وقفـة للتأمـل
"وذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين" كل ما يتمناه المؤمن هو حسن الخاتمة، فالدنيا فانية بما فيها، ونحن في لهوها ساهون، ببريقها وطيفها الزائل مخدوعون. قليلاً ما نتوقف لنتأمل حالنا وما ينتظرنا من مصير وهول، للتزود منها بما ينفعنا على غرار قول الشاعر:
" تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا... جن عليك الليل هل تعيش إلى غد.
فالعناد يركب رؤوسنا وعدم المبالاة حالنا والغفلة طبعنا، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
فالمرء نهايته لوحده مثلما بدأ وحيدا في رحم أمه، سينتهي به المآل إلى شبران في الأرض، ليصبح غريبا وبعيدا. وكما قال علي كرم الله وجهه: 'من كان بينك وبينه شبران في الأرض فهو بغاية البعد'.
قد تطول حياة المرء قبل هذا الفراق وربما ليس بالسعيد من رمى خلفه سبعة أو ثمانية عقود من الزمن، هذا إن بقي سليم العقل معافى في بدنه، فحقا سيجد كاهله وقد ثقل بما حمل من ذكريات، حزينة كانت أم سعيدة، ومن أعمال صالحة كانت أم طالحة، لا يقوى على تذكرها ولا حتى على تحمل وحشة فراقها، فيهرب من صخب الذكرى الموجعة منتظرا نهاية مجهولة، والغريب أنه ليس هناك من راحل عنا رحل وعاد ليخبرنا بما هو كائن هناك في غياهب الغيب. لنظل مع جهلنا هذا نهلوا ونلعب وكأن الحياة ما خلقت إلا للمتعة والعبث، دون التوقف ولو للحظة، نتأمل فيها حالنا ونصحح فيها سبيلنا، ونتزود بحق بما ينفعنا في دنيانا الأخيرة، فكم من أمر بسطه الله لنا لندرك به نعيم الآخرة. كالاستغفار والإذكار والقيام والصدقة وقراءة القران...، هي أشياء لا تشترى، لكن لها من النفع على المؤمن ما يجهل قيمته ويدرك حقيقته. فالله سخر الكون تسخيرين: تسخير تعريف وتسخير تكريم. أما التعريف فهو الإيمان، أي الإيمان بالله وبما انزل وإتباع ما أمر، أم التكريم فهو الشكر، شكر الله على كل نعمة، فبالشكر تقيد النعم، لأن الله أراد بنا وأراد منا، فما أراد بنا طواه عنا (الغيب) وما أراد منا بسطه لنا (الإيمان).
أفلا نكون عقلاء ونتعقل في أمرنا قبل فوات أواننا، هي الدنيا، تغر وتضر وتمر، فلنغتنم فرصة الحياة قبل يوم الميعاد
"وذكر فإن الذكر تنفع المؤمنين" كل ما يتمناه المؤمن هو حسن الخاتمة، فالدنيا فانية بما فيها، ونحن في لهوها ساهون، ببريقها وطيفها الزائل مخدوعون. قليلاً ما نتوقف لنتأمل حالنا وما ينتظرنا من مصير وهول، للتزود منها بما ينفعنا على غرار قول الشاعر:
" تزود من الدنيا فإنك لا تدري إذا... جن عليك الليل هل تعيش إلى غد.
فالعناد يركب رؤوسنا وعدم المبالاة حالنا والغفلة طبعنا، "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
فالمرء نهايته لوحده مثلما بدأ وحيدا في رحم أمه، سينتهي به المآل إلى شبران في الأرض، ليصبح غريبا وبعيدا. وكما قال علي كرم الله وجهه: 'من كان بينك وبينه شبران في الأرض فهو بغاية البعد'.
قد تطول حياة المرء قبل هذا الفراق وربما ليس بالسعيد من رمى خلفه سبعة أو ثمانية عقود من الزمن، هذا إن بقي سليم العقل معافى في بدنه، فحقا سيجد كاهله وقد ثقل بما حمل من ذكريات، حزينة كانت أم سعيدة، ومن أعمال صالحة كانت أم طالحة، لا يقوى على تذكرها ولا حتى على تحمل وحشة فراقها، فيهرب من صخب الذكرى الموجعة منتظرا نهاية مجهولة، والغريب أنه ليس هناك من راحل عنا رحل وعاد ليخبرنا بما هو كائن هناك في غياهب الغيب. لنظل مع جهلنا هذا نهلوا ونلعب وكأن الحياة ما خلقت إلا للمتعة والعبث، دون التوقف ولو للحظة، نتأمل فيها حالنا ونصحح فيها سبيلنا، ونتزود بحق بما ينفعنا في دنيانا الأخيرة، فكم من أمر بسطه الله لنا لندرك به نعيم الآخرة. كالاستغفار والإذكار والقيام والصدقة وقراءة القران...، هي أشياء لا تشترى، لكن لها من النفع على المؤمن ما يجهل قيمته ويدرك حقيقته. فالله سخر الكون تسخيرين: تسخير تعريف وتسخير تكريم. أما التعريف فهو الإيمان، أي الإيمان بالله وبما انزل وإتباع ما أمر، أم التكريم فهو الشكر، شكر الله على كل نعمة، فبالشكر تقيد النعم، لأن الله أراد بنا وأراد منا، فما أراد بنا طواه عنا (الغيب) وما أراد منا بسطه لنا (الإيمان).
أفلا نكون عقلاء ونتعقل في أمرنا قبل فوات أواننا، هي الدنيا، تغر وتضر وتمر، فلنغتنم فرصة الحياة قبل يوم الميعاد