سلام الله عليكم
بداية ليسمح لي كل مبدع أن أزاحمه ولو قليلا في عالمه الفسيح فهذه مجرد تجربة لحكي يوميات مرتجلة عن شاب كان كل أمله أن يصبح بطل قصة جمع فيها من المتناقضات ما يصعب على العقل البسيط إستيعابه.فاليكم الحكاية من البداية وننتظر تعليقاتكم بصدر رحب فأحداثها قد تتطابق مع واقع البعض لكنها في الحقيقة أساسا من وحي الخيال.
مضت طفولة علي عادية للغاية فهو كأي صبي من أطفال الحي داعبت أطرافه النحيلة الحافية كل حبة رمل من أرض ازقة الحي المترامي بقلب المدينة.وتمزقت أسباله المهترئه وهو يتسلق جدران الحي المختلفة فتارة تراه ينط كالهر فارا من رفقته بعدما كاد لهم مقلب أشعل به نار الحرب بين الصحبة .ومرات تراه يمشي الهوينة منتعشا يدندن أغاني الصبا التي لازال يتذكر كثير من كلماتها الى يومنا هذا.
ومرت سنوات الطفولة دون أن يدرك علي حلاوتها فالشاب ينمو كلما صعد درجة من سلم حلقات الدرس المتعبة.كان يكره أن يستيقظ باكرا فأذناه تكره بالفطرة صوة الاجراس إلا من يدق منها مؤذنا بنهاية الحصص وخاصة إن كان المساء راحةهي أحلى من العسل لمن يعصره من شهده.
ترعرع الشاب كالبذرة وبلغ مراحل الثانوية ومعها تغير كثير من ملامح حياة علي .صار يهتم أكثر بمظهره وبدت تتقاطر على ذهنه أسئلة كثيرة .فأي الألوان ينسجم مع لون بشرتي وأي الأحدية يتناسق مع بدلتي كان ينظر إلى محلات الملابس في جولته المسائية المعتادة بحسرة أه لو أملك كل هذه الموضات كم سيحسدني الزملاء.
هكذاكان يردد كالأبله دون أن يدري أن رفاقه يسمعونه يتحدث دون وعي ويجهر بالقول دون أن يدرك.علي محبوب بين رفاقه فهو دائم الإبتسامة وحسن الخلق فيه ميزات خاصة جعلته مقربا بين أقرانه فالكل يسعى لمرافقته بل وتقاسم مقاعد الدرس معه.كان يحب لنقاش مع أنه كان يجهل الكثير من معطيات القضايا المناقشة لكنه اخذعلى نفسه إلتزام المشاركة فالمهم هو المشاركة كما يردد دائما فجعل من العبارة شعار له في حياته.
ذات يوم سأل علي صديقه الحميم محمد ماذا يعجب فتيات الحي في هذا الغبي جمال فلا هو بالوسيم ولا بالمجد الذكي؟هم محمد بجواب صاحبه لكن فاجأته سيارة فارهة تقف أما باب المؤسسة قطعت عرى الحوار فجمال هو من مرق من بابها كالرمية رافعا يده مودعا سائقها الكهل المتعب.
لم ينتظر علي المسكين جواب محمد فقد فهم ان سؤاله غبي ولا يستحق من صاحبه سوى المواساة.فجمال كما يعلم القاصي والداني إبن عقيد يقطن بسكن فسيح وكل عام يمضي عطلته باجمل المدن شمالا.وجمال يرتدي أزهى الالوان وأرفع الأثواب .والده قدم له حذاء رياضي قيمته ما بصوان منزل علي من أسبال أهله.فكيف لعلي أن يسال؟
جممال كان يفضل علي عن كثير من رفاقه فكان يتقاسم معه بعض ما يكتنز في حقيبه المدرسية الراقية قطع حلوى ما كان علي ليطعمها لو إنتظر والدته أن تصنعها.وطواقم أقلام ودفاتر ماكان ليحصل عليها لو انتظر والده أن يقتنيها له.كان جمال كريما مع صاحبه غير أن على كان حاقدا ويعاني من كبت مشاعره تجاه هذا الغبي الممتلئ.
ذات مرة وبينما الزملاء يتبادلون أطراف الحديث في ساحة المؤسسة مازح جمال علي قائلا تدرون لما لم يفهم علي اليوم قصيدة الشعر مع أن استاذا الادب العربي اجهد نفسه في الشرح؟تطوع سعيد المتملق بسؤاله بضحكة داعرة لما ياجمال؟القصيدة رومانسية وصاحبنا لم يعيش تجربة عاطفية إليس كذلك يا ليلى؟
فجر علي قبضته في فك جمال مما خلق فوضى عارمة وصراخ صاخب أنتبه له الجميع فجاؤا من كل حدب وصوب ليشهدوا الموقعة لكن الصلحاء فضوا المشكلة دون ان تتطور وينال علي غضب المدير والذي يعرف الجميع انه يقبل التراب الذي يمشي عليه سعادة العقيد.
