المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

plage blanche- الشاطئ الأبيض


2 مشترك

    قراءة في كتاب : تاريخ موريتانيا فصول و معالجات / موريتانيا خلال العهد الحساني .

    abdallahi mouma
    abdallahi mouma
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1221
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    قراءة في كتاب : تاريخ موريتانيا فصول و معالجات / موريتانيا خلال العهد الحساني . Empty قراءة في كتاب : تاريخ موريتانيا فصول و معالجات / موريتانيا خلال العهد الحساني .

    مُساهمة من طرف abdallahi mouma السبت 29 مايو 2010, 17:59

    كتاب تاريخ موريتانيا فصول و معالجات ، هو ثمرة جهود مجموعة من الباحثين الموريتانيين ، الذين ضمنوه خلاصات بحوثهم و أهم إصداراتهم حول التأريخ و التأصيل لما يسمى بموريتانيا اليوم .
    إخترت لكم من بين ثناياه فصل بعنون / موريتاناي خلال العهد الحساني ملامح التحولات الإجتماعية و السياسية من القرن 14 إلى القرن 19 .
    تعتبر المنطقة الممتدة على شكل مثلث رأسه أدرار و قاعدته اليمنى بلاد الحوض و اليسرى بلاد القبلة [ الترارزة و البراكنة ] ذات أهمية قصوى في السيرورة السياسية و الثقافية و الإجتماعية لباقي المجموعات الحسانية خارج المثلث .
    و على هذا الأساس بقي خارج المثلث المسمى اليوم [ موريتانيا ] أجزاء مهمة جدا و هي :
    بلاد واد نون : الممتدة من حواف جبال الأطلس الصغير إلى مشارف واد الساقية و من شواطئ المحيط إلى مشارف حمادة تندوف ، تستوطن هاته البلاد قبائل تكنة ذات التقاليد الحربية و ثقافة غزي الضاربة أطنابها في عمق التاريخ المحلي إضافة إلى قبائل أخرى تآلفت و توالمت مع طبيعة المنطقة و تقاليد أهلها ، إما متزوية نسبة إلى لفظ [ زوايا ] أو مزنكة نسبة إلى [ أزناكة ] أو تابعة ، لكن وجود المنطقة على مشارف دار المخزن جعل تداعيات ذلك يلقي بظلاله على المنطقة .
    بلاد الساقية الحمراء : تمتد من ضفة الساقية الحمراء إلى مشارف تيرس جنوبا و من شاطئ المحيط الأطلسي غربا إلى أعماق الصحراء شرقا على مشارف توات .
    إستوطنت قبائل متنوعة المنطقة و تسيدت عليها بعد صراعات ضارية و حروب طاحنة و فشلت جميع جهود سيطرة قبيلة بعينها عليها و ظلت ملجأ الفارين من الثأر و الملاحقة القبلية من الشمال و الجنوب ، و شكلت الممنطقة في أواسط القرن 19 نقطة إنطلاق حملات غزو واسعة تجاه موريتانيا اليوم و ذلك ما تخلده لنا كتب الحوليات .
    بلاد أزواد : الممتدة حاليا شمال مالي و التي تسوتطنها قبائل كنتة و البرابيش و قبائل أخرى ، شكلت نقطة وصل ما بين بلاد البيضان وافريقيا السوداء ، و قد أعطت عائلة سيدي المختار الكنتي لهاته البلاد وزنها الروحي و الثقافي و حتى السياسي عندما صارت وجهة طلبة العلم و التجار الباحثين عن الأمان و السلم ، و القبائل المتحاربة ذات الشوكة و الباحثة عن وساطة .
    فلنترك عنها مناطق الهامش البيضانية / واد نون / الساقية / أزواد / و لنبحر مع محمد المختار ولد السعد في معالجته لملامح التحول السياسي و الإجتماعي في البلاد الموريتانية خلال العهد الحساني الذي يمتد نظريا من القرن 14 و فعليا من القرن 17 إلى حلول الإستعمار الفرنسي بالبلاد .
    شهد موريتانيا على مشارف العهد الحديث هجرة قبلية كبرى ألى و هي هجرة قبائل بني حسان و نزوحها إلى المنطقة التي أثرت و بشكل كبير جدا على مجريات الأمور بالمنطقة على أكثر من صعيد إقتصادي و إجتماعي و سياسي ، و إذا كانت هاته الهجرة تمثل منعطفا تاريخيا هاما بالنسبة للمنطقة فإن قيام الإمارات جاء تجسيدا فعليا لسيطرة بني حسان على البلاد و العباد .
