بسم الله الرحمن الرحيم .
على طول بلاد الصحراء و عرضها تناثرت مدن هنا و هناك ، شاهدت على عراقة الإنسان في هاته الربوع و مدى رسوخ ثقافة الصحراء ، التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ .
مدن تيشيت ، شنقيط ، ولاتة ، النعمة ، وادان ، تينيكي ، كمبي صالح ، تمبكتو ، تندوف ، نول لمطة ، أوجفت ، أطار ، قصر البركة ، الرشيد و غيرها تجل لنمط الحياة الصحراوية التي صارعت الطبيعة لتقف شامخة طيلة قرون مضت .
المدينة في مجتمع البداوة كتاب للأستاذ الدكتور رحال بوبريك أستاذ التاريخ و الحضارة بجامعةإبن طفيل بالقنيطرة ، عالج فيه بأسلوب أنثروبولوجي بحث علاقة المدينة و محيطها البدوي الصرف .
الأستاذ بوبريك الذي درسني سنوات الإجازة في جامعة أكادير ، مهتم و باحث في التراث و التاريخ البيضاني و هو للإشارة ينتمي لقبيلة يكوت و أخواله أهل مساعد من قبيلتنا الشريفة .
عودة إلى ولاتة .
ولاتة من المدن الضاربة في القدم بمجال البيضان تقع في الحواف الشمالية لبلاد الحوض إن كان الجميع يعدهاإلى جانب النعمة عصامة له .
تأسست المدينة حوالي القرن الأول للميلاد أي قبل البعثة النبوية ب ستة قرون تقريبا و كانت تسمى في الروايات القديمة ب بيرو ، لكن إزدهارها تم و بشكل كبير مع دخول الإسلام لهاته الربوع ، حيث أتخذت كقاعدة متقدمة للتجار القادمين من شمال إفريقيا .
لقد ساعد إستتباب الأمن الذي فرضه الحاكم المسلمين في كل الشمال الإفريقي على إزدهار المدن التجارية و على راسها ولاتة التي إستقطبت عدد كبير من القطنين الجدد و تضاعف سكانها في فترة وجيزة لتصبح أهم مدينة و أكبرها على الإطلاق في طول الصحراء و عرضها .
زارها الرحالة المغربي إبن بطوطة في حدود 726 هجرية أي مطلع القرن 14 الميلادي ، و أسماها في رحلته إيولاتن و ذلك يدلل على أن ساكنتها في ذلك العهد كانت تتحدث بلهجة أمازيغية ، إذ في هاته الأثناء لم تتجاوز القبائل الحسانية محيط خطي واد نون شمالا و تيرس جنوبا بعد .
يقول إبن بطوطة في رحلته متحدثا عن تجارة ولاتة [ ويجلب اليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل الى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثقالا وربما يصل الى اربعين مثقالا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعون به ] .
عرفت المدينة أزهى فتراتهاالفكرية في القرن السادس عشر الميلادي إذ إنتقل للإستقرار بها علماء من تمبوكتو التي شهدت في هاته الأونة قلاقل و فوضى عارمة من جراء التدخل المغربي بقيادة جؤدر باشا قائد حملة المنصور السعدي على البلاد السودانية ، كما إنتقلت للعيش بها عائلات أندلسية و فاسية و من توات و تيكورارين الشيء الذي أضفى عليها تنوعا بشريا و خليطا حضاريا جعلها تتربع على عرش المدن التجارية الصحراوية .
المحاجيب هم أهالي ولاتة إلى يومنا هذا و يعتبرون أهم حدث تاريخي مرت به المدينة هو قدوم الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد البكاي بودمعة الكنتي ، و قد لقب بلقب البكاي بودمعة لكثرة بكائه في الصلاة ، تحكى الروايات التي جاءت في أمهات الكتب الكنتية و على رأسها المنة في إعتقاد أهل السنة للشيخ سيدي المختار الكنتي و الطرائف و التلائد في كرامات الشيخين الوالدة و الوالد لسيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي .
يعتبر الولاتيون قدوم الشيخ فال بركة و يسر و لا زال قبره إلى يومنها هذا مبعث فخر و إعتزاز لأهالي البلاد ، إذ يعتبر الشيخ من أهم من أنجبت الصحراء زهدا و وراعا و تقوى ، و يطول المقام هنا في سرد مناقب الشيخ .
مدينة ولاتة اليوم معرضة للإندثار بسبب زحف الرمال و هجرة أهاليها صوب المدن العصرية الحديثة في موريتانيا و على رأسها نواكشوط .
في الأخير يمكن أن أؤكد على أن تاريخ لاتة المجيد لا يسعه موضوع أو بحث بل يحتاج للكثير الكثير و نحن هنا نعطي النزر اليسير لرواد منتدانا فقط لإماطة اللثام عن بعض رموز البلاد البيضانية سواء كانوا معالما أو أعلاما .
على طول بلاد الصحراء و عرضها تناثرت مدن هنا و هناك ، شاهدت على عراقة الإنسان في هاته الربوع و مدى رسوخ ثقافة الصحراء ، التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ .
