المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

plage blanche- الشاطئ الأبيض


5 مشترك

    القبيلة و الذاكرة الجماعية

    abdallahi mouma
    abdallahi mouma
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1221
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف abdallahi mouma الجمعة 15 مايو 2009, 13:59

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    تطرح مع الوقت و بشكل متزايد أهلية الذاكرة الجماعية و مدى قدرتها على حفظ التاريخ ، سؤال عميق يطرح للنقاش كلما ساءلنا موروثنا الجماعي ، أو إستقصينا بشكل دقيق عن أحداث ما إستنادا لما علق في الذاكرة الجماعية . هنا تحضر و بإلحاح تساؤلات كبيرة ما مدى مقدرة الذاكرة الجماعية على الصمود طويلا في وجه دواعي الزمن ، و كيف يمكن لهذه الذاكرة من الإستمرار في حفظ الموروث دون أن تركن إلى التحريف و التصحيف مع مرور الوقت تماشيا مع أغراض تكاد تكون شخصية أو نزوعا نحو التمجيد و التفخيم و هذا ما حدث في كثير من الحالات .
    قبل أن نتطرق إلى علاقة القبيلة [ بشكل عام دون تحديد ] بالذاكرة الجماعية ، دعونا نخوض قليلا في مفهوم الذاكرة الجماعية ، هذا المصطلح الذي طغى على السطح منذ أن بدأت أيادي الأنتروبولوجيين تتسلل و بقوة لحقل التاريخ حتى طغت عليه و بات الأنثروبولوجيون أسياد المجال في عهدنا الراهن ، خصوصا الذين يتبنون المدرستين الفرونكنفونية و الأنكلوساكسينية [ الألمانية منها على وجه خاص ] ، حيث خرجوا و أخرجوا التاريخ من دائرته الضيقة المرتبطة بما هو نظري بحث ليوصلوه إلى ما يمكن أن نوصفه بالعلمية الدقيقة ، فبات التأريخ لحدث ما أو موضوع ما لا يعتمد على ما هو نظري بل تعداه ليصبح الإعتماد على كل ما من شأنه تزكية نظرية تاريخية ما ، إعتمادا على علوم دقيقة و حية من قبيل الإثنولوجيا و الأركيولوجيا و غيرهما .
    على كل حال و إرتباطا بمفهوم الذاكرة الجماعية ، يمكن القول أنها أعطتنا مجموعة من الأمور التي باتت مع الوقت من مسلمات الأمور ، فالمحرقة اليهودية تعتبر في أدبيات الذاكرة الجماعية الصهيونية ، من المسلمات التي لا ينبغي مساسها بل بات التشكيك فيها جريمة يعاقب عليها القانون الدولي ، رغم أنه لا توجد من الناحية التاريخية البحثة ما يؤكدها .
    هذا المثال جعل حقل الذاكرة الجماعية حقل خصب جدا لتسريب الأفكار الإديولوجية على المستوى الرسمي ، فظهور محمد الخامس في القمر بعد وفاته كاد يكون في وقت من الأوقات من المسلمات في ذاكرة المغاربة الجماعية ، و إن حدث بعد عقد التسعينات أن بدأ الباحثون في علم الإجتماع يميلون إلى تفسير الأمر على أسس أخرى ترتبط إرتباطا وثيقا بما هو شعبوي محض .
    الذاكرة الجماعية هي كل ما يمكن أن يحدث إجماعا ما على المستوى التاريخي لدى فئة محددة سواء كانت قبيلة أو قرية أو طائفة دينية أو دولة أو أمة . على هذا الأساس باتت الذاكرة الجماعية في العقود الأخيرة تنزع نحو ترسيخ الوطنية و روح الإنتماء للوطن و بأمجاده حتى و لو كان دون أمجاد تذكر ..
