همسات ام قبل الوداع

ضمته وقالت كلام هذا مختصر


مهدى إليك بني فاحفظه بحذر

قالت تقبله قبلة جريح منكسر

بني انتبه لنفسك فاني بدرب السفر

بني اتق الله فلا تعرف مايخباه القدر

واعرف أن دروب السعادة صعيبة وصعب إرضاء البشر

لملم جراح دنياك واحتوي نفسك واصطبر

لعل الحياة تسعدك يوما إذا كتب القدر

تزود من زمانك بالحسنى وكن بني كالمطر

يروي الأرض فيحييها فينبت أجمل الزهر

أريدك هكذا دورك في حياة البشر

بني كن خيرا واعرف بقانون الحفر

من حفر حفرة لأخيه وقع بها وهذا قانون القدر

همسات مهداة إليك ولعل فيها خير

فعلى أطراف الزمان قد تلاقي الإنسان الخير

وفي المقابل قد تلاقي من يضمر لك الشر

فتعلم بني دروب الزمان طويلة ولا يرحم البشر

أريدك أن تكون صامدا في وجه الريح كالشجر

أو راسخا كالجبال الراسيات أو كقطعة حجر

لا تكسرك هموم الليالي وأريدك دائما مفتاحا للخير

وعش دائما على الأمل المنتظر

واعلم أن لولا فسحته لضاق الزمان وعسر

فكن خيرا كما عهدتك وكن مغلاقا للشر

وتعلم اجتياز المصاعب ولا تقل هناك خطر

فمن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر

وتعلم درب الوصول دائما ولا تقل متأخر

فخير من أن لاتصل أبدا أن تصل متأخر

ونظم حياتك وخطط لها ولا تغرق في البحر

كالسفينة الهوجاء لا تعرف وجهة ولا أين المستقر

وفي النهاية صلي وسلم على خير البشر


محمد صلى الله عليه وسلم الأمين البر

واحفظ خلاصة عمر قد مضى بين الأمل والكدر

كفكف دموعك لعل لقاءنا في مكان أخر

فحين أعود يوما أريد أن يكون لي بك الفخر

فسلام عليك سلام لك أيها الشاب البر