقا الصديق بعد توليته الخلافة:"رحمك الله ورضي عنك لقد أتعبت من بعدك"
(منقول بتصرف)