قصيدة روعة لنزار قباني*الام*

ساتطفل على المنتذى الادبى واحشر نفسي بينكم خصوصا محمد بن صالح و kalamity و اساهم بهذه القصيدة لنزار قباني الشاعر الوحيد الذي املك له ديوانا بالبيت
احببتك امي وربما لم يكن لدي وقت كافٍ لابوح لك بهذا. مشيئة الله قدرت علينا ان نفترق ..فرحمة الله عليك ولروحك اهدي قصيدة نزار قباني.
واهديها لكل ام معنا او خارج منتدانا.
خمس رسائل إلى أمي.... نزار قباني



صباحُ الخيرِ يا حلوه..
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
مضى عامانِ يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّه
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكةً دمشقية..
أنا وحدي..
دخانُ سجائري يضجر
ومنّي مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ..
تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
عرفتُ نساءَ أوروبا..
عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
عرفتُ حضارةَ التعبِ..
وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
ولم أعثر..
على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
وتحملُ في حقيبتها..
إليَّ عرائسَ السكّر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشُلني إذا أعثَر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطرهِ
تعيشُ عروسةُ السكّر
فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً..
ولم أكبر؟
صباحُ الخيرِ من مدريدَ
ما أخبارها الفلّة؟
بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
تلكَ الطفلةُ الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
يدلّلها كطفلتهِ
ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمتهِ..
.. وماتَ أبي
ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
وتسألُ عن عباءتهِ..
وتسألُ عن جريدتهِ..
وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
عن فيروزِ عينيه..
لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
دنانيراً منَ الذهبِ..
سلاماتٌ..
سلاماتٌ..
إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفالِ حارتنا..
وحيطانٍ ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قططٍ كسولاتٍ
تنامُ على مشارقنا
وليلكةٍ معرشةٍ
على شبّاكِ جارتنا
مضى عامانِ.. يا أمي
ووجهُ دمشقَ،
عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا..
وينقرنا..
برفقٍ من أصابعنا..
مضى عامانِ يا أمي
وليلُ دمشقَ
فلُّ دمشقَ
دورُ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
قد زُرعت بداخلنا..
كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
تعبقُ في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
جاءت كلّها معنا..
أتى أيلولُ يا أماهُ..
وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
ويتركُ عندَ نافذتي
مدامعهُ وشكواهُ
أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
أينَ أبي وعيناهُ
وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
سقى الرحمنُ مثواهُ..
وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
وأين نُعماه؟
وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
تضحكُ في زواياهُ
وأينَ طفولتي فيهِ؟
أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
وآكلُ من عريشتهِ
وأقطفُ من بنفشاهُ
دمشقُ، دمشقُ..
يا شعراً
على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً..
من ضفائرنا صلبناهُ
جثونا عند ركبتهِ..
وذبنا في محبّتهِ
إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

باسم الله الرحمان الرحيم
الصلاة والسلام على سيد المرسلين
أبكيتني أختي فعلا وأنا أقرأ هده المساهمة تدكرت والدكرى محرقة داك الديوان الدي طالما تصفحنه وقرأت منه لأمي قصائد عن ألام وتدكرتها حين كنت أعود من سفري يقتلني الشوق إليها أعود فقط لأنني سمعت أغنية مرسيل خليفة حين يتغنى
أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي
لكنني أشتاق إليها الآن ولا أملك أن أسافر إليها إلى أن يأدن الله بدلك
مهما قلنا عن أمهاتنا لن يكفبنا ولن يفيهن حقوقهن
رحم الله كل أم ماتت وأسكنها فسيح جنانه
وحفظ الله لكل واحد أمه يعود لدفئها وحنانها كلما أحس بالجنين ومهما كبر

شكرا على مرورك اختي و القصيدة مهداة لك ايضا لما اعرفه فيك من حنان فهنيئا لابناءك بك ولنا ايضا
والديوان ما زال بحوزتي قد اعيره لك ان اردت
حفظك الله لابناءك و دمت لهم الام الحنون و متعك الباري بموفور الصحة و العاقية

لازلت أتذكر يوم رحيله للخراز لمعالجة غلافه الغليض الذي تأثر من كثرة القرائة

شكرا على مرورك لا تبخل علينا بطلتك البهية

معرفتي بشعر نزار قباني تزيد علىالخمسة عشرسنة واكثر.عرفتني عليه اشرطة المطرب الموريتاني سدوم ولد ايدا من خلال قصيدتين..الى تلميذة..والرسم بالكلمات...حتى اني ظننته شاعرا جاهليا...احببت قصائده..واحببت اكثر نصوصه النثرية التي كان يكتبها في مجلة المستقبل العربي...واستمعت الى اشرطة لقصائده من القائه...احببت قصائده المغناة من طرف عبد الحليم حافظ..رساة من تحت الماء..قارئة الفنجان...احببت زهرة المدائن لفيروز...واغاني نجاة الصغيرة...
كثيرا ما كانت تراودني فكرة شراء دواوينه..وحدث مرة ان سألت صاحب مكتبة عن ثمنه..اخبرني انه يساوي 2500.00 درهم وحلفت يمينا بأني لن اشتريه..والحمد لله اني لم احنث.فانا لم اشتر اي ديوان من دواوينه الشعرية الى حد الآن.ورغم ذلك فقد قرأت الكثير من اشعاره.وقلبت دواوينه تقليبا..فشاعر المرأة او الدانتيل هذا ..كنت اعتبره أكثر الشعراء اناقة ملبسا واسلوبا.واكثر الشعراء وسامة قبل النواب المظفر صاحب قصيدة ياقاتلتي..ومحمود درويشالذي عرفت شعره اكثر من خلال اغاني مارسيل خليفة في احن الى خبز امي.ريتا والبندقية.جواز السفر وغيرها....
نزار قباني.كثيرون هم ناقدوه ومنتقدوه..وجهاد فاضل واحد منهم.واكثر المتتبعين لانتاجاته..لم يكن جهاد متعاطفا معه ...كان ساقطا على كل هفواته وكل ما يمكن ان يحط من مستوى انتاجه..جهاد يقول في احد كتبه النقدية.ان منزله كان خاليا من اي كتاب..وان شعره خال من العاطفة...ولكن يبدو انه لا يأبا الاالاستمرار.فهو له عشاق ومقلدون ...اسلوبه سهل بسيط الى درجة التفكير في تقليده والاتيان باحسن من انتاجه ...ولكن يفشل المقلد ..وهذا يسمى السهل الممتنع...
هاهو نزار يدخل منتدانا .فمرحبا به ومزيدا من اشعاره
بنصالح محمد

