فتحت عينيها بتثاقل بعدما داعبت نسمات الصباح خدودها المزهرة ، وأهدتها الشمس خيوطا ذهبية زينت غصنها اليافع، وعزفت العصافير لحن المبتهج المرحب بقدوم ضيف جديد لحياة الوادي.
نظرت للسماء بعينين متلهفتين لاحتضان الكون محدقة في الأفق البعيد حيث تصافح زرقة السماء بكل تواضع امتداد الأرض اللامتناهي.
* لا تصدقي كل ما ترينه صغيرتي، فالأفق ما هو إلا خدعة بصرية توهمنا بأن الارض يمكنها ملامسة السماء.
إلتفتت الزهرة لمصدر الصوت بذات النظرة المتطلعة للحياة.
* أنا نجمة الوادي ، أنير درب التائهين في ظلمات الليل الموحش ويعجز لهيب الشمس أن يحجب نوري.مرحبا بزهرتنا الجديدة.
إلتفتت الزهرة يمنة ويسرة ثم قالت:
** جديدة ؟ أهناك زهرات غيري؟
* نعم.
** لكني لا أرى حولي غير أنياب حادة تبرز من صخور سوداء تكاد تمزق وريقاتي.
*وهذا ما يدهشني حقا، لابد أنك قوية ما يكفي لتخترقي هذه الصخرة الصماء ، وتشقي لك طريقا نحو الحياة.
** وأين باقي الزهرات ؟
* هناك على ضفاف الوادي وعلى جنبات الغدير وخلف تلك الأسوار العالية في حديقة الوادي بألوانها الزاهية البراقة.
** وماذا عني ؟ هل تبدو ألواني زاهية؟
* وهل يساورك شك في ذلك، أنتم الزهور حباكم الله بجمال لا نظير له.
** ولم أنا هنا ؟ وحدي !!
* الإجابة ليست عندي صغيرتي.
إنكفأت الزهرة على وجهها وبدأت وريقاتها في الإنكماش وعودها يهوي نحو الأرض ووميض عينيها يخبو شيئا فشيئا.
*ماذا هنالك جميلتي؟
** لا أدري ، أشعر بشئ يثقل كاهلي ووريقاتي تكاد تخنقني
* يبدو أنك بدأت تفكرين، لا داعي للتفكير جميلتي ، فما التفكير إلا وباء يصيب ذوي العقول الفطنة ويرمي بهم في متاهات لا مخرج منها ، وأنت حلوتي في غنى عن كل ذلك. أنظري إلى زرقة السماء وتطلعي للأفق الساحر.
** أنا لست في السماء ، أنا فوق الارض ، جذوري في قاعها السحيق وأغصاني تلامس وجهها القاسي ، لا علاقة لي بالسماء ، هي ليست عالمي.
* الكون كله عالمك.
** ليس بعد ما قلته عن الأفق والوادي وحديقة الوادي ، ليست بعد أن عرفت الحقيقة.
* اعلمي الحقيقة واملكي الكون.
** لا، لم تعد لي رغبة في امتلاك شئ.
* أنظري هناك، ها هم فرسان الوادي قد حلوا.
** ومن هم فرسان الوادي؟
* إنهم أعزة القوم، يأتون كل يوم ليقطفوا ما طاب لهم من الزهور الجميلة. انظري هذا حكيم زمانه.
** حكيم زمانه؟ ومن ذاك الوسيم ؟
* إنه كبير التجار ، يملك نصف الوادي
** اتظنينه يمر من هذا المكان ؟
* لا أظن ، فغايته تكمن خلف تلك الأسوار العالية........،القلب الكبير.
** ماذا؟
* ذاك الجالس هناك هو صاحب القلب الكبير.
** حدثيني عنه
* يكفي أن تعلمي أنه يجهل كلمة كره، إيييييييه، لا تطيلي النظر إليه ، فأزهار الوادي نادرا ما تستهويه.
أطلقت زهرتنا تنهيدة ساخنة وقالت:
** لا أعتقد أن هناك من سيجذبه عطري أو تعجبه ألواني.
* لا داعي لليأس جميلتي ، فالشمس مازالت لم تفارق السماء بعد.أنظري إلى هذا القادم إلينا .
** ومن يكون؟
* لا أدري ، ربما الغريب القادم من بعيد، هذه فرصتك عزيزتي ، هيا افعلي شيئا.
** ماذا أفعل؟
* ارفعي رأسك عاليا.
** أخاف بعد الإرتفاع من السقوط.
* ارقصي مع الرياح وانثري عطرك في الهواء.
** لم يسبق لي أن رقصت .
* جربي فلا بد من المرة الأولى.
** أكره الفشل.
* لا داعي لكل هذا ، لقد غاب ورحل.
مرت الساعات الثقال ، وزهرتنا وحيدة ، فبدأت الشمس تتهيأ للرحيل معلنة عن انقضاء يوم كامل من عمر الوادي لتبدأ معها زهرتنا بالذبول.
** يا نجمة الوادي ، ماذا يحدث؟
* ماذا؟
** أشعر بالتعب والوهن.
* ألا تدرين لقد بلغت الأربعين. وغدا سوف نشهد ولادة زهرات أخرى جديدة.
** ماذا ؟؟؟......... أشعر برغبة في الصراخ.
* إذن أصرخي، لكن ، حاذري أن يسمعك من تخشين أو أن تلاقَيْن بما لا تحبين..........!!!
