بين الأحلام.. وحقيقة الواقع
من منا لا يُمني نفسه بالأحلام السعيدة؟ من منا لا يبني أهراما من الأحلام العريضة؟ أحلاما يريدها أن تقلب واقعه وتسعده، ينام على الأحلام، ليستيقظ على الواقع عينه، ومع كل هذا لا يمل ولا يفقد الأمل، وكما يقول الشاعر:مـا أضيـق العيـش ... لـو لا فسحـة الأمـل.
فسحة تختلف من شخص لأخر، هي مساحة، نجعلها منطلقا لأحلامنا، لتكون بذلك دافعا للتشبث بالحياة والتعلق أكثر بها وبما فيها، لكن البعض لا يبالي بفسحة الأمل هذه، ربما لأنه يرضى بواقعه، وما عاد يُمني النفس بالأحلام. فالناس نوعان: نوع لا مواهب له ولا أحلام، همه الأول الحصول على لقمة عيش تبقيه على الحياة، فهذا النوع يخضع للقانون ولا يستطيع تحديه. أما النوع الثاني فهم أصحاب المواهب والأحلام الكبيرة، يتمردون ولا يحترمون القانون في سبيل تحقيقها.
ربما لأنهم يدركون أن الحياة أفراح على جوانبها تقام مآتم. وعندما نغوص في عمقها ندرك أن كل شيء فيها ممكن، لكن ندرك في الأخير أن لا شيء فيها ممكن أن يكون، ليس لأن الحياة منتهية والأحلام فيها أحيانا صعبة، بل لأنها تقوم في جوهرها على التناقض، وبالتالي صعب علينا الجمع فيها بين الشيء ونقيضه، فلا يمكن أن نكون سعداء وحزينين للحظات، كما لا يمكن أن يستمر حالنا على الحال نفسه لسنوات، فكل شيء في الدنيا يبدأ صغيرًا وينتهي كبيرًا، إلا الموت تبدأ كبيرة لتنتهي صغيرة، والأحلام تبدأ بالجنون وتنتهي كبيرة، وعندما تكون الأحلام أكثر جنونا فهي قابلة للتحقيق أحيانا، لذلك. نرى الفشل خطوة أولى لبداية النجاح، ونحس الألم بداية للشفاء، أما السعادة التي ننشدها فبدايتها تكون من شعورنا بالتعاسة.
تقلب الدنيا أحوالنا بهذه المتناقضات، فعندما نغرق في الأحلام نكون كمن يهرب من الواقع، ربما لأن الإنسان مخلوق معنوي حركته في الحياة مبنية على خياله وليس على الواقع، فالمرأة عادة تعيش الخيال مع من أحبت، وتعيش الواقع مع من تزوجت، يغلب الخيال على واقعها.
وكي نبقى أكثر واقعية وحتى لا نضيع في الأحلام البعيدة عن الحقيقة، من الأفضل أن نعود أنفسنا على أن نستيقظ على حقيقة الواقع، مع الاحتفاظ بالأمل، فالحقيقة المرة تبقى دائما أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
من منا لا يُمني نفسه بالأحلام السعيدة؟ من منا لا يبني أهراما من الأحلام العريضة؟ أحلاما يريدها أن تقلب واقعه وتسعده، ينام على الأحلام، ليستيقظ على الواقع عينه، ومع كل هذا لا يمل ولا يفقد الأمل، وكما يقول الشاعر:مـا أضيـق العيـش ... لـو لا فسحـة الأمـل.
فسحة تختلف من شخص لأخر، هي مساحة، نجعلها منطلقا لأحلامنا، لتكون بذلك دافعا للتشبث بالحياة والتعلق أكثر بها وبما فيها، لكن البعض لا يبالي بفسحة الأمل هذه، ربما لأنه يرضى بواقعه، وما عاد يُمني النفس بالأحلام. فالناس نوعان: نوع لا مواهب له ولا أحلام، همه الأول الحصول على لقمة عيش تبقيه على الحياة، فهذا النوع يخضع للقانون ولا يستطيع تحديه. أما النوع الثاني فهم أصحاب المواهب والأحلام الكبيرة، يتمردون ولا يحترمون القانون في سبيل تحقيقها.
ربما لأنهم يدركون أن الحياة أفراح على جوانبها تقام مآتم. وعندما نغوص في عمقها ندرك أن كل شيء فيها ممكن، لكن ندرك في الأخير أن لا شيء فيها ممكن أن يكون، ليس لأن الحياة منتهية والأحلام فيها أحيانا صعبة، بل لأنها تقوم في جوهرها على التناقض، وبالتالي صعب علينا الجمع فيها بين الشيء ونقيضه، فلا يمكن أن نكون سعداء وحزينين للحظات، كما لا يمكن أن يستمر حالنا على الحال نفسه لسنوات، فكل شيء في الدنيا يبدأ صغيرًا وينتهي كبيرًا، إلا الموت تبدأ كبيرة لتنتهي صغيرة، والأحلام تبدأ بالجنون وتنتهي كبيرة، وعندما تكون الأحلام أكثر جنونا فهي قابلة للتحقيق أحيانا، لذلك. نرى الفشل خطوة أولى لبداية النجاح، ونحس الألم بداية للشفاء، أما السعادة التي ننشدها فبدايتها تكون من شعورنا بالتعاسة.
تقلب الدنيا أحوالنا بهذه المتناقضات، فعندما نغرق في الأحلام نكون كمن يهرب من الواقع، ربما لأن الإنسان مخلوق معنوي حركته في الحياة مبنية على خياله وليس على الواقع، فالمرأة عادة تعيش الخيال مع من أحبت، وتعيش الواقع مع من تزوجت، يغلب الخيال على واقعها.
وكي نبقى أكثر واقعية وحتى لا نضيع في الأحلام البعيدة عن الحقيقة، من الأفضل أن نعود أنفسنا على أن نستيقظ على حقيقة الواقع، مع الاحتفاظ بالأمل، فالحقيقة المرة تبقى دائما أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
عدل سابقا من قبل محمد فاضل بوشنة في السبت 24 يوليو 2010, 14:18 عدل 1 مرات