    فما علاقة القبية كمفهوم سوسيولوجي بمفهوم الذاكرة الجماعية ؟؟
    يترسخ مفهوم الذاكرة الجماعية في الوعي و اللاوعي القبلي في مختلف أرجاء المعمور ، و بما أن شرف و مكانة قبيلة ما يعود بالأساس إلى تاريخها فإن الإعتناء بهذا الجانب كان كبيرا إلى حد ما . و بما أن القبيلة الصحراوية تنتمي إلى المحتد العربي ليس على إعتبار الأصل الدموي دائما و إنما على أساس المفهوم الثقافي . بما أنها كما قلت تنتمي لهذا المحتد العربي المعروف عنه دوما الميل إلى تمجيد الأصل و الإنتماء و الأجداد ، منذ عهد ما قبل الإسلام وصولا إلى مراحل متقدمة ، و إن كان الإسلام قد قلل من هذه النزعة كثيرا إلا أن المناطق المتبدية [ من لفظ بداوة ] ظلت دوما على تلك الشاكلة .
    تظهر لنا الذاكرة الجماعية في الوسط البيضاني جلية قوية في الأدبيات الشعبية راسمة صورة جميلة عن ماضي عريق مليء بالبطولات و التضحيات في سبيل القبيلة و شرفها و عزتها ، في بعض الأحايين صورة عن تضحيات في سبيل الدين و العلم أكسبها مع الزمن شرفا لا يضاهيه شرف .
    قبل أن نستطرد يحق لنا أن نطرح سؤالا عميقا يحتاج حقيقة إلى إجابة ، هل يحق لنا أن نعطي للذاكرة القبيلة حجما أكبر من حجمها و بعبارة أخرى هل يمكننا أن نخرج الذاكرة القبلية من عالم الأسطورة و الخرافة إلى عالم الحقيقة ؟؟
    قد يصدق القول بنا إذا قلنا أن الذاكرة الجماعية القبلية تعج بكثير من المبالغات في بعض الأحيان على إعتبار أنها أستعملت في وقت من الأوقات كسلاح إديولوجي ضد المنافسين .
    الترارزة مثلا عندما شنوا حربهم المستعرة ضد إتحادية تشمش الصنهاجية أخرجوا للوجود نظرية أن أصول هذه الإتحادية تعود إلى خمسة لصوص قدموا للبلاد من تارودانت ، و إستوطنوا هاته النواحي و من نسلهم تنحدر إتحادية تشمش التي تنكر ذلك و تقول أن أصولها تعود إلى خمسة علماء قدموا من تارودانت ، الخلاف الحاصل هنا بين صيغتي اللص و العالم ، و بطيبعة الحال فاللص لا يمكن أن يصل إلى درجة العالم مكانة و رفعة في وسط يبجل العلماء ، كما أن تشمش بنت هيبتها و و قوتها على هذا الأساس ، و قد إستطاعت الترارزة بحنكة بالغة أن تركز رواية اللصوصية في الذاكرة الجماعية البيضانية إلى يومنا هذا . هذا مجرد مثال .
    و غير بعيد عنا داخل الوسط الأيتوسي التكني المعروف عبر التاريخ بشراسته الحربية و كثرته العددية تنبني ذاكرتهم الجماعية على اساس الولاء للولي الصالح أيت إعزا و يهدى ، هذا الرجل ليس أيتوسا البتة بل إن قبيلة تحمل إسمه تتواجد في ايامنا هاته مستوطنة ماسة بين أكادير و تيزنيت ، الذاكرة الجماعية لليعزاويين الماسيين تقول أنهم أخرجوا من ديارهم قصرا من اسا و إرتحلوا لهذا الموضع مكرهين ، بينما الذاكرة الجماعية الأيتوسية تنكر ذلك مدعية أن بعض قبائل أيتوسا إلتفت حول هذا الولي الذي كان يعيش في هذه البقعة الخالية من الأرض و حمت زاويته من هجمات بعض القبائل المتلصصة فحلت بهم بركته حتى باتوا من أقوى القبائل شكيمة . هنا نقع في تضارب الذاكرة الجماعية للقبيلتين .
