كثيرا ما تساءلت كيف يمكن المزج بين حياة صعلوك يسابق الذئاب في اصطياد فريسته ويمتطي الريح في ساحات الوغى منتشيا من رائحة الدم وحياة شاعر ذو إحساس مرهف ، تجود قريحته بأروع الصور البلاغية و الفنية في شخصية واحدة.
الصعاليك الشعراء هؤلاء الأعلام الذين كانت لهم بصمة بارزة في صنع تاريخ الشعري العربي هم ظاهرة غريبة ،إذا ما أخذنا بمفهوم الصعلوك الذي تعتمده قواميس اللغة العربية لكن إذا ما ألقينا نظرة على حياة كل واحد منهم فقد نجد سببا مقنعا لاختيار هذا النوع من النمط للحياة.
ولعل أغلبهم قد ضمن بعض اشعاره منهجه في الحياة وأهدافه وبعض قيمه.
فالشنقري مثلا والذي يقال أنه كان مملوكا عند رجل من بني سلامان فوقع في حب إبنة مولاه وحين قرر مصارحتها صفعته واعتبرت تجرءه عليها إهانة بحقها لذا أقسم على الإنتقام وقال: هو الثأر يقسم لن أرجئه
بما يتموني وما شردوني وما استعبدوني
سأقتل منهم المئة
وفعلا نفذ الشنقري قسمه وقتل منهم تسعة وتسعون رجلا ثم احتال عليه بنو سلامان فأمسكه عداء منهم وقتله ومر بجثه رجل منهم فرفس جمجمته فدخلت شظية منها برجله فمات وأصبح القتلى مئة، فبرت الجمجمة بقسم الشنقري.
وهذه بعض أبيات الشاعر من لامية العرب يقول فيها:
أقيموا بني أمي ، صــــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـــــــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ
سَـــــــــــــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــــيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ الســـــــــــــــــــرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســـــــــــــــــــــــــــ لٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــــــلُ
وإن مــــــــــدتْ الأيــــــــدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــــــــــــــــــــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْـــــــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضــــــــــــــــــــــلَ المتفضِّل
يبين الشاعر من خلال هذه الأبيات أن رحيله عن قبيلته كان مقدرا فلا مفر منه وأن الكريم يستطيع ان يتجنب الذل فيهاجر إلى مكان بعيد ، فاعتزاله الناس أكرم له من إحتمال أذيتهم.
من هنا يمكننا القول أن الشعراء الصعاليك ما لجأوا إلى هذا النوع من العيش إلا بحثا عن حريتهم وصونا لكرامتهم.
كما يقول:
ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
وهنا ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها
القصيدة طويلة وجميلة وتحمل من المعاني الكثير حيث تتناول وصفا دقيقا لحياة الجبال والتشرد والبطولات التي حققها الشاعر في ساحات القتال كما تزخر بالكثير من مكارم الأخلاق مما يتناقض ومفهوم الصعلوك الحقيقي الذي يتمرد على كل ما هو اخلاقي في سبيل الحصول على لقمة العيش.
الصعاليك الشعراء هؤلاء الأعلام الذين كانت لهم بصمة بارزة في صنع تاريخ الشعري العربي هم ظاهرة غريبة ،إذا ما أخذنا بمفهوم الصعلوك الذي تعتمده قواميس اللغة العربية لكن إذا ما ألقينا نظرة على حياة كل واحد منهم فقد نجد سببا مقنعا لاختيار هذا النوع من النمط للحياة.
ولعل أغلبهم قد ضمن بعض اشعاره منهجه في الحياة وأهدافه وبعض قيمه.
فالشنقري مثلا والذي يقال أنه كان مملوكا عند رجل من بني سلامان فوقع في حب إبنة مولاه وحين قرر مصارحتها صفعته واعتبرت تجرءه عليها إهانة بحقها لذا أقسم على الإنتقام وقال: هو الثأر يقسم لن أرجئه
بما يتموني وما شردوني وما استعبدوني
سأقتل منهم المئة
وفعلا نفذ الشنقري قسمه وقتل منهم تسعة وتسعون رجلا ثم احتال عليه بنو سلامان فأمسكه عداء منهم وقتله ومر بجثه رجل منهم فرفس جمجمته فدخلت شظية منها برجله فمات وأصبح القتلى مئة، فبرت الجمجمة بقسم الشنقري.
وهذه بعض أبيات الشاعر من لامية العرب يقول فيها:
أقيموا بني أمي ، صــــــــــــــــــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــواكم لأميلُ !
فقد حــــــمت الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ
وشُـــــــــــــــــــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى
وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ
سَـــــــــــــــــــــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهـــــلــــول وَعَـــــــرفــاءُ جـــــــــــــيألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ الســـــــــــــــــــرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجـــــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســـــــــــــــــــــــــــ لٌ . غير أنني
إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــــــلُ
وإن مــــــــــدتْ الأيــــــــدي إلى الزاد لم أكن
بأعجلهم ، إذ أجْشَــــــــــــــــــــعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْـــــــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ
عَلَيهِم ، وكان الأفضــــــــــــــــــــــلَ المتفضِّل
يبين الشاعر من خلال هذه الأبيات أن رحيله عن قبيلته كان مقدرا فلا مفر منه وأن الكريم يستطيع ان يتجنب الذل فيهاجر إلى مكان بعيد ، فاعتزاله الناس أكرم له من إحتمال أذيتهم.
من هنا يمكننا القول أن الشعراء الصعاليك ما لجأوا إلى هذا النوع من العيش إلا بحثا عن حريتهم وصونا لكرامتهم.
كما يقول:
ولا جُبَّـأٍِ أكْهَـى مُـرِبٍّ بعِرْسِـهِ يُطَالِعُهـا في شَأْنِـهِ كَيْفَ يَفْعَـلُ
وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ كَـأَنَّ فــؤادَهُ يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ يَعْلُـو وَيَسْفُـلُ
وهنا ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها
القصيدة طويلة وجميلة وتحمل من المعاني الكثير حيث تتناول وصفا دقيقا لحياة الجبال والتشرد والبطولات التي حققها الشاعر في ساحات القتال كما تزخر بالكثير من مكارم الأخلاق مما يتناقض ومفهوم الصعلوك الحقيقي الذي يتمرد على كل ما هو اخلاقي في سبيل الحصول على لقمة العيش.