بسم الله الرحمن الرحيم .
و صلى اللهم و سلم على سيد الكونين و الثقلين محمد بن عبد الله صلاة و سلام يليقان بمقامه العظيم .
لعل نسبة مهمة من جغرافية و طننا العربي تكسوها الصحاري و المناطق الجافة ، حتى بات مرادف الجفاف و الصحاري مقترنا بالإنسان العربي ، منذ عصور خلت . بل يمكن الجزم أن هذا الإنسان من أكثر الشعوب التي تكيفت و كيفت حياتها كلها مع طبيعة الحياة في الصحراء ، بل لم تعرف الشعوب العربية بقحطانيها و عدنانيها العيش في بقعة من الأرض غير صحراء الجزيرة العربية حتى البعثة النبوية ، فكان بني بعرب لا يعرفون أرضا غير الصحراء إلا من خرج منهم للتجارة في بلاد الشام و فارس و الروم .
و رغم قسوة الصحراء و جفافها و جفائها في كثير من الأحايين ، إلا أن الرجل العربي ظل وفيا لحياة الصحراء و البداوة مستمدا منها قيم المروءة و الكرم و الشجاعة و الإباء حتى باتت صحراء الجزيرة العربية مدرسة تربت فيها قبائل و أمم ، بل الأكثر من ذلك فحياة الصحراء لينت قلوب العرب لكل ما هو روحاني بعيد عن مدارك العقل البشري ، و الدليل على ذلك أن رسالة الإسلام وجدت في هؤلاء خير معين لها على الإنتشار في الآفاق ، فقد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق و يصلح ما فسد من أخلاق و قيم العرب و يقوم إعواجاجها .
إنتشر الإسلام في آفاق عديدة و جغرافيا متنوعة و إنتشر معه العرب ليغطوا مساحة جغرافية واسعة أصبحت تدعى اليوم الوطن العربي ، فلم يعد الإنسان العربي إنسانا صحراويا محضا ، بل بات يعيش في نطاقات جغرافية متعددة منها ما هو جبلي و آخر معتدل و منها ما يطل على أنهار عظيمة كالنيل و دجلة و الفرات ، و منها ما يوجد في نطاقات إستوائية و أخرى مدارية دائمة الأمطار ، و بالتالي سيمر الإنسان العربي بمرحلة إنتقالية عسيرة تجعله يعي وعيا حقيقيا بقيمة الأرض المادية قبل قيمتها المعنوية .
إذ بات أكثر إرتباطا بالأرض من الناحية النظيرة ، لكنه إبتعد كل البعد عن قيمها المعنوية التي كانت مرتبطة به في مراحل البداوة ، فما هي معاني إمتلاك الأرض في مجتمعنا الحاضر ، و كيف ننظر نحــــــن هل نراها فيها قيما معنوية تجعلنا جزءا لا يتجزء منها و لا نستطيع بأي شكل من الأشكال الإستغناء عنها ، لأنها مكون حقيقي من شخصيتنا و هويتنا أم ننظر إليها كغنيمة مادية جافة نقيمها حسب العرض و الطلب و نستطيع التضحية بها في أي وقت مقابل الحصول على ما نزعم أنه قيمتها .
في مجتمع البيظان الذي قلنا في أوقات سابقة أنه يمتد بإمتداد تواجد الإنسان الناطق باللهجة الحسانية [ كليا أو جزئيا ] ، يظهر لنا جليا و منذ أزمنة خلت إختلاف في درجة إرتباط القبائل و المجموعات السكانية بالأرض ، و إن كانت جميعها مجمعة على تمسكها الوطيد بأرضها .
لكن و بمقارنات بسيطة و مما يمليه الواقع يمكن الجزم أن ساكنة بلاد واد نــــــون كانت أكثر المجموعات إرتباطا و تضحية في سبيل ما تحوزه من أراضي ، و ذلك راجع بالأساس إلى كون هاته البلاد تنجوا في أغلب فترات الجفاف القاتلة ، لظروفها المناخية الإستثنائية، بل إنها كانت من أخصب الأراضي الزراعية الشيء الذي سمح لقبائها بالإستقرار في حدوده المقبولة .
فنشأت قرى مهمة كالقصابي [ تاكوست ] و أسرير [ نول لمطة ] و كلميم في حد ذاته ، أهمية المنطقة جعلت أنظار القبائل القوية تتوجه لها في أوقات مبكرة ، بل إنها شهدت عدم إستقرار إجتماعي لتطاحن القبائل حول الإستقرار و ترسيم ما يمكن أن نسميه تجاوزا الحدود القبيلة ، الشيء الذي تم على يد المستعمر الفرنسي ، الذي تمكن من إخماد نار الفتن و تقوية نفوذ دولة المخزن ، الشيء الذي إضطر القبائل على أن تقبل بالحدود النهائية بين بعضها البعض طائعة أو على مضض .
لنا عودة عما قريب فالموضوع طويل جدا ...