    لحد الآن فالأمثلة التي سقناها لا تنبني على ما هو أسطوري أو خرافي يمكن التشكيك فيه ، و بإنتقال بسيط صوب قبائل الساقية نعثر على كثير من الأمثلة التي بنيت على هذا الأساس .
    جد قبيلة العروسيين سيدي أحمد العروسي و قدومه لهذه الأرض يحمل بين طياته نفحة من القداسة قد لا نعثر عليها سوى في الأدبيات الشيعية ، فالولي الصالح سيدي رحال البودالي حمل تلميذه سيدي أحمد العروسي ليطوف به البلاد و يختار له مكان يعيش فيه هو و ذريته و في نصف الطريق إنقطع الحزام [ لكشاط ] الذي كان يتشبث به التلميذ ليسقط في منطقة الساقية ، حيث سوف تنشأ قبيلة الشرفاء العروسيين و سكون لها دور خطير جدا في القرن 17 في مجريات الأحدث .
    لكن هذا فيما يخص التأريخ للذات أو تأريخ للقبيلة ، المشكل الكبير عندما تنتقل الذاكرة الجماعية من الأنا صوب الآخر ، عند قبيلة الشرفاء الرقيبات يرجعون سبب بقاء بل سبب وجود قبيلة أيت لحسن لجدهم سيدي أحمد الرقيبي الذي حكم عليه السلطان أحمد المنصور السعدي في إحدى حملاته على بلاد واد نون بالإعدام لقطعه الطريق فتدخل سيد أحمد الرقيبي الذي كان في المكان لينقذ الرجل فإشترط عليه السلطان وزن الحسني ذهبا ، و هنا تتدخل الكرامة ليحمل سيدي أحمد الركيبي أحمالا من الرمال و يقدمها للسلطان الذي هم بقتله لولا أنه رأى بالفعل أن الرمل تحول إلى ذهب .
    و بعيدا عن الأسطورة التي تختفي دائما لتظهر لنا على شكل [ كرامات ] وجب تصديقها و إلا حلت اللعنة و [ التزبية ] على منكرها .
    الذاكرة الجماعية البيضانية دائما ما تزخر بأحداث متناسقة بعيدا عن ما هو جزئي ، فعام الطيايير و عام السنية و عام كابولاني إلخ من الأعوام هي تواريخ تؤكدها لنا الروايات الشفوية فتتقاطع مع التاريخ المكتوب في تناغم تام .
    هذه توطئة لموضوع كبير جدا [ بالنسبة لي على الأقل ] و هو الذاكرة البوعيطاوية الجماعية في محاولة لجمع شتات ما تشتت في صدور و عقول من بقي ممن يحملونها .
    الذاكرة البوعيطاوية الجماعية هو موضوعنا القادم ، أتمنى أن أجد من لدنكم آذانا صاغية لجمع ما يمكن جمعه في هذا الصدد قبل ضياعه .
    فما يظهر لك أنه مجرد روايات أو حكايات أسطورية قد تكون مع مرور الوقت مادة دسمة نؤسس من خلالها لتاريخنا المشترك .
    إذاا توفر للبعض مسن أو مسنة تجاوز الثمانين من العمر فهذا يعني أنه يتوفر على أرشيف حي تمكن مساءلته من حل كثير من الأمور ، فما يظهر على أنه أمر غير ذي أهمية يشكل بالنسبة لنا أهمية بالغة .
    avatar
    محمد بن صالح
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1242
    تاريخ التسجيل : 08/04/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف محمد بن صالح الجمعة 15 مايو 2009, 19:27

