الإعاقة السياسية
المعاقون السياسيون اليوم هم السياسيون الذين لا يملكون من المال مايطمعون به الناس ليكونوا معهم.
في كل الإنتخابات التي نوقشت في مصريتنا من طرف المجتمعين فيها أو من طرف ضيوف القنوات الفضائية و الإذاعية، تعودت أن أسلم بأن المنتخب شخص ثري حتى و إن كان غير مؤهل علميا و عمليا لأن يسير نفسه.
و كل تلك الإنتخابات عرفت فشل أغلب السياسيين الحقيقيين الذين لا يملكون الشركات و العقارات.
و كنت أتصور الحاكم و المحكومين كالمقعد و الأعمى لا بد للأعمى أن يحمل المقعد على كتفيه ليعملا صالحا.
لكني وجدت الغالب في الحاكم و المحكومين مثل الأمير و الحريم. لا بد للأمير أن يكون ذا أموال و جنان لكي لا تهجره الجواري. أما العلم و الفقه و التقوى فتلك أمور تصدع رؤوس الغواني. و كل جارية من جواري الأمير تسعى لتنال الحظوة عنده بإرضاءه و لو بمعصية الرقيب و القريب. و الأمير في خضم كل ذلك سيكون ألعوبة بيد الغواني يكدنه كيدا عظيما. و ينسين أن الواحدة منهن مهما تجملت و تزينت لأميرها فإنه لا بد هاجرها ما لم يكن يزينه الورع و التقوى.
في هدأة الليل تعودني طمأنينة العبد الذي عرف سيده و رضي به. في هدأة الليل حين تسكن خشخشة نعال المارة، و يتناقص ضجيج السيارات، و تخور قوى السائس و المسوس، تخضع لقدرها كل النفوس. لا يعود بين الناس أمر و لا نهي. في سكون الليل تتفكك كل التركيبات الطيبة و الخبيثة. حتى الأعمى و المقعد يوقفان تعاونهما حتى يأذن الله لهما بصبح. في هدأة الليل يستطيع الإنسان مناجاة ربه وحده ففي تلك الساعات يغفل عنك كل راع إلا الله.
نسي السياسيون المسلون أنهم خلفاء الله في تدبير شؤون خلقه. و نسي المسوسون المسلمون أن الله هو سيدهم و ملكهم و أن الله لا يرضى لهم أن يؤمروا عليهم فاسقا أو سفيها و أنه ينتقم من الرعية كما من الراعي.
نسي المسلم أن نفسه لله لا يفنيها في غير مرضاته. و نسي أن ماله لله لا ينفقه في غير سبيله. بل نسي أن له ربا و أنه هو الذي يطعمه و يسقيه و إذا مرض فهو يشفيه. نسي أن أميره الذي يسعى جاهدا لينال رضاه بمعصية الخالق، لم يكن قبل أن يأذن الله له بأن يكون. و أنه لم يغن قبل أن يأذن الله للفقر بأن يفك قيده عنه. و أنه كأفقر التقاة سيموت بعد قليل. لكنه لن ينال من الخير ما سيناله التقاة.
و لو كنت ناصحا لقلت : من أطاع الله فاجعلوه على أكتافكم و من عصى الله فاجتنبوه كما تجتنبون الخمر.
المعاقون السياسيون اليوم هم السياسيون الذين لا يملكون من المال مايطمعون به الناس ليكونوا معهم.
في كل الإنتخابات التي نوقشت في مصريتنا من طرف المجتمعين فيها أو من طرف ضيوف القنوات الفضائية و الإذاعية، تعودت أن أسلم بأن المنتخب شخص ثري حتى و إن كان غير مؤهل علميا و عمليا لأن يسير نفسه.
و كل تلك الإنتخابات عرفت فشل أغلب السياسيين الحقيقيين الذين لا يملكون الشركات و العقارات.
و كنت أتصور الحاكم و المحكومين كالمقعد و الأعمى لا بد للأعمى أن يحمل المقعد على كتفيه ليعملا صالحا.
لكني وجدت الغالب في الحاكم و المحكومين مثل الأمير و الحريم. لا بد للأمير أن يكون ذا أموال و جنان لكي لا تهجره الجواري. أما العلم و الفقه و التقوى فتلك أمور تصدع رؤوس الغواني. و كل جارية من جواري الأمير تسعى لتنال الحظوة عنده بإرضاءه و لو بمعصية الرقيب و القريب. و الأمير في خضم كل ذلك سيكون ألعوبة بيد الغواني يكدنه كيدا عظيما. و ينسين أن الواحدة منهن مهما تجملت و تزينت لأميرها فإنه لا بد هاجرها ما لم يكن يزينه الورع و التقوى.
في هدأة الليل تعودني طمأنينة العبد الذي عرف سيده و رضي به. في هدأة الليل حين تسكن خشخشة نعال المارة، و يتناقص ضجيج السيارات، و تخور قوى السائس و المسوس، تخضع لقدرها كل النفوس. لا يعود بين الناس أمر و لا نهي. في سكون الليل تتفكك كل التركيبات الطيبة و الخبيثة. حتى الأعمى و المقعد يوقفان تعاونهما حتى يأذن الله لهما بصبح. في هدأة الليل يستطيع الإنسان مناجاة ربه وحده ففي تلك الساعات يغفل عنك كل راع إلا الله.
نسي السياسيون المسلون أنهم خلفاء الله في تدبير شؤون خلقه. و نسي المسوسون المسلمون أن الله هو سيدهم و ملكهم و أن الله لا يرضى لهم أن يؤمروا عليهم فاسقا أو سفيها و أنه ينتقم من الرعية كما من الراعي.
نسي المسلم أن نفسه لله لا يفنيها في غير مرضاته. و نسي أن ماله لله لا ينفقه في غير سبيله. بل نسي أن له ربا و أنه هو الذي يطعمه و يسقيه و إذا مرض فهو يشفيه. نسي أن أميره الذي يسعى جاهدا لينال رضاه بمعصية الخالق، لم يكن قبل أن يأذن الله له بأن يكون. و أنه لم يغن قبل أن يأذن الله للفقر بأن يفك قيده عنه. و أنه كأفقر التقاة سيموت بعد قليل. لكنه لن ينال من الخير ما سيناله التقاة.
و لو كنت ناصحا لقلت : من أطاع الله فاجعلوه على أكتافكم و من عصى الله فاجتنبوه كما تجتنبون الخمر.