في احدى الأيام المشمسة كنت على قمة احدى جبال الأطلس الصغير في مهمة عمل رفقة احد العمال وكان من أبناء المنطقة وعرف تلك الجبال واحدا واحدا،وكنا نتبادل أطراف الحديث أثناء العمل لعلنا نتناسى بعض التعب جراء كثرة صعود ونزول تلك الجبال الوعرة حتى سمعنا صوتا تقشعر له الأبدان قريبا جدا منا، فالتفتنا فإذا بأفعى مرقطة مرابدة أمام جحرها وتصدر صوتا مرعبا،كان سمكها يبلغ تقريبا عشر سنتمترات وطولها يتجاوز المتر والنصف.انتابنا رعب وخوف واختلطت المشاعر علينا و اتخذ كل واحد منا وجهته هربا من ذلك المخلوق الفتاك ولازلت أتذكر ما كان يردده مرافقي بالحرف الواحد:*ويلي ويلي شنو خرج ليا* وهو يهرول.
منذ عودتنا سالمين والحمد لله و أنا أفكر في تلك اللحظات كيف مرت مليأة بالرعب والخوف تارة أتأملها وتارة أحمد الله على حسن العاقبة ، فقررت بعد هذه التجربة المثيرة أن أشارككم مشاعري وأقاسمكم بنات أفكاري فكتبت عن .......
الخوف.....!؟
كلمة تقف عندها وقفة طويلة، وقفة متسائل حائر ! ما مصدر الخوف ؟ ما موطنه؟ متى تشعر به ولماذا تحسه ؟ ولما هو رهين لحظات معينة ؟. كلها تساؤلات وأخرى لم أذكرها تتخبط في ذهن المتأمل في الخوف.
الخوف شأنه شأن السعادة والتوتر وغيرها من الأحاسيس لها مواطن ومواضع تغمر فيها كيان الإنسان، فهو مخلوق لا هو جني ولا هو إنسي فهو مخلو قمن نوع آخر فهو بدون سابق انذار يحتل كل الحواس وبدون دعوة يحل ضيفا ثقيلا على القلوب يسيرها كيف يشاء ،ويجعل من الأفكار الوردية رمادية والر}ية المتفائلة شديدة التشاؤم،وفسحة الدنيا وشساعتها كأنها قبر جهز لجثة شديدة النحافة،وتشتم الوائح على غير طبيعتها،وعينك ترقب المستقبل الغامض المجهول، وسمعك لا يسمعك غير نبضات قلبك المتسارعة.كل الأجهزة معطلة وحالة الاستنفار القصوى تسود كل الجوارح،وكأن الدورة الدموية تاهت عن مدارها المعهود.
الخوف درجات تختلف حدته من شخص لآخر ولكل واحد طريقته في التعبير عن خوفه،فمنا من يظهر الخوف جليا عليه وتجد كل فرائسه ترتعد،ومنا من يحافظ على هدوءه ورباطة جأشه رغم احساسه بنسبة من الخوف.وهنا يمكن السؤال :هل يوجد من على وجه الأرض لا يخاف؟ في وجهة نظري المتواضعة : لا أعتقد أن هناك شخص لا يخاف.أم أن السؤال الصحيح الذي يجب أن يطرح: لماذا تختلف حدة الخوف من شخص لآخر؟ أليس هو خوف واحد يتقاسمه كل بني البشر؟ أم أن هناك عامل آخر يساعد على هذا التباين في العبير عن الخوف؟
يولد الإنسان صفحة بيضاء لم يكتب عليها شيئ بعد إلا ما طبع فيها من فطرة الله. يولد الطفل لا يملك من الأحاسيس سوى السعادة نفهمها عندما يضحك والألم عندما يبكي بسبب الجوع أو المرض،فهل يخاف الإنسان في تلك المرحلة من العمر؟
لا أظن،لكن مع مر الزمن يبدأ يكتسب هذا الإحساس من محيطه ووسطه المعيش.إذن يمكن القول أن الخوف هو وليد أحاسيسنا، وهو الإبن العاق الذي يولد في حضن كل واحد منا، فمصدر الخوف هو نحن ، فنحن الذين نجعلها موجودا فينا بعدما كان عدما.إحذر من الغول! اسمع الكلام وإلا أخبرت والدك! كن مهذبا و إلا أخبرت المدرس فيؤدبك! احذر من الرجل الغامض قد جاء ليختطفك!.....كلها وغيرها من وسائل الإرهاب سمعناها في صغرنا وحلمنا بها في كوابيسنا آن ذاك.وهنا!.....ولد الخوف وترعرع داخلنا.
كنت دائما أتسأل ....هل الخوف صفة جيدة أم سيئة؟هل من العيب أن يخاف الإنسان؟
واكتشفت أنه ليس من العيب أن نخاف،فما دام الخوف يجعلنا ننحني إذلالا وتواضعا للعزيز الجبار ويجعلنا نخاف عذابه وتقشعر أبداننا عندما نمر على آية من آيات الوعيد في قرآنه الكريم ،ونشعر بالخوف الشديد عندما نرتكب ذنبا قد يغضبه ويكون سببا في سخطه وعذابه فنهم مسرعين على وجوهنا ساجدين متضرعين خائفين وجلين راجين غفرانه وعفوه،فيتذوق العبد حلاوة تلك اللحظة الروحانية المجيدة.