    السلام عليكم..
    صناعة التاريخ making histoy مسرحية للكاتب الايرلندي برايان فارييل المولد سنة 1929
    مسرحية تلقي الضوء على عملية كتابة التاريخ وتفسير الحقائق..
    وقد وضح برايان فارييل طريقيتين لكتابة التاريخ من خلال شخصيتي البطلين
    - هيو اونيل : ويرغب في كتابة تاريخه كبطل او قائد حربي بكل ما تحتوي من احداث سواء كانت
    انتصارات واحداثا عظيمة او احداثا مخزية من فقر وهزيمة ومنفى..
    -بيتر لومبارد:شهد الاحداث بنفسه..لكنه يقرر أن يكتب حياة هيو اونيل نفسه حسب مايراه صالحا للنشر..
    فهو ينتقي الاحداث ويصوغها على شكل قصة شائقة للأجيال القادمة في ايرلندا..فيصور هيو اونيل
    على انه بطل قومي واسطوري يحتذى به..
    والتاريخ حسب آراء البعض ماهو الا خطاب أو تركيب لغوي تكمن الحقيقة في داخله وليس في خارجه..
    و أن هذه الاحداث لا معنى لها الا اذا انتظمت في خطاب مغين وبذلك يكون منشئ الخطاب التاريخي
    مسيطرا سيطرة تامة على
    مايريده من احداث ..وهذا التاريخ ربما في المستقبل يعاد كتابته ليخدم هدفا آخر..وقد يجعلنا الامر أما تواريخ..
    وان الشخصيات قد لا تصنع التاريخ بل التاريخ هو من يصنعها..
    ويمكننا من خلال ذلك تقسيم الذاكرة الجماعية للقبيلة الى صنفين:
    -صنف كهيو اونيل يريد التاريخ كما هو ...
    -وصنف يريد من التاريخ ما يمكن ان ينشر او يشرف الشخصيات خاصة اذا كانت شخصيات ترقى الى أنها
    الجد أوالنسب الذي تنسب اليه قبيلة او جماعة ..
    والذاكرة الجماعية تحتقظ بالكثير من الموروث قد يكون مجرد تلفيقات أو اساطير او كرامات قد يقبلها
    العقل وقد لا يقبلها..و من الواجب تنقيحها بعد جمعها رغم اختلاف الروايات واختلاف الرواة ..والحكاية
    والحكاية المضادة..ومن هناك يمكننا تنقيح التاريخ و نقده بحيادية تامة ودون تعصب..فهل يمكن ذلك
    في مجتمعنا الحساني الذي قد يتعصب لبعض المعطيات التاريخية للذاكرة الجماعية أو ما هو مدون
    والتي قد تـُقِـلّ من قيمته أو تطعن في أصله ؟؟؟؟
    أم انه من الاحسن سن طريقة بيتر لومبارد في كتابته..وصنع شخصيات، بل التاريخ ؟؟؟؟؟
    بنصالح محمد
    زرياب
    زرياب
    عضو ممتاز جدا
    عضو ممتاز جدا


