شرفــــــاء .. وماذا بعـد.؟!
لاشك أن بادرة خلق هذا المنتدى كانت من الحسنات التي تحمد، خاصة وأنه خلق جوا من التعارف والنقاش الجميل، لكن، أرى أن موضوع البحث في أصل القبيلة والتحقيق في نسبها الشريف أضحى طاغيا على المواضيع المطروحة، حيث بات الشغل الشاغل للمنتدى هو الجدل المتكرر حول ما إذا كنا شرفاء أم لا. أعتقد أن ما كتب في هذا الصدد فيه الكفاية لأن يبرهن بالإثبات أو النفي لأي متصفح على انتمائنا إلى الدوحة الشريفة، لأن السؤال الذي سوف يطرح هو وماذا بعد.؟ لا أريد أن ننساق خلف بطون الكتب والمخطوطات القديمة بحثا عن حقيقة ما إذا كان جدنا سعيد أم عُمر، فعلى غرار قول نزار قباني "ماذا ينفع النقش حين يهوى البناء"،
فماذا ينفع إثبات أننا شرفاء وأفعالنا قد تخالف ذلك.؟!
ماذا ينفع الشرف عندما تتصدع الأعراش.؟!
ماذا ينفع الشرف إذا غاب التوافـق.؟!
ماذا ينفع الشرف إذا ظهر الخلاف.؟!
ماذا ينفع الشرف والحساب غدا سيكون بالعمل.؟!
لقد صار الموضوع وكأننا في مرافعة أمام المحاكم لإثبات من نكون، أتمنى أن نتجاوز هذا إلى قضايا أخرى، لا تنسوا أيها الإخوة الكرام مدى التنافر الحاصل بين فروع القبيلة وأبنائها وخير دليل على ذلك ما عرفه هذا المنتدى من انشقاق وفتح منتدى آخر.
دعونا من هذه "الشوفينية" المبالغ فيها، صحيح، شيء جميل أن يعتز المرء بنسبه وان يعرفه، لكن، يجب أن يكون من باب العلم بالشيء وحسب. فلا بالحسب ولا بالنسب نصنع الشخصية ونعطي قيمة لأنفسنا، ما دامت القوة هي، قوة الشخصية في الاحتواء، ولا بالشرف سوف نجد حلولا للمشاكل التي نتخبط فيها، ولا به أيضا ممكن أن نحقق الأماني العريضة التي نطمح لها، فلنكن واقعيين ونتحلى بالعقلانية، هل تريدوننا أن نظل نغني على ليلى ونبكي على أطلال الماضي..؟ هل تريدوننا أن نظل نردد نغمة الشرف هذه وننسى واقعنا..؟،
إن كان للشرف وحده من أهمية فلسنا بأكثر شرف في النسب من أبي جهل عم الرسول ''ص'' وهو في الجحيم يذكر، وإن كان انعدامه ينفي أي قيمة فلن نكون بأقل نسب من عبد أسود إسمه بلال وهو في الجنة يخلد. أخشي النزول إلى وحل القبلية والعنصرية، إن بقينا هكذا نزين الأمور ونجملها من زوايانا وننسى أن هناك زوارا لنا، هم مجرد قراء، لكن سوف يخرجون في النهاية بنظرة عنا، وصدقت العرب إذ قالت قديما "المرء من حيث يوجد لا من حيث يولد، والإنسان من حيث يثبت لا من حيث ينبت".
إذا كنا نريد بهذا المنتدى أن ننفتح على الآخر، فإنفتاحنا لا يجب أن يكون بترديد نغمة الشرف، بل الجدير بنا أن نتقبل الأخر بيننا وأن نخلق تواصلا معه لا يكون مبنيا على فكرة من أكون أنا ومن تكون أنت، والله من فوقنا ينظر إلى الأعمال لا إلى الصور.
لا أظن أن هناك أمة عبر التاريخ قد أفلحت في تكريس مفهوم النسب والاعتزاز به فما بالك بقبيلة. فأين مغول "جانكيز خان" و أين جرمان "هتلر" الذين كانوا أكثر عنصرية من غيرهم.
عندما أردد كلمة أنا شريف أمام الأخر كأنني بها انتظر التقدير منه، مع العلم أنه لا يوجد إنسان سلبي في ذاته، فكل الناس قادرة على النجاح، ليبقى انتظار التقدير من الأخر مجرد شعور بالدونية أحيانا، "كـن نفسـك" كما قال سقراط. فلو كان النسب ينفع ما قيل هذا المثل المشهور "من أبطأ به علمه 'عمله' لم يسرع به نسبه". وبالتالي ما ذنب إنسان خرج إلى هذه الدنيا ووجد أن أصله لا يذكر أو لا أصل له بالمرة، والمثل "البيظاني" يقول ردا على هذا "التربية خير من الأصل". صحيح من الممكن أن يكون الماضي غير مشرف عند البعض، لكن ممكن أن يكون الدافع إلى كسب شرف جديد.
أتمنى أن لا يساء فهم موضوعي هذا وان لا يعتبره البعض نوع من خلق البلبلة، فكل ما هناك أنني أطرح وجهة نظر ليس إلا. وهي قابلة في كل الأحوال للنقاش، وأنا متقبل لأي رأي في ذلك.
وخير ما أختم به أن رجلا أعرابيا جلس إلى الرسول (ص) فلما أراد أن يحدثه أخذته هيبة فارتعد، فقال له صلى الله عليه وسلم: "هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة".