و صلى اللهم و سلم على سيد الكونين و الثقلين محمد بن عبد الله صلاة و سلام يليقان بمقامه العظيم .
لعل نسبة مهمة من جغرافية و طننا العربي تكسوها الصحاري و المناطق الجافة ، حتى بات مرادف الجفاف و الصحاري مقترنا بالإنسان العربي ، منذ عصور خلت . بل يمكن الجزم أن هذا الإنسان من أكثر الشعوب التي تكيفت و كيفت حياتها كلها مع طبيعة الحياة في الصحراء ، بل لم تعرف الشعوب العربية بقحطانيها و عدنانيها العيش في بقعة من الأرض غير صحراء الجزيرة العربية حتى البعثة النبوية ، فكان بني بعرب لا يعرفون أرضا غير الصحراء إلا من خرج منهم للتجارة في بلاد الشام و فارس و الروم .
و رغم قسوة الصحراء و جفافها و جفائها في كثير من الأحايين ، إلا أن الرجل العربي ظل وفيا لحياة الصحراء و البداوة مستمدا منها قيم المروءة و الكرم و الشجاعة و الإباء حتى باتت صحراء الجزيرة العربية مدرسة تربت فيها قبائل و أمم ، بل الأكثر من ذلك فحياة الصحراء لينت قلوب العرب لكل ما هو روحاني بعيد عن مدارك العقل البشري ، و الدليل على ذلك أن رسالة الإسلام وجدت في هؤلاء خير معين لها على الإنتشار في الآفاق ، فقد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق و يصلح ما فسد من أخلاق و قيم العرب و يقوم إعواجاجها .
إنتشر الإسلام في آفاق عديدة و جغرافيا متنوعة و إنتشر معه العرب ليغطوا مساحة جغرافية واسعة أصبحت تدعى اليوم الوطن العربي ، فلم يعد الإنسان العربي إنسانا صحراويا محضا ، بل بات يعيش في نطاقات جغرافية متعددة منها ما هو جبلي و آخر معتدل و منها ما يطل على أنهار عظيمة كالنيل و دجلة و الفرات ، و منها ما يوجد في نطاقات إستوائية و أخرى مدارية دائمة الأمطار ، و بالتالي سيمر الإنسان العربي بمرحلة إنتقالية عسيرة تجعله يعي وعيا حقيقيا بقيمة الأرض المادية قبل قيمتها المعنوية .
إذ بات أكثر إرتباطا بالأرض من الناحية النظيرة ، لكنه إبتعد كل البعد عن قيمها المعنوية التي كانت مرتبطة به في مراحل البداوة ، فما هي معاني إمتلاك الأرض في مجتمعنا الحاضر ، و كيف ننظر نحــــــن هل نراها فيها قيما معنوية تجعلنا جزءا لا يتجزء منها و لا نستطيع بأي شكل من الأشكال الإستغناء عنها ، لأنها مكون حقيقي من شخصيتنا و هويتنا أم ننظر إليها كغنيمة مادية جافة نقيمها حسب العرض و الطلب و نستطيع التضحية بها في أي وقت مقابل الحصول على ما نزعم أنه قيمتها .
في مجتمع البيظان الذي قلنا في أوقات سابقة أنه يمتد بإمتداد تواجد الإنسان الناطق باللهجة الحسانية [ كليا أو جزئيا ] ، يظهر لنا جليا و منذ أزمنة خلت إختلاف في درجة إرتباط القبائل و المجموعات السكانية بالأرض ، و إن كانت جميعها مجمعة على تمسكها الوطيد بأرضها .
لكن و بمقارنات بسيطة و مما يمليه الواقع يمكن الجزم أن ساكنة بلاد واد نــــــون كانت أكثر المجموعات إرتباطا و تضحية في سبيل ما تحوزه من أراضي ، و ذلك راجع بالأساس إلى كون هاته البلاد تنجوا في أغلب فترات الجفاف القاتلة ، لظروفها المناخية الإستثنائية، بل إنها كانت من أخصب الأراضي الزراعية الشيء الذي سمح لقبائها بالإستقرار في حدوده المقبولة .
فنشأت قرى مهمة كالقصابي [ تاكوست ] و أسرير [ نول لمطة ] و كلميم في حد ذاته ، أهمية المنطقة جعلت أنظار القبائل القوية تتوجه لها في أوقات مبكرة ، بل إنها شهدت عدم إستقرار إجتماعي لتطاحن القبائل حول الإستقرار و ترسيم ما يمكن أن نسميه تجاوزا الحدود القبيلة ، الشيء الذي تم على يد المستعمر الفرنسي ، الذي تمكن من إخماد نار الفتن و تقوية نفوذ دولة المخزن ، الشيء الذي إضطر القبائل على أن تقبل بالحدود النهائية بين بعضها البعض طائعة أو على مضض .
لنا عودة عما قريب فالموضوع طويل جدا ...