    عدد المساهمات : 372
    تاريخ التسجيل : 25/05/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف زرياب السبت 16 مايو 2009, 09:26

    بسم الله الرحمان الرحيم
    من يقرأ عنوان المقال يجده فضفاضا لانه ضم لفظين عامين معرفين بال الدالة على الإستغراق وهذا ما يجعلنا منذ البدء ندرك صعوبة القضية المناقشة.
    الذاكرة الجماعية مركب إضافي ضم الذاكرة التي تحيل حتما الى ماهو تاريخي يالدال الجماعية الذي تترتبط بما هو سوسيولوجي وهذا تركيب معقد لا يمكن الوقوف على حقائقه دون تحليل عناصره عنصرا عنصرا.
    من الأخطاء الشائعة حتى عند المحسوبين من أهل الثقافة عدم تفريقهم بين الحدث التاريخي وتفسيره .فتقسم مدارس التاريخ دون إتفاق على حد جامع مانع لهذا الفن.
    إذ لم يتفق الباحثون على تعريف محدد و ثابت للتاريخ ، قديماً و حديثاً ،فالقدماء حددوه بأنه سجلٌ لأعمال الإنسان ، و لم يتفقوا على تفاصيل ذلك ،ومجمل التعاريف تشمل كل شيء من المُعَا ش و الاجتماع و السياسة و الاقتصاد و الدين و الفلسفة و الفن وغيرها ، و تشترك مجمل هذه التعاريف بالعناصر الأولية فيما بينها ، و هي الإنسان و الماضي و التطور ، فالتاريخ : هو سجل لأعمال الإنسان و أفكاره و تطورها ، أو هو درس هذه الأعمال و الأفكار و تحليلها و تعليلها.
    وهنا مناط الخلط بين التارخ وتفسيره بعيدا عن كثيرا مما يوغل فيه بعض محترفي الفلسفة ممن يخلطون الحق بالباطل وينشرون ثقافة الغموض من أجل الخديعة .كان الأقدمون واضحون في الفرز بين الحدث التاريخي ودراسته فنجد علم كأبن خلدون في مقدمته يوضح ذلك بقوله
    1- التاريخ في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام و الدول ، و السوابق من القرون الأُول تنمو فيها الأقوال، وتضرب فيها الأمثال ، و تطرف فيها الأندية إذا غصَّها الاحتفال،و تؤدي شأن الخليقة كيف تقلبت بها الأحوال.
    2- و في باطنه نظر و تحقيق، و تعليل للكائنات و مباديها دقيق، و علم بكيفيات الوقائع و أسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، و جدير أن يعد في علومها و خليق .
    3- يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم ، و الأنبياء في سيرهم ن و الملوك في دولهم و سياستهم.
    4-التاريخ هو ذكر الأخبار الخاصة بعصر أو جيل .
    لكن واحد ككارل ماركس يخرج التاريخ بشكل غريب عن كل المفاهيم ذلك إن أهم مايميز مفهوم التاريخ عند كارل ماركس هو كونه ينبني على الصراع الطبقي بين الفآت العاملة وبين مالكي وسائل الإنتاج ، وأن تطور التاريخ يخضع لحتمية الصراع من أجل البقاء وبالتالي فإن ماركس اعتقد أن التاريخ هو صراع الطبقات بمعنى أن التاريخ عنده يتحقق عن طريق ثورة البروليتاريا وعن طريق قهر الإنسان للطبيعة وتحويلها، كما يعتقد أن التاريخ يتحقق ويصل الى منتهاه عندما تنمحي الطبقية عن الوجود وتسود العدالة الاجتماعية التي رسم ملامحها في المذهب الشيوعي وهو بذلك يؤكد على نظرية نهاية التاريخ وذلك بنهاية الفكر الرأسمالي .
    فهل يصدق عاقل هذا المعنى للتاريخ؟ وكيف سلم له العالم بهذا التفسير التاريخي الذي صوره ككنه وجوهر المدلول؟
    مفهوم التاريخ عندما تتداوله المدراس يشتد قتامة وكلما كثرت الكتابات حوله إلا وزاد بعد عن الأذهان وهنا مفارقة غريبة جدا ذلك أن البيان كلما أوغل في توضيحه كان تبينا.
    بالنسبة لنا كقبيلة الذاكرة الجماعية هي مجموع الدلائل التي تؤرخ لنا كمكون إجتماعي سواء كان مدونا أو رواية شفهية وهو الغالب مما سيضعنا أمام إمتحان حقيقي حول إمكانية فرزه وتمحيصه لأنه يشمل لا محالة الغث بالسمين.
    ليس هناك معايير دقيقة للبخث التاريخي للحدث ولا ضوابط حديثية واضحة لتكلل المهام بالنجاح لكن المهم أن نستطيع أن نلملم ماأستطعنا إليه سبيلا من الدلائل تمكن من صياغة تاريخ متناسق للقبيلة وفق المقبول رواية والمعقول نقلا لبلوغ غاية دونها عقبة كؤود.
    ذاكرتنا الجماعية غنية لكن من المؤوسف أنها بدأت تتأكل لعجزنا عن صيانتها بعد جفاف كثير من ينابيع المعرفة وتناثر حبات العقد بعيدا عن المواطن التي رسمت فيها القبيلة تاريخها.
    تاريخ القبيلة هي ألأنسان والأرض فهل نسطيع الحفاظ على هذين العنصرين لنحفظ ذاكرتنا الجماعية بل وكينونتنا؟
    avatar
    مطاع
    عــــضو مشارك
    عــــضو مشارك


    عدد المساهمات : 35
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف مطاع الإثنين 18 مايو 2009, 14:06