غاب جمال عن المؤسسة ايام أحس فيها علي أنه بطل فقد انتقم من تهكم الضحية وافرج عن كثير من اسرى نفسه.احس براحة كبيرة وهو يرى ان الطلبة يذكرون بطولته اكثر ما يناقشون مبارة الديربي اخر الاسبوع.
غالبا ما يمسك علي العصا من الوسط فلا هو الطالب المجد الذكي ولا الكسول الراسب لكنه كان محترما لهدوئه واتزانه.كان علي لا يحبذ شخصية زميله سعيد نموذج الطالب المثالي فكل اساتذته يحبونه ويقدرونه والأدهى كل الفتيات يتقربن إليه وهوما يؤرق علي.
فعلي ماهو بابن الثري ولاهو بالذكي فكيف السبيل غلى قلوب المها؟كان يحقر نفسه وهو يرى سعيد يرافق صديقة ويحادثها وتبادله النكات ولو نفاقا وعلي المسكين ينتظر منها نظرة حنان.
كان علي يكره مادة الجغرافيا فهي هراء كما اعتاد ان يكرر على مسامع أصدقائه فعالبا ما يسال ماذا سنستفيد لو عرفنا تضاريس اوربا ومناخ امريكا واقتصاد اسيا؟لا شئ.
لا حظ إستاذ المادة لا مبالاة علي والرجل يتفانى في شرح ان فرنسا قوة اقتصادية واعدة..ففاجاه بالسؤال كاني بك ياعلي لاتهمت بفرنسا واقتصادها؟رد علي بهدوء وثقة نعم إستاذي العزيز فما دمت لن ارحل الى هذا البلد فدعنا مع وطننا الذي سنعيش ونموت في ارضه الطاهرة.
بفطنته فهم الاستاذ مشاعر علي علي واجابه من يدري لربما ستصعد يوما على برج إيفل ثم أتم شرحه لئلا يمنح لطلبته فرصة للمزاح تفسد جو الدراسة.
إنتظرونا في الحلقة القادمة.
بداية ليسمح لي كل مبدع أن أزاحمه ولو قليلا في عالمه الفسيح فهذه مجرد تجربة لحكي يوميات مرتجلة عن شاب كان كل أمله أن يصبح بطل قصة جمع فيها من المتناقضات ما يصعب على العقل البسيط إستيعابه.فاليكم الحكاية من البداية وننتظر تعليقاتكم بصدر رحب فأحداثها قد تتطابق مع واقع البعض لكنها في الحقيقة أساسا من وحي الخيال.
مضت طفولة علي عادية للغاية فهو كأي صبي من أطفال الحي داعبت أطرافه النحيلة الحافية كل حبة رمل من أرض ازقة الحي المترامي بقلب المدينة.وتمزقت أسباله المهترئه وهو يتسلق جدران الحي المختلفة فتارة تراه ينط كالهر فارا من رفقته بعدما كاد لهم مقلب أشعل به نار الحرب بين الصحبة .ومرات تراه يمشي الهوينة منتعشا يدندن أغاني الصبا التي لازال يتذكر كثير من كلماتها الى يومنا هذا.
ومرت سنوات الطفولة دون أن يدرك علي حلاوتها فالشاب ينمو كلما صعد درجة من سلم حلقات الدرس المتعبة.كان يكره أن يستيقظ باكرا فأذناه تكره بالفطرة صوة الاجراس إلا من يدق منها مؤذنا بنهاية الحصص وخاصة إن كان المساء راحةهي أحلى من العسل لمن يعصره من شهده.
ترعرع الشاب كالبذرة وبلغ مراحل الثانوية ومعها تغير كثير من ملامح حياة علي .صار يهتم أكثر بمظهره وبدت تتقاطر على ذهنه أسئلة كثيرة .فأي الألوان ينسجم مع لون بشرتي وأي الأحدية يتناسق مع بدلتي كان ينظر إلى محلات الملابس في جولته المسائية المعتادة بحسرة أه لو أملك كل هذه الموضات كم سيحسدني الزملاء.