لاشك أن بادرة خلق هذا المنتدى كانت من الحسنات التي تحمد، خاصة وأنه خلق جوا من التعارف والنقاش الجميل، لكن، أرى أن موضوع البحث في أصل القبيلة والتحقيق في نسبها الشريف أضحى طاغيا على المواضيع المطروحة، حيث بات الشغل الشاغل للمنتدى هو الجدل المتكرر حول ما إذا كنا شرفاء أم لا. أعتقد أن ما كتب في هذا الصدد فيه الكفاية لأن يبرهن بالإثبات أو النفي لأي متصفح على انتمائنا إلى الدوحة الشريفة، لأن السؤال الذي سوف يطرح هو وماذا بعد.؟ لا أريد أن ننساق خلف بطون الكتب والمخطوطات القديمة بحثا عن حقيقة ما إذا كان جدنا سعيد أم عُمر، فعلى غرار قول نزار قباني "ماذا ينفع النقش حين يهوى البناء"،
فماذا ينفع إثبات أننا شرفاء وأفعالنا قد تخالف ذلك.؟!
ماذا ينفع الشرف عندما تتصدع الأعراش.؟!
ماذا ينفع الشرف إذا غاب التوافـق.؟!
ماذا ينفع الشرف إذا ظهر الخلاف.؟!
ماذا ينفع الشرف والحساب غدا سيكون بالعمل.؟!
لقد صار الموضوع وكأننا في مرافعة أمام المحاكم لإثبات من نكون، أتمنى أن نتجاوز هذا إلى قضايا أخرى، لا تنسوا أيها الإخوة الكرام مدى التنافر الحاصل بين فروع القبيلة وأبنائها وخير دليل على ذلك ما عرفه هذا المنتدى من انشقاق وفتح منتدى آخر.
دعونا من هذه "الشوفينية" المبالغ فيها، صحيح، شيء جميل أن يعتز المرء بنسبه وان يعرفه، لكن، يجب أن يكون من باب العلم بالشيء وحسب. فلا بالحسب ولا بالنسب نصنع الشخصية ونعطي قيمة لأنفسنا، ما دامت القوة هي، قوة الشخصية في الاحتواء، ولا بالشرف سوف نجد حلولا للمشاكل التي نتخبط فيها، ولا به أيضا ممكن أن نحقق الأماني العريضة التي نطمح لها، فلنكن واقعيين ونتحلى بالعقلانية، هل تريدوننا أن نظل نغني على ليلى ونبكي على أطلال الماضي..؟ هل تريدوننا أن نظل نردد نغمة الشرف هذه وننسى واقعنا..؟،
إن كان للشرف وحده من أهمية فلسنا بأكثر شرف في النسب من أبي جهل عم الرسول ''ص'' وهو في الجحيم يذكر، وإن كان انعدامه ينفي أي قيمة فلن نكون بأقل نسب من عبد أسود إسمه بلال وهو في الجنة يخلد. أخشي النزول إلى وحل القبلية والعنصرية، إن بقينا هكذا نزين الأمور ونجملها من زوايانا وننسى أن هناك زوارا لنا، هم مجرد قراء، لكن سوف يخرجون في النهاية بنظرة عنا، وصدقت العرب إذ قالت قديما "المرء من حيث يوجد لا من حيث يولد، والإنسان من حيث يثبت لا من حيث ينبت".
إذا كنا نريد بهذا المنتدى أن ننفتح على الآخر، فإنفتاحنا لا يجب أن يكون بترديد نغمة الشرف، بل الجدير بنا أن نتقبل الأخر بيننا وأن نخلق تواصلا معه لا يكون مبنيا على فكرة من أكون أنا ومن تكون أنت، والله من فوقنا ينظر إلى الأعمال لا إلى الصور.
لا أظن أن هناك أمة عبر التاريخ قد أفلحت في تكريس مفهوم النسب والاعتزاز به فما بالك بقبيلة. فأين مغول "جانكيز خان" و أين جرمان "هتلر" الذين كانوا أكثر عنصرية من غيرهم.
عندما أردد كلمة أنا شريف أمام الأخر كأنني بها انتظر التقدير منه، مع العلم أنه لا يوجد إنسان سلبي في ذاته، فكل الناس قادرة على النجاح، ليبقى انتظار التقدير من الأخر مجرد شعور بالدونية أحيانا، "كـن نفسـك" كما قال سقراط. فلو كان النسب ينفع ما قيل هذا المثل المشهور "من أبطأ به علمه 'عمله' لم يسرع به نسبه". وبالتالي ما ذنب إنسان خرج إلى هذه الدنيا ووجد أن أصله لا يذكر أو لا أصل له بالمرة، والمثل "البيظاني" يقول ردا على هذا "التربية خير من الأصل". صحيح من الممكن أن يكون الماضي غير مشرف عند البعض، لكن ممكن أن يكون الدافع إلى كسب شرف جديد.
أتمنى أن لا يساء فهم موضوعي هذا وان لا يعتبره البعض نوع من خلق البلبلة، فكل ما هناك أنني أطرح وجهة نظر ليس إلا. وهي قابلة في كل الأحوال للنقاش، وأنا متقبل لأي رأي في ذلك.
وخير ما أختم به أن رجلا أعرابيا جلس إلى الرسول (ص) فلما أراد أن يحدثه أخذته هيبة فارتعد، فقال له صلى الله عليه وسلم: "هون عليك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة".
عدل سابقا من قبل محمد فاضل بوشنة في الأحد 18 يوليو 2010, 12:45 عدل 1 مرات