    تحية طيبة
    موضوع الاخ موما مؤرخ في 15 ماي . ولاادري هل هي مصادفة ام وعيا بهدا التاريخ والدي يصادف يوم النكبة ..ان 15 ماي موشوم بالداكرة العربية و الفلسطينية على الخصوص ...واد يخوض الموضوع في الداكرة الجماعية كخزان تاريخي للاحداث و الوقائع وموروث و ثراث بانهزاماته و انتصاراته ..بملاحمه و انكساراته
    فان الاخ موما يعي ان الخوض في داكرة قبيلة رهين بالصعوبة ويستعصي ادا كانت التراكمات ضغيفة من جهة ومن جهة اخرى ضعف المرحلة التاريخية اضافة الى انعدام استقرار القبيلة وترحالها مما يجعل التحكم في الكم النوعي للموروث اشد وانكى
    يطرح الاخ سؤالا هاما ومركبا بل جوهريا حين يقول -- ، هل يحق لنا أن نعطي للذاكرة القبيلة حجما أكبر من حجمها و بعبارة أخرى هل يمكننا أن نخرج الذاكرة القبلية من عالم الأسطورة و الخرافة إلى عالم الحقيقة ؟؟
    ان الموروث الشعبي من حكايات و اساطير و خرافة و رواية واهازيج ومخلفات مادية تؤسس لحقبة ما او مرحلة تاريخبة متصلة بمجموعة تتطلب الرصد و المتابعة و البحث و التقصي و الجمع وبالتالي القراءة ثم الحقض والتخزين
    لسنا في مستوى من يؤسس المتاحف كمرجع لمخلفات التاريخ ..ولكن يبقى للقبيلة مهما كان العدد او المجال كان لها نمط و نظام و تقاليد و عاشت وقائع وسجلت احداث كما كانت لها معتقدات ثقافية وحكايات مروية وداكرة مشتركة تستلهم منها الوعي و الحضور
    ينبه الاخ عبدالله موما الى حلقة اساسية دي صلة بالموضوع حبث يقول-- فما يظهر لك أنه مجرد روايات أو حكايات أسطورية قد تكون مع مرور الوقت مادة دسمة نؤسس من خلالها لتاريخنا المشترك---انه على حق
    ان التاريخ تراكمات متصلة بالزمان و المكان لايقصي و لا يهمش ..ماقد يعتبر ثانويا قد يكون الحلقة الرئسية او المنفد الى فهم تلك المرحلة اي من خلال ماهية التفكير وصيغة التصورات و التخيلات والشخوص و الوقائع قد نلج الى فهم المرحلة و تحديد ها تاريخيا
    بالعودة الى الداكرة الجماعية كمفهوم يمكن القول
    تعتبرالذاكرة الجماعية حلقة الوصل بين السلف و الخلف من خلال انتقالها وتوارثهاعبر الأجيال المتتالية، وهي من أهم الأسس التي اعتمدت عليها الأمم الحديثة في بلورة وصياغة هويتها الثقافية والحضارية، وبالتالي فهي من أهم المكونات الأساسية لثقافة المجتمع، ومن هنا بزغت أهمية هذا الموضوع من قبل السوسيولوجيين والانثروبولوجيين من خلال التركيز على المفهوم وعلى المحددات المرتبطة به مثل: الهوية، والانتماء، والفلكلور، والبنية الاجتماعية، والاقتصادية، والإثنية
    لعل "استحضار الماضي وإعادة توظيفه في الحاضر عامل مهم وأساسي في تماسك الجماعات والهويات"
    عمد الباحثون في هذا الحقل إلى دراسة الذاكرة الجماعية من زوايا مختلفة. كان من ضمنها النشاطات المختلفة التي يقوم بها أفراد المجموعة الواحدة، والوثائق والفلكلور. والببلوغرافيا
    كما ركزت بعض الدراسات على التاريخ الشفوي ..و المحكي ..ودلك لاعادة الماضي من هنا فإن الذاكرة يتم مراجعتها من خلال نظام مركزي ذي مستويين، المستوى الأول: يتم من خلال ماضي الذكريات التي ينقلها الآباء لأبنائهم، والمستوى الثاني: يتطرق إلى ديناميكية الذاكرة بمعنى: كيف نحصل على الذاكرة؟ وطرق استحضارها من المصادر المختلفة
    بقدر الصعوبة و بقدر الاستعصاء و العناء الدي قد يعترض الباحث في مخزون مجموعة ما فقد يحد مايغري و يلهم ...
    لنتجمع و نتحلق و نتحول الى رواة ونحكي و نسجل وندون .. النتيجة سنجد" بأنه عبارة عن مجموع القصص والحكايات والروايات والصور والرموز والمعلومات التي تحتوي عليها مخيلتنا مايعكس التغيرات التي طرأت على حياة الجماعة، ويعبر عن الحاجة إلى إعادة تعريف هوية أصيلة نعلم على أنها في خطر "
    avatar
    مطاع
    عــــضو مشارك
    عــــضو مشارك


