تاريخ بلاد الصحراء كان مليئا بالأحداث التاريخية التي لعبت فيها القبائل أدوار هامة ، و أسهمت في رسم معالم تلكم الأحداث ، بل كان لها سهم السبق في بناء صرح الثقافة البيظانية ، سنتعرف اليوم على إتحادية تكنة .
تكنة ليست قبيلة بالمعنى السوسيو أنثروبولوجي ، فهي تضم قبائل متعددة ، لها أصول مختلفة ، لا تسعفنا الرويات التاريخية عن تحديد تاريخ دقيق أو تقريبي لتأسيس لتشكل هاته الإتحادية .
تتكون هذه الإتحادية من لفين و اللف هو التحالف و خلق لأهداف حربية بحثة.
لف آيت الجمل : و يتكون من القبائل التالية
آيت لحسن * أزركيين * يكوت * آيت موسى و علي * لميار* لفيكات * مجاط * توبالت .
[ حلفاء هذا اللف هم العروسيين أولاد تدرارين أولاد دليم و الرقيبات و الحلفاء يتم اللجوء لهم في الضرورات القصوى ]
لف آيت عثمان : و يضم القبائل التالية
آيت أوسا* آيت ياسين* أزوافيط* إد بوعشرة* آيت بوهو* آيت زكري* * آيت حماد* آيت براهيم*
[ حلفاء هذا اللف هم آيت بعمران* مريبط* تجكانت* آيت حربيل]
و بلاد تكنة كما أجمع على ذلك النسابة و المهتمون بالحقل التاريخي تمتد من سواحل المحيط الأطلسي غربا إلى حمادة درعة شرقا ، و من بلاد واد نون شمالا ، إلى واد الساقية الحمراء جنوبا .
لكن هذه البلاد تضم قبيلتين ليستا من تكنة ، و لا تدخلان في إطار الحلفاء الحربيين و هما قبيلتي أولاد بوعيطة في غرب بلاد تكنة ، و قبيلة تركز في شرقها ، هنا يطرح التساؤل ما علاقة هاتين القبيلتين بتكنة .
تكنة هي قبائل مقاتلة بامتياز ، دائمة الإغارة بعضها على بعض ، و قد اشتعلت حروب ضارية بين لفي آيت الجمل و آيت عثمان ، حتى بات القتال و المعارك و حمل السلاح ديدنا يربون أبناؤهم عليه منذ الصغر ، فانصرفوا عن الدين الإسلامي و لم يحملوا منه سوى الإسم ، و كان لزاما أن تتولى تلكم المهمة قبائل تعرف قيمة المهمة و جسامتها في جو مليئ بالخطورة و الفوضى ، فقامت قبيلة أولاد بوعيطة ذات الأصول العربية الإدريسية الشريفة بتلكم المهمة بغرب لاد تكنة ، و قبيلة تركز ذات الأصول الشنقيطية بنفس المهمة في شرق بلاد تكنة ، حتى وصفتا بمنارتي واد نون .
كانت قبائل تكنة من أقوى و أعتى و أشرس القبائل الصحراوية على الإطلاق ، و اشتهر لف آيت الجمل على الخصوص بالكرم و الجود و قرى الضيف و أن ما استجار بهم فهو آمن ، لدرجة أنه اشتهرت تكنة كلها بأهم ثلاث قبائلها و هي آيت لحسن و أزرقيين و آيت أوسا .
و لمن أراد معرفة أكثر عن إتحادية تكنة فله أن يعود لكتاب :
الصحراء من خلال بلاد تكنة لصاحبه مصطفى الناعيمي .