(مع كامل إعتذاري عن التطفل على ناديكم يا مبدعين، "أختكم بوسافن2008")
نظرت للسماء بعينين متلهفتين لاحتضان الكون محدقة في الأفق البعيد حيث تصافح زرقة السماء بكل تواضع امتداد الأرض اللامتناهي.
* لا تصدقي كل ما ترينه صغيرتي، فالأفق ما هو إلا خدعة بصرية توهمنا بأن الارض يمكنها ملامسة السماء.
إلتفتت الزهرة لمصدر الصوت بذات النظرة المتطلعة للحياة.
* أنا نجمة الوادي ، أنير درب التائهين في ظلمات الليل الموحش ويعجز لهيب الشمس أن يحجب نوري.مرحبا بزهرتنا الجديدة.
إلتفتت الزهرة يمنة ويسرة ثم قالت:
** جديدة ؟ أهناك زهرات غيري؟
* نعم.
** لكني لا أرى حولي غير أنياب حادة تبرز من صخور سوداء تكاد تمزق وريقاتي.
*وهذا ما يدهشني حقا، لابد أنك قوية ما يكفي لتخترقي هذه الصخرة الصماء ، وتشقي لك طريقا نحو الحياة.
** وأين باقي الزهرات ؟
* هناك على ضفاف الوادي وعلى جنبات الغدير وخلف تلك الأسوار العالية في حديقة الوادي بألوانها الزاهية البراقة.
** وماذا عني ؟ هل تبدو ألواني زاهية؟
* وهل يساورك شك في ذلك، أنتم الزهور حباكم الله بجمال لا نظير له.
** ولم أنا هنا ؟ وحدي !!
* الإجابة ليست عندي صغيرتي.
إنكفأت الزهرة على وجهها وبدأت وريقاتها في الإنكماش وعودها يهوي نحو الأرض ووميض عينيها يخبو شيئا فشيئا.
*ماذا هنالك جميلتي؟
** لا أدري ، أشعر بشئ يثقل كاهلي ووريقاتي تكاد تخنقني
* يبدو أنك بدأت تفكرين، لا داعي للتفكير جميلتي ، فما التفكير إلا وباء يصيب ذوي العقول الفطنة ويرمي بهم في متاهات لا مخرج منها ، وأنت حلوتي في غنى عن كل ذلك. أنظري إلى زرقة السماء وتطلعي للأفق الساحر.
** أنا لست في السماء ، أنا فوق الارض ، جذوري في قاعها السحيق وأغصاني تلامس وجهها القاسي ، لا علاقة لي بالسماء ، هي ليست عالمي.
* الكون كله عالمك.
** ليس بعد ما قلته عن الأفق والوادي وحديقة الوادي ، ليست بعد أن عرفت الحقيقة.
* اعلمي الحقيقة واملكي الكون.
** لا، لم تعد لي رغبة في امتلاك شئ.
* أنظري هناك، ها هم فرسان الوادي قد حلوا.
** ومن هم فرسان الوادي؟
* إنهم أعزة القوم، يأتون كل يوم ليقطفوا ما طاب لهم من الزهور الجميلة. انظري هذا حكيم زمانه.
** حكيم زمانه؟ ومن ذاك الوسيم ؟
* إنه كبير التجار ، يملك نصف الوادي
** اتظنينه يمر من هذا المكان ؟
* لا أظن ، فغايته تكمن خلف تلك الأسوار العالية........،القلب الكبير.
** ماذا؟
* ذاك الجالس هناك هو صاحب القلب الكبير.
** حدثيني عنه
* يكفي أن تعلمي أنه يجهل كلمة كره، إيييييييه، لا تطيلي النظر إليه ، فأزهار الوادي نادرا ما تستهويه.
أطلقت زهرتنا تنهيدة ساخنة وقالت:
** لا أعتقد أن هناك من سيجذبه عطري أو تعجبه ألواني.
* لا داعي لليأس جميلتي ، فالشمس مازالت لم تفارق السماء بعد.أنظري إلى هذا القادم إلينا .
** ومن يكون؟
* لا أدري ، ربما الغريب القادم من بعيد، هذه فرصتك عزيزتي ، هيا افعلي شيئا.
** ماذا أفعل؟
* ارفعي رأسك عاليا.
** أخاف بعد الإرتفاع من السقوط.
* ارقصي مع الرياح وانثري عطرك في الهواء.
** لم يسبق لي أن رقصت .
* جربي فلا بد من المرة الأولى.
** أكره الفشل.
* لا داعي لكل هذا ، لقد غاب ورحل.
مرت الساعات الثقال ، وزهرتنا وحيدة ، فبدأت الشمس تتهيأ للرحيل معلنة عن انقضاء يوم كامل من عمر الوادي لتبدأ معها زهرتنا بالذبول.
** يا نجمة الوادي ، ماذا يحدث؟
* ماذا؟
** أشعر بالتعب والوهن.
* ألا تدرين لقد بلغت الأربعين. وغدا سوف نشهد ولادة زهرات أخرى جديدة.
** ماذا ؟؟؟......... أشعر برغبة في الصراخ.
* إذن أصرخي، لكن ، حاذري أن يسمعك من تخشين أو أن تلاقَيْن بما لا تحبين..........!!!
(مع كامل إعتذاري عن التطفل على ناديكم يا مبدعين، "أختكم بوسافن2008")