    يعالج محمد المختار ولد السعد في مقاله هذا أوجه الحضور الحساني و يتتبع مراحله منذ الإرهاصات الأولى ، لتحركات بني حسان ، و إن كان لا يعطينا بالتدقيق طرق دخول بني حسان للبلاد الموريتانية ، و تاريخ سيطرتهم على بلاد الساقية و واد نون ، و الفترة الزمنية التي مكثوها في هاته البلاد ، و التغيرات الجذرية التي أحدثوها ، فقد عزف على غرار الباحثين الموريتانيين على إعتبار الفترة الوادنونية غير مهمة ، و كأن هاته القبائل قفزت عن واد نون و لم تعمر فيه طويلا ، و ذلك ما يتنافى مع المنطق التاريخي و الأنثروبولوجي ، فقد كانت لهاته القبائل فترة مهمة بواد نون يمكن إجتهادا أن نقدرها في 3 قرون تقريبا إستوطنت فيها هاته القبائل المناطق الوادنونية جميعها ، عملت في هاته الفترة على تخضيض شوكة القبائل الصنهاجية بعدة طرق أولها الإستيعاب و هو تقليد عربي قديم تلجأ له القبائل العربية إن كانت وافدة على البلاد فتقوم بإستيعاب عشائر و قبائل برمتها داخل النسيج العربي كحلفاء يتحولون فيما بعد بطريقة أوتوماتيكية لبني عمومة بالإنتماء لهم ما للقبيلة و عليهم ما عليها ، و الدافع وراء ذلك هو المنفعة المشتركة فالمستوعب يرى في القبيلة العربية القوة الحربية العالية الشيء الذي يجعله و الحالة هاته في غنى عن أي مواجهة محتملة ، و هو بالتالي يقتنص عصفورين بحجر واحد ، فيصبح حسانيا و ما يتبع ذلك من نخوة و مكانة إجتماعية كبيرة ، و يصبح منتميا لقبيلة حربية الجميع يهابها .
    الطريقة الثانية التي إتبعتها القبائل الحسانية في واد نون هي المواجهة القتالية و التي تعددت و تكررت بشكل كبير ، لكن و للأسف الشديد لم يخلد لنا الإخباريون هاته المرحلة بتفاصيلها الدقيقة حتى نتمكن من تتبع حروب و غزوات القبائل الحاسانية في واد نون حتى يتسنى لنا دراسة تداعياتها .
    على العموم نعود لقراءة مقال الدكتور محمد المختار ولد السعد الذي يبدأ سرد أحدثا التغيير منذ أن هلت القبائل العربية على بلاد تيرس ، لكن قبل ذلك وجب التأكيد على أن توجه القبائل الحسانية صوب واد نون و الصحراء قد أتى في خضم الصراعات المحتدمة التي شهدها المغرب طيلة العهدين الموحدي و بداية عهد المريني .
    يقول صاحب المقال : أستقر بني معقل الفرع الذي تنتمي له المجموعة الحسانية جنوب مراكش و إعتد عليهم السلاطين المرينيون في مدهم بوحدات عسكرية للسهر على جباية الضرائب و تأمين حدود الدولة ، و من هنا بدأ إتصالهم بالأراضي الصحراوية و تحلوا من أداة للتأمين في يد الدولة و ممثلين لها في الثخوم الصحراوية إلى جماعات من المستوطنين تطمح للإستئثار بإدارة شؤون تلك المنطقة .
    و هو ها هنا يتماشى و ما جاء عند كل من إبن خلدون في تاريخه و إبن عذارى في البيان المغرب في أخبار الأندلس و المغرب . يقول إبن خلدون بالحرف عن نفوذ بني حسان خلال نهاية القرن 14 [ كانوا يمتلكون المناطق الواقعة بين درعة و المحيط و ينزل شيوخهم في بلاد نول [ واد نون ] فيستولون على السوس الأقصى و ما إليه ، و ينتجعون كلهم في الرمال إلى مواطن الملثمين ] إنتهى كلام إبن خلدون و هي إشارة توضح قاعدة إستقرار بني حسان و إستعدادهم لجواز الصحراء في إتجاه موريتانيا اليوم .
    و في مصادر القرن 15 البرتغالية إشارة جلية للتواجد الحساني بالصحراء و إستعدادهم للتوجه صوب موريتانيا JOAO FERNANDES الذي أمضى بضعة أشهر في مضارب خيام إحى القبائل الحسانية ما بين 1445 – 1446 وصف وصفا دقيقا القبائل الحسانية و سطوتها على الصحراء ما بين / واد درعة و تيرس / و قسمها إلى :
    العرب ALARAVEZ و يقصد بهم بنو حسان .
    صنهاجة AZNAGUES و يقصد بهم القبائل الصنهاجية .
    البربر BARBAROS و يقصد عليهم القبائل التابعة .
    واصفا هذا المجتمع على أساس أنه يتميز بروح الثأر و الشهامة و الإباء التي تطبع حياة البداوة المتأصلة .
    ليو أفركانوس الذي زار المنطقة خلال القرن 16 قسم بني حسان إلى ثلاث تفريعات أساسية