    عدد المساهمات : 35
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف مطاع الثلاثاء 19 مايو 2009, 13:31

    سلام طيب للجميع وبعد
    اورد الاخ عبدالله موما مايلي ..الترارزة مثلا عندما شنوا حربهم المستعرة ضد إتحادية تشمش الصنهاجية أخرجوا للوجود نظرية أن أصول هذه الإتحادية تعود إلى خمسة لصوص قدموا للبلاد من تارودانت ، و إستوطنوا هاته النواحي و من نسلهم تنحدر إتحادية تشمش التي تنكر ذلك و تقول أن أصولها تعود إلى خمسة علماء قدموا من تارودانت ----
    لقد سمعت قصة هؤلاء... كانوا ثلاثة.. و ليسوا خمسة كما يحكى ..والله اعلم بعددهم..لكن القصة تحمل مضامين ومحتوى ديني عقائدي صرف سارويها كما سمعتها للافادة واغناء للموضوع.. وان كانت هنالك ملاحطة من طرف الاخ موما فارجوا الاشارة اليها مع كامل الشكر
    يحكى ..و الله اعلم ..انه كان بمدينة تارودانت قائد او سلطان ظالم لايراعي في رعيته عدلا و لا انصافا ينزع و يستولي على مايحلوا له من زرع وضرع اي من ماشية ..وكدلك الارض ويسلب اهل تلك النواحي بالقوة وحد السيف مالهم ومتاعهم ولايستثني احدا ...وكان له ابن وحيد فمرض مرضا عضالا لم ينفع معه علاج الاطباء ولا العارفين للحكمة .وفي يوم من الايام جاؤوه برجل من المنجمين ..فدخل على الابن المريض ولما راه قال للاب انك ظلمت رجلا شريفا ممن لا يظلمون..وعلم ان شفاء ابنك لن يتاتى الا بسماح المظلوم لك والعفو عنك بترضيته واجبار خاطره
    قال القائد وكيف لي ان اعرفه من بين الناس وهم كثر
    قال المنجم لي مسالة يمكن ان اكتشف بها صاحبك من بين كل الناس ..
    قال القائد هاتها ..قال المنجم من الغد ادع كل من في تارودانت و نواحيها دكورا بالغين ياتونك الى باب قصرك يحمل كل منهم ثمرة في يده ...امر القائد رجاله و اعوانه بجمع الدكور البالغين حسب ماامر المنجم
    وفي الغد جاءت الحشود من كل حدب و صوب ..افترش المنجم ثوبا عريضا وامر الناس ان يمروا قرب الثوب و يرمي كل واحد ثمرته ..فاخد الناس يفعلون حتى لم يبقى احد منهم الا ورمى مابيده
    ثم امرهم ثانية ان ياخد كل منهم ثمرته و ينصرف ..اخد الناس يعودون ادراجهم بعد ان يحمل كل واحد منهم ثمرة من التمر المكدس فوق الثوب ..وماهي الاساعات حتى انفض الجمع و لم يبقى من الثمر الا ثلاثة تمرات و ثلاثة رجال
    قال المنجم لرجال الثلاثة تقدموا خدوا ثمركم و انصرفوا
    قالوا ليس تمرنا ..فنحن حين اتينا كنا نعرف الثمرالدي بيدنا ولما اختلط بالتمر لانستطيع معرفته او تمييزه ..وبما اننا غير متاكدين فلا بحق لنا استرجاعه ..لان ثمرنا ضاع بين التمر
    قال المنجم ..هؤلاء اصحابك ايها القائد فانظر ماانت فاعل معهم
    قال القائد ..انني استجير بكم سامحوني ان كنت ظلمتكم ..وكل ما خدت منكم سارده لكم ..وسازيد عليه ماترغبون فيه و ما تطلبونه مني
    قالوا سامحناك والله يغفر لك
    قال لهم ..لي طلب
    قالوا .وما هو طلبك
    قال ..ساجهزكم بكل ما تحتاجون من ماشية ومتاع على ان ترحلوا عن هاته البلاد انتم و ابناؤكم و مواليكم
    فقبلوا و جهزهم وارتحلوا جنوبا ..واستقروا بحوض موريتان ..ومن نسلهم تكونت قبائل تشكلت منها اتحادية تشمش..ويقال بانهم شرفاء
    هاته الرواية سمعتها بهاته الصيغة ارجوا ان اكون قد وفقت في سردها
    abdallahi mouma
    abdallahi mouma
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1221
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف abdallahi mouma الثلاثاء 19 مايو 2009, 16:01

