المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

plage blanche- الشاطئ الأبيض


    الزواج.. اي صعوبات

    محمد فاضل بوشنة
    محمد فاضل بوشنة
    عضـــو جديد


    عدد المساهمات : 14
    تاريخ التسجيل : 08/12/2009
    العمر : 50
    الموقع : العيون

    الزواج.. اي صعوبات Empty الزواج.. اي صعوبات

    مُساهمة من طرف محمد فاضل بوشنة الثلاثاء 20 أبريل 2010, 10:31

    الزواج .. أي صعوبات.؟!
    بين إرث الأمس وإكراهات اليوم
    الزواج رباط مقدس بين رجل وامرأة يُبنى على عقد شرعي لخلق أسرة من أجل حياة مستقرة وللمحافظة أيضا على غريزة بقاء الجنس البشري، فهو مطمح كل شاب بالغ عُمرا وقادر ماديا، وبالتالي فالزواج فرضُ يتوجب تحقيقه.
    يرى بعض المحللين الاجتماعيين أن تحقيق الزواج لابد له من توافق بين الزوجين يكون على مستويات ثلاث. اجتماعي، واقتصادي، ثم فكري 'عقلي".
    التوافق الاجتماعي، ويُقصد به أن يكون الزوجان من نفس الوسط والمجتمع حتى يحصل الانسجام بينهما في الحياة الزوجية، أما التوافق الاقتصادي فيُعنى به أن يكونا من نفس الطبقة الاجتماعية، غنية أو متوسطة أو فقيرة، لكن، تبقى مسألة هذين التوافقين غير مهمة عند تحقق التوافق الفكري، والذي يعني أن يكون للزوجين مستوى تعليمي وثقافي متقارب، لكن الأمر قد لا يقف هنا، فالتوافق يبقى شيء ومدى الصعوبات الأخرى التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق الزواج شيء أخر، في ظل ما يتخبط فيه شباب اليوم من مشاكل مادية، وما يعيشه من ظروف اجتماعية وثقافية،
    وهكذا يمكن إجمال العوامل التي تتحكم اليوم في تأخر الزواج عند الشباب في ثلاث عوامل في غياب عامل رابع وهو البعد الديني.
    1- العامل المادي.
    2- العامل الاجتماعي
    3- عامل الوعي والتعلم.
    1- العامـل المـادي.
    ويتجلى في الظروف المادية الصعبة المتمثلة أساسا في غلاء المعيشة مع تدني مستوى الأجور في مقابل متطلبات الحياة اليومية الكثيرة، فما كان ينظر إليه بالأمس ككماليات أصبح اليوم من ضروريات الحياة، الشيء الذي يتطلب مزيدا من الإنفاق. ناهيك عن ارتفاع المهور والتي يتحكم فيها أكثر العامل الثاني الموالي، حيث إن أول الصعوبات التي تواجه الشباب هي ارتفاع المهور وما يصاحب حفل الزواج من تكاليف، الشيء الذي يصعب توفيره دون السقوط في ديون ثقيلة، فرغم ارتفاع نسبة العنوسة لا زال الكثير متشبث بما هو قديم، وبعد تخطي عقبة الزواج الأولى هذه، تأتي متطلبات الحياة وأولها ضرورة الحصول على بيت مستقل عن الأسرة الأم وتجهيزه بالوسائل الضرورية، هذا فضلا عن التخطيط مستقبلا لامتلاك سيارة وتعليم الأبناء تعليما خاصا بدءا برياض الأطفال ثم المدارس الخاصة، أمام كل هذا بات سقف المتطلبات عاليا مما يصعب إدراكه بدخل محدود.
    2- العامل الاجتماعي
    لازال شباب اليوم رغم تعلمه ووعيه محكوم بالتقاليد والعادات الموروثة والتي بات الكثير منها لا يتماشى وعصر اليوم، الشيء الذي يجعلهم يواجهون صعوبة التمرد عليها، كشرط اختيار الزوجة من نفس القبيلة أو العائلة مع النبش في ماضي أهلها دون الاهتمام بشخصها هي، إلى درجة أن البعض لا يعلن قراره بالموافقة على من دخلت هواه إلا بعد استشارة أهله وإعطائه الضوء الأخضر، هذا دون النظر إلى الأمور التي تصاحب الزواج من عادات وتقاليد تثقل كاهل الزوج ماديا قبل أن تنفره من هذا الموروث الذي ما عاد الكثير منه يليق لحياة عصرية، قد يقول البعض أن التراث ثقافة يجب الحفاظ عليه، صحيح، لكن يجب أن لا ننسى أن كل موروث لا يمكن تقبله كله، كما أنه من المفروض على كل جيل أن يحدث في هذا الموروث جديد وتغيير، وكما يقال لكل دهر رجاله، فإذا كانت الخيمة قد استبدلت بالمنزل والناقة بالسيارة فمن الطبيعي أن يشمل التغيير العادات والتقاليد أيضا.
    3- عامل الوعي والتعلم
    كل ما تعلم الإنسان وتثقف تصير طموحاته أكبر وتتسع معها نظرته الشمولية للحياة، وهكذا عندما ينهي الشباب مسيرتهم الدراسية الطويلة وبعد أن تتاح لهم فرص للعمل لا يقدم الغالبية منهم على الزواج بل يتريثون إلى حين، والأمر ليس متعلقا بالجانب المادي فحسب، ولكن كنوع من الاستراحة بعد طول سفر (الدراسة)، والبحث أيضا عن الذات في أمور أخرى قبل الزواج، كالسفر أو شراء سيارة، أو انجاز مكتبة خاصة، أو الاستمتاع بأمور أخرى حتى وان كانت مخالفة أحيانا للتقاليد والشرع، ليبقى أمر الزواج كالحلقة الأخيرة في هذا المشوار، حتى يقع الاختيار في الأخير على واحدة تختم مسلسل البحث عن الذات.
    كل هذه العوامل السالفة مجتمعة تتحكم في تأخر سن الزواج حتى أنه بات يشرف بالبعض على العقد الرابع، وقد نجد العكس عند الشباب المنعدم أو القليل التعليم والثقافة، والقاطن بالبوادي أو القرى، حيث يقدمون هنالك على الزواج في سن مبكر، والسبب قد يعزى إلى كون أن ليس لهم من عارض مانع، فهم أولا ليسوا ضد التقاليد والعادات بل متشبثون بها، وثانيا هم لا يفكرون في تحقيق الذات بأي شكل أخر غير امتلاك زوجة، حتى تصبح لهم مكانة داخل وسطهم الاجتماعي، ثالثا الجانب المادي غير مكلف كما في المدينة.
    كل هذه الأسباب تقف عارضا أمام الزواج هذا في غياب البعد الديني، فلو أن البعد الديني حاضر، ولو أن الدين متجذر على الوجه الحسن لما كان لكل الأبعاد السابقة الذكر أي تأثير، وخير الكلام ما جاء في الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 28 سبتمبر 2024, 18:11