    أولاد دليم : الذين يتمركزون في الصحراء تيرس و يترددون على درعة للتبادل ليست لديهم قيادة وعترف بها خلال زيارته .
    البرابيش : يسكنون بأعداد كبيرة في المناطق الداخلية و كانوا حسب ليون من أوائل القبائل التي أطلت برأسها على البلاد الموريتانية و كانت قبيلة كثيرة العدد .
    أدي أو الأوداية : المجموعة الحسانية الأكثر عددا و الأكثر قوة و شكيمة و التي منها ستنحدر الإمارات الحسانية و التي ستسير البلاد الموريتانية و ستسيطر عليها أيما سيطرة و التي أطلت برأسها في هاته الفترة على تيرس الجنوبي [ ولاية تيرس زمور اليوم الموريتانية ] و كانت أولى قبائها نزوحا نحو الجنوب هي قبيلة أولاد الناصر التي سيكون لها سهم السبق في دك إحدى الإمارات الصنهاجية القوية آنذاك في المنطقة دكا و هي إمارة إدوكل الصنهاجية التي بلف تاريخها الغموض .
    ينتقل لنا محمد المختار ولد السعد مباشرة إلى التفصيل التاريخي في حدث دخول القبائل الحسانية المغفرية منها على وجه الخصوص لقلب البلاد الموريتانية و سيطرتهم عليها ، و يشرع صحبة المؤرخ محمد اليدالي المتوفي سنة 1753 في الحديث عن المجموعات الحسانية التي عانت من وطئتها القبائل الصنهاجية و يذكر على رأسها أولاد رزك و أولاد رزك هم بنو العمومة الأقربون للمغافرة ، و كيف عانت المجموعة الشمشوية الزاوية من وطئتها و يسوق لنا عدة روايات لليدالي تبين مدى تغلبها و سطوتها .
    ليتليهم فترة تغلب المغافرة على البلاد و سيطرتهم النهائية و تم ذلك على مرحلتين ، المرحلة الأولى و هي أضعاف و ضعضعة نفوذ أولاد رزك السياسي بالمنطقة و من تم و خلال المرحلة الثانية شن الهجمات على تشمشة المتنفذة في الجنوب الغربي الموريتاني و هو ما سمي بحرب شرببة و التي آلت نتائجها للمجموعات المغفرية و هي [ الترارزة / البراكنة / أولاد يحيى بن عثمان / أولاد مبارك ] و التي ستؤسس كل منها إمارة في إحدى الجهات من البلاد الموريتانية الترارزة سيستأثرون رفقة البراكنة بالمنطقة المصاقبة للنهر و التي تعفر إصطلاحا ب الكبلة ، و تسمية الترارزة و البراكنة لا تزال تطلق على المنطقة إلى اليوم كولايتين موريتانيتين ، أما أولاد يحيى بن عثمان فقد أسسوا إمارة في أدرار بعد أن قضوا على إمارة إديشلي و جعلوها تدور في فلكهم ، أولاد مبارك أسسوا أقوى و أكبر و أعتى إمارة على الإطلاق في بلاد الحوض لكنها صرعان ما إنهارت بعد الحرب الضروس بين فروع القبيلة و تشكيلاتها .
    و إذا كان بنو حسان قد إنتشروا في معظم الأراضي الموريتانية منذ القرن 15 و اصبحوا أصحاب الشوكة يقول ولد السعد إلا أنهم لم يستطيعوا إحداث نقلة نوعية في مجال ا لتنظيم السياسي السائد بالمنطقة إلا بعد عملية مخاض عسير جدا إستغرق ثلاثة قرون من الزمن ، و من المؤكد أنهم لم يوحدوا المناطق التي سيطروا عليها سياسيا ، لكنهم نجحوا نجاحا باهرا في توحيدها ثقافيا بنشرهم لغتهم الحسانية في عموم البلاد الممتدة من تخوم واد نون إلى نهر السنغال .
    كانت هاته محاولة قراءة في كتاب مهم جدا عن تاريخ بني حسان ، لم أستطع حقيقة الإلمام به إلمام شاملا ، لكني فضلت أن أشرككم ببعض النتف المعرفية منه .
    لمتعليقات القراء غير المسجلين
    abdallahi.elbouaitaoui@gmail.com
    ولد سيدي
    ولد سيدي
    عضـــو نشيط
    عضـــو نشيط


    عدد المساهمات : 128
    تاريخ التسجيل : 06/07/2008

    قراءة في كتاب : تاريخ موريتانيا فصول و معالجات / موريتانيا خلال العهد الحساني . Empty رد: قراءة في كتاب : تاريخ موريتانيا فصول و معالجات / موريتانيا خلال العهد الحساني .

    مُساهمة من طرف ولد سيدي الثلاثاء 01 يونيو 2010, 08:39

    قراءة مشوقة لكن اخي لم تطلعنا على حيثيات الكتاب كاملة .
    العنوان و تاريخ الطبع و دار الطبع حتى يتسنى للمطلع التوصل به

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 29 أبريل 2024, 05:21