هكذاكان يردد كالأبله دون أن يدري أن رفاقه يسمعونه يتحدث دون وعي ويجهر بالقول دون أن يدرك.علي محبوب بين رفاقه فهو دائم الإبتسامة وحسن الخلق فيه ميزات خاصة جعلته مقربا بين أقرانه فالكل يسعى لمرافقته بل وتقاسم مقاعد الدرس معه.كان يحب لنقاش مع أنه كان يجهل الكثير من معطيات القضايا المناقشة لكنه اخذعلى نفسه إلتزام المشاركة فالمهم هو المشاركة كما يردد دائما فجعل من العبارة شعار له في حياته.
ذات يوم سأل علي صديقه الحميم محمد ماذا يعجب فتيات الحي في هذا الغبي جمال فلا هو بالوسيم ولا بالمجد الذكي؟هم محمد بجواب صاحبه لكن فاجأته سيارة فارهة تقف أما باب المؤسسة قطعت عرى الحوار فجمال هو من مرق من بابها كالرمية رافعا يده مودعا سائقها الكهل المتعب.
لم ينتظر علي المسكين جواب محمد فقد فهم ان سؤاله غبي ولا يستحق من صاحبه سوى المواساة.فجمال كما يعلم القاصي والداني إبن عقيد يقطن بسكن فسيح وكل عام يمضي عطلته باجمل المدن شمالا.وجمال يرتدي أزهى الالوان وأرفع الأثواب .والده قدم له حذاء رياضي قيمته ما بصوان منزل علي من أسبال أهله.فكيف لعلي أن يسال؟
جممال كان يفضل علي عن كثير من رفاقه فكان يتقاسم معه بعض ما يكتنز في حقيبه المدرسية الراقية قطع حلوى ما كان علي ليطعمها لو إنتظر والدته أن تصنعها.وطواقم أقلام ودفاتر ماكان ليحصل عليها لو انتظر والده أن يقتنيها له.كان جمال كريما مع صاحبه غير أن على كان حاقدا ويعاني من كبت مشاعره تجاه هذا الغبي الممتلئ.
ذات مرة وبينما الزملاء يتبادلون أطراف الحديث في ساحة المؤسسة مازح جمال علي قائلا تدرون لما لم يفهم علي اليوم قصيدة الشعر مع أن استاذا الادب العربي اجهد نفسه في الشرح؟تطوع سعيد المتملق بسؤاله بضحكة داعرة لما ياجمال؟القصيدة رومانسية وصاحبنا لم يعيش تجربة عاطفية إليس كذلك يا ليلى؟
فجر علي قبضته في فك جمال مما خلق فوضى عارمة وصراخ صاخب أنتبه له الجميع فجاؤا من كل حدب وصوب ليشهدوا الموقعة لكن الصلحاء فضوا المشكلة دون ان تتطور وينال علي غضب المدير والذي يعرف الجميع انه يقبل التراب الذي يمشي عليه سعادة العقيد.
غاب جمال عن المؤسسة ايام أحس فيها علي أنه بطل فقد انتقم من تهكم الضحية وافرج عن كثير من اسرى نفسه.احس براحة كبيرة وهو يرى ان الطلبة يذكرون بطولته اكثر ما يناقشون مبارة الديربي اخر الاسبوع.
غالبا ما يمسك علي العصا من الوسط فلا هو الطالب المجد الذكي ولا الكسول الراسب لكنه كان محترما لهدوئه واتزانه.كان علي لا يحبذ شخصية زميله سعيد نموذج الطالب المثالي فكل اساتذته يحبونه ويقدرونه والأدهى كل الفتيات يتقربن إليه وهوما يؤرق علي.
فعلي ماهو بابن الثري ولاهو بالذكي فكيف السبيل غلى قلوب المها؟كان يحقر نفسه وهو يرى سعيد يرافق صديقة ويحادثها وتبادله النكات ولو نفاقا وعلي المسكين ينتظر منها نظرة حنان.
كان علي يكره مادة الجغرافيا فهي هراء كما اعتاد ان يكرر على مسامع أصدقائه فعالبا ما يسال ماذا سنستفيد لو عرفنا تضاريس اوربا ومناخ امريكا واقتصاد اسيا؟لا شئ.
لا حظ إستاذ المادة لا مبالاة علي والرجل يتفانى في شرح ان فرنسا قوة اقتصادية واعدة..ففاجاه بالسؤال كاني بك ياعلي لاتهمت بفرنسا واقتصادها؟رد علي بهدوء وثقة نعم إستاذي العزيز فما دمت لن ارحل الى هذا البلد فدعنا مع وطننا الذي سنعيش ونموت في ارضه الطاهرة.
بفطنته فهم الاستاذ مشاعر علي علي واجابه من يدري لربما ستصعد يوما على برج إيفل ثم أتم شرحه لئلا يمنح لطلبته فرصة للمزاح تفسد جو الدراسة.
إنتظرونا في الحلقة القادمة.