قصيدة رائعة وتعليقات أروع ،وبالمناسبة سأحكي لكم ما وقع بين أبي الأسود الدؤلي وزوجته وقد افترقا وادعا كل منهما حقه في حضانة الولد.
قالت الزوجة بأنها حملت الولد ووضعته.
أجاب أبو الأسود وكان من أهل البلاغةوالفصاحة بأنه حمله قبلها ووضعه قبلها.
فقالت الأم أيها القاضي لقد حمله خفيفا وحملته وهنا على وهن؛ووضعه لذة ووضعته كرها.
أفحم أبو الأسود ولم يحر جوابا فأخذت الأم الأبن وانصرفت.

اسعدني مروركم وراقني ما اضاف الاخ محمد في مشاركته.فبارك الله فيك اخي ودمتم فخرا لمنتذانا

السلام عليكم و رحمة من الله و بركات .
شكرا لصاحبة الأنامل البيضاء على هاته القصيدة الجميلة ، و التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مدى حبها لأمها رحمها الله ، و أسكنها فسيح جنانه ، فمزيدا من المشارمات الوازنة و الجميلة .
و السلام .

ماكنت اريد المساهمة بتعقيب اخرلولا قراءتي لرد الاستاذ سودح .واغراني كثيرا تواجد الاستاذة كالاميتي..فشاعر المرأة هذا الذي قال..انت النساءجميعا .مامن امرأة ***احببت الا خلتها كذبا..
حينما ماتت زوجته بلقيس في انفجاربالسفارة اللبنانية في العراق..نظم قصيدةبلقيس..شملت لوحدها ديوانابكامله..وقد وصفه ادونيس بانه هو من اخرج الحب من الاقبية السرية الى الهواء الطلق...فهل كان فعلا نزار قباني شاعرا لايعشق الابلقيس.. هناك سر غائب عن اغلب متتبعي شعره واخباره هو ان الشاعرة السورية كوليت الخوري صرحت في احدى الندوات الثقافية بأنها المرأة الوحيدة التي احبها نزار قباني في حياته....قد يعتبره الكثيرون شاعر الحب وشاعر المراهقين والعشاق المتيمين.. والفاشلين.. والمحبطين.. وشاعر الفتيات الحالمات قارئات روايات عبير...قد يكون كذلك....لي صديق مهتم بأشعار نزارويصفها دائما بأنها عديمة الفائدة وأن الانسان المتزوج الناضج الواعي والمثقف لايلتفت اليها ..وصديقي هذا متزوج ويستمع رغم اقواله هذه الى اشعار نزار ولديه دواوينه الشعرية....
نزار قباني ليس شاعر المراة فقط..ولكن شاعر القضية العربية..تغنى بالاحباط والفشل العربي وطردته قصيدة خبز وحشيش وقمرمن السلك الديبلوماسي.وبه تعرفت على شعراحمد مطر...
لفت انتباهي احمد مطر في المنتدى بقصيدة عباس والمتراس.ادرجها الاخ موما عبد الله تعقيبا على مساهمة من الاستاذة كالاميتي...ولكن تم المرور عليها مرور الكرام. ولم يحرك فينا هذا الشاعر اي احساس..كأننا لانعرفه..وكاننا اقصيناه من منتدانا...وسيكون لنا ان شاءالله جلسة مع شعره ورجوع اليه...
الموضوع بكامله ليس دفاعا عن نزار ولااطراء ولاذما ايضا..ولكن رغبة مني في اغناء الموضوع..وهوفي غنى عن ذلك.. فبعض المتصفحين للمنتدى الادبي لا يعرفون الشاعرالا من خلال اغاني كاظم الساهرفقط..وليعذرني البعض اذا قلت اني لست من المستمعين الى فنه..فللناس فيما يعشقون مذاهب ..او بعبارة ساخرة لكل رأس طناطينه...
يبدو لي ان ملاكنا الابيض اختارت هذه القصيدة لتبكي استاذتنا كالاميتي.حنينا الى الوالدة..وحركت اشجان استاذنا سودح شوقا الى لقيا الام البعيد عنها.. فرفقا بنا يا ملاك...ولترفرف اجنحتك البيضاء فوق سماء منتدانا...وفشعر لم يحرك الوجدان ليس شعرا..
وكل مساهمة وانت تحركين مشاعر المتصفحين بمساهماتك..
وكل منتدى وانت ملاكنا ...
اخوك بنصالح محمد