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    شكرا أخي الكريم مطاع على إثراء النقاش و فتحه مجددا .
    فيما يخص رواية أصول تشمش ففيها إختلاف كبير جدا ، لكن صيغة الرجال الخمسة تكررت كثيرا في الحوليات الموريتانية ، فحوليت تيشيت و ولاتة و كتاب شيم الزوايا لليدالي و الرسالة الغلاوية لسيدي محمد الكنتي و موسوعة موريتانيا بشقيها الثقافي و السياسي ، غيرهم من المؤلفات الموريتانية تنساق وراء رواية الخمسة رجال منهم من نحى منحى أنهم أولياء صالحون و منهم من يزكي رواية اللصوصية و تحكي روية اللصوصية ما يلي [ أنه خرج خمسة رجال من تارودانت و إتفقوا على لصوصيتهم و دنوا من بلاد البيضان و جاؤوا حيا من أحياء قبيلة إديشلي الزاوية و أرسلوا واحدا منهم يلصص و يأتيهم بالخبر و عندما جاء للمكان سمع مجودا يجود القرآن فظن أنه [ هول ] فحفظه و عاد إلى قومه و أخبرهم بما سمع فعرفوا أنه قرآن كريم و تابوا و إنضموا في البداية لقبيلة إديشلي قبل أن يؤسس أبنائهم قبيلة مستقل سميت بتشمش ] أما الرواية الثانية فتقول أنه [ خرج خمسة من أولياء الله الصالحين من بلاد تارودانت هاربين من بطش و جور واليها و أتوا حي إديشلي حيث أسس أبناءهم في ما بعد قبيلة تشمش ] و ما يزكي رواية الخمس رجال أن لفظة تشمش تعني بلغة أزناكة القديمة الخماسية أو المخمسة .
    على كل حال كانت هذه مجرد ومضة في هذا الباب .
    شكرا الأخ مطاع على التساؤل الذي أثرى النقاش فعلا .
    abdallahi mouma
    abdallahi mouma
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1221
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف abdallahi mouma السبت 12 ديسمبر 2009, 06:05

    بسم الله الرحمن الرحيم .
    رواية الخمس رجال القادمين من تارودانت تزداد قوة ، إذ أن لفظة تشمش تعود في الأصل إلى أصل أمازيغي ، و شموش هي خمسة في لغة أزناكة كما أن سموس هي خمسة في لهجة السوس إلى يومنا هذا و لا نستبعد أنه تم إسقاط حرف السين و إستبداله بالشين لصعوبة نطق حرفين السين في كلمة واحدة .
    و أضيفت تــــا التعريف الأمازيغية و هي في محل ال التعيريفية العربية مع إضافة حرف ة لتصبح التسمية في النهاية تاشمشة .
    رواية الخمسة تتكر في الأدبيات القبلية في شمال إفريقيا فهناك قبائل متعددة تعود بأصولها دائها إلى خمسة رجال ، و الظاهرة على ما يبدوا قديمة في الأوساط الأمازيغيى الشمال إفريقية .
    takemba
    takemba
    عــــضو مشارك
    عــــضو مشارك


    عدد المساهمات : 85
    تاريخ التسجيل : 03/10/2008

    القبيلة و الذاكرة الجماعية Empty رد: القبيلة و الذاكرة الجماعية

    مُساهمة من طرف takemba الإثنين 11 يناير 2010, 10:52

    السلام عليكم .
    موضوع جدا رائع أدهشتني شدة التناسق بين الأفكار و عمق المعنى و مدى سبر أغوار المحيط الخارجي .
    لكنه مازال يحتاج لتحليل أكبر و أكبر فهو موضوع لا قرار له .
    واصل أخي وفقك الله

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 29 أبريل 2024, 05:53