مدن تيشيت ، شنقيط ، ولاتة ، النعمة ، وادان ، تينيكي ، كمبي صالح ، تمبكتو ، تندوف ، نول لمطة ، أوجفت ، أطار ، قصر البركة ، الرشيد و غيرها تجل لنمط الحياة الصحراوية التي صارعت الطبيعة لتقف شامخة طيلة قرون مضت .
المدينة في مجتمع البداوة كتاب للأستاذ الدكتور رحال بوبريك أستاذ التاريخ و الحضارة بجامعةإبن طفيل بالقنيطرة ، عالج فيه بأسلوب أنثروبولوجي بحث علاقة المدينة و محيطها البدوي الصرف .
الأستاذ بوبريك الذي درسني سنوات الإجازة في جامعة أكادير ، مهتم و باحث في التراث و التاريخ البيضاني و هو للإشارة ينتمي لقبيلة يكوت و أخواله أهل مساعد من قبيلتنا الشريفة .
عودة إلى ولاتة .
ولاتة من المدن الضاربة في القدم بمجال البيضان تقع في الحواف الشمالية لبلاد الحوض إن كان الجميع يعدهاإلى جانب النعمة عصامة له .
تأسست المدينة حوالي القرن الأول للميلاد أي قبل البعثة النبوية ب ستة قرون تقريبا و كانت تسمى في الروايات القديمة ب بيرو ، لكن إزدهارها تم و بشكل كبير مع دخول الإسلام لهاته الربوع ، حيث أتخذت كقاعدة متقدمة للتجار القادمين من شمال إفريقيا .
لقد ساعد إستتباب الأمن الذي فرضه الحاكم المسلمين في كل الشمال الإفريقي على إزدهار المدن التجارية و على راسها ولاتة التي إستقطبت عدد كبير من القطنين الجدد و تضاعف سكانها في فترة وجيزة لتصبح أهم مدينة و أكبرها على الإطلاق في طول الصحراء و عرضها .
زارها الرحالة المغربي إبن بطوطة في حدود 726 هجرية أي مطلع القرن 14 الميلادي ، و أسماها في رحلته إيولاتن و ذلك يدلل على أن ساكنتها في ذلك العهد كانت تتحدث بلهجة أمازيغية ، إذ في هاته الأثناء لم تتجاوز القبائل الحسانية محيط خطي واد نون شمالا و تيرس جنوبا بعد .
يقول إبن بطوطة في رحلته متحدثا عن تجارة ولاتة [ ويجلب اليهم تمر درعة، وسجلماسة، وتأتيهم القوافل من بلاد السودان فيحملون الملح ويباع الحمل منه بولاتن بثمانية مثاقيل الى عشرة ويباع في مدينة مالي بعشرين مثقالا وربما يصل الى اربعين مثقالا وبالملح يتصارفون كما يتصارف بالذهب والفضة يقطعونه قطعا ويتبايعون به ] .
عرفت المدينة أزهى فتراتهاالفكرية في القرن السادس عشر الميلادي إذ إنتقل للإستقرار بها علماء من تمبوكتو التي شهدت في هاته الأونة قلاقل و فوضى عارمة من جراء التدخل المغربي بقيادة جؤدر باشا قائد حملة المنصور السعدي على البلاد السودانية ، كما إنتقلت للعيش بها عائلات أندلسية و فاسية و من توات و تيكورارين الشيء الذي أضفى عليها تنوعا بشريا و خليطا حضاريا جعلها تتربع على عرش المدن التجارية الصحراوية .
المحاجيب هم أهالي ولاتة إلى يومنا هذا و يعتبرون أهم حدث تاريخي مرت به المدينة هو قدوم الولي الصالح الشيخ سيدي أحمد البكاي بودمعة الكنتي ، و قد لقب بلقب البكاي بودمعة لكثرة بكائه في الصلاة ، تحكى الروايات التي جاءت في أمهات الكتب الكنتية و على رأسها المنة في إعتقاد أهل السنة للشيخ سيدي المختار الكنتي و الطرائف و التلائد في كرامات الشيخين الوالدة و الوالد لسيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار الكنتي .
يعتبر الولاتيون قدوم الشيخ فال بركة و يسر و لا زال قبره إلى يومنها هذا مبعث فخر و إعتزاز لأهالي البلاد ، إذ يعتبر الشيخ من أهم من أنجبت الصحراء زهدا و وراعا و تقوى ، و يطول المقام هنا في سرد مناقب الشيخ .
مدينة ولاتة اليوم معرضة للإندثار بسبب زحف الرمال و هجرة أهاليها صوب المدن العصرية الحديثة في موريتانيا و على رأسها نواكشوط .
في الأخير يمكن أن أؤكد على أن تاريخ لاتة المجيد لا يسعه موضوع أو بحث بل يحتاج للكثير الكثير و نحن هنا نعطي النزر اليسير لرواد منتدانا فقط لإماطة اللثام عن بعض رموز البلاد البيضانية سواء كانوا معالما أو أعلاما .