الخوف !؟
نعمة وأي نعمة لم يخلقها الله عبثا.
*هذا الموضوع لا يرقى إلى مستوى الإبداع لكني لم أجد مكانا غير منتدى الإبداع لأضع فيه مشاركتي المتواضعة*
منذ عودتنا سالمين والحمد لله و أنا أفكر في تلك اللحظات كيف مرت مليأة بالرعب والخوف تارة أتأملها وتارة أحمد الله على حسن العاقبة ، فقررت بعد هذه التجربة المثيرة أن أشارككم مشاعري وأقاسمكم بنات أفكاري فكتبت عن .......
الخوف.....!؟
كلمة تقف عندها وقفة طويلة، وقفة متسائل حائر ! ما مصدر الخوف ؟ ما موطنه؟ متى تشعر به ولماذا تحسه ؟ ولما هو رهين لحظات معينة ؟. كلها تساؤلات وأخرى لم أذكرها تتخبط في ذهن المتأمل في الخوف.
الخوف شأنه شأن السعادة والتوتر وغيرها من الأحاسيس لها مواطن ومواضع تغمر فيها كيان الإنسان، فهو مخلوق لا هو جني ولا هو إنسي فهو مخلو قمن نوع آخر فهو بدون سابق انذار يحتل كل الحواس وبدون دعوة يحل ضيفا ثقيلا على القلوب يسيرها كيف يشاء ،ويجعل من الأفكار الوردية رمادية والر}ية المتفائلة شديدة التشاؤم،وفسحة الدنيا وشساعتها كأنها قبر جهز لجثة شديدة النحافة،وتشتم الوائح على غير طبيعتها،وعينك ترقب المستقبل الغامض المجهول، وسمعك لا يسمعك غير نبضات قلبك المتسارعة.كل الأجهزة معطلة وحالة الاستنفار القصوى تسود كل الجوارح،وكأن الدورة الدموية تاهت عن مدارها المعهود.
الخوف درجات تختلف حدته من شخص لآخر ولكل واحد طريقته في التعبير عن خوفه،فمنا من يظهر الخوف جليا عليه وتجد كل فرائسه ترتعد،ومنا من يحافظ على هدوءه ورباطة جأشه رغم احساسه بنسبة من الخوف.وهنا يمكن السؤال :هل يوجد من على وجه الأرض لا يخاف؟ في وجهة نظري المتواضعة : لا أعتقد أن هناك شخص لا يخاف.أم أن السؤال الصحيح الذي يجب أن يطرح: لماذا تختلف حدة الخوف من شخص لآخر؟ أليس هو خوف واحد يتقاسمه كل بني البشر؟ أم أن هناك عامل آخر يساعد على هذا التباين في العبير عن الخوف؟
يولد الإنسان صفحة بيضاء لم يكتب عليها شيئ بعد إلا ما طبع فيها من فطرة الله. يولد الطفل لا يملك من الأحاسيس سوى السعادة نفهمها عندما يضحك والألم عندما يبكي بسبب الجوع أو المرض،فهل يخاف الإنسان في تلك المرحلة من العمر؟
لا أظن،لكن مع مر الزمن يبدأ يكتسب هذا الإحساس من محيطه ووسطه المعيش.إذن يمكن القول أن الخوف هو وليد أحاسيسنا، وهو الإبن العاق الذي يولد في حضن كل واحد منا، فمصدر الخوف هو نحن ، فنحن الذين نجعلها موجودا فينا بعدما كان عدما.إحذر من الغول! اسمع الكلام وإلا أخبرت والدك! كن مهذبا و إلا أخبرت المدرس فيؤدبك! احذر من الرجل الغامض قد جاء ليختطفك!.....كلها وغيرها من وسائل الإرهاب سمعناها في صغرنا وحلمنا بها في كوابيسنا آن ذاك.وهنا!.....ولد الخوف وترعرع داخلنا.
كنت دائما أتسأل ....هل الخوف صفة جيدة أم سيئة؟هل من العيب أن يخاف الإنسان؟
واكتشفت أنه ليس من العيب أن نخاف،فما دام الخوف يجعلنا ننحني إذلالا وتواضعا للعزيز الجبار ويجعلنا نخاف عذابه وتقشعر أبداننا عندما نمر على آية من آيات الوعيد في قرآنه الكريم ،ونشعر بالخوف الشديد عندما نرتكب ذنبا قد يغضبه ويكون سببا في سخطه وعذابه فنهم مسرعين على وجوهنا ساجدين متضرعين خائفين وجلين راجين غفرانه وعفوه،فيتذوق العبد حلاوة تلك اللحظة الروحانية المجيدة.
الخوف !؟
نعمة وأي نعمة لم يخلقها الله عبثا.
*هذا الموضوع لا يرقى إلى مستوى الإبداع لكني لم أجد مكانا غير منتدى الإبداع لأضع فيه مشاركتي المتواضعة*