بسم الله الرحمن الرحيم .
و صل اللهم و سلم على أشرف الخلق ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
بداية أستهل موضوعي بشكر جميع الذين يأثثون منتدانا بمواضيعهم الجميلة و المفيدة ، و إن كنت ألحظ عدم وجود توازن بين المنتديات .
أشرع معكم و بمعيتكم سلسلة تعريفية بالإمارات البيظانية الحسانية ، و التي كان لها دور بارز و مهم في الحياة السياسية و الثقافية و الإجتماعية بتلكم الربوع .
الإمارة التي سنتحدث عنها اليوم هي إمارة الترارزة ، سميت بهذا الإسم نسبة للقبيلة التي أسست هاته الإمارة و هي قبيلة الترارزة ، و تنتسب بهذا الإسم لجدها الأعلى [ تـــروز بن هـــداج بن أدي بن مغــــفر ، بن حســـان ] ، و هي إحدى القبائل الحسانية التي وضعت أقدامها بالبلاد قادمة من شبه الجزيرة العربية .
تعد قبائل الترارزة من أقوى و أشرس القبائل الحسانية على الإطلاق ، إذ كانت أول من أسس إمارة حسانية بهاته الربوع .
تنتمي هذه الإمارة للفرع المغفري الكبير ، و تتموقع بالجنوب الغربي للمجال البيضاني . برزت هذه الإمارة ككيان سياسي بعد القضاء على إمارة أولاد رزك على يد الأمير أحمد بن دامان بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز ، الذي أعطاه السلطان المولاى إسماعيل العلوي المحلة التي أفنى بها أولاد رزك و المحلة بمعنى العسكر و هذا بدء ملك الترارزة ، و بعد حروب طويلة سواء مع حلفائه في حرب أولاد رزق العروسيين ، أو مع المنافسين له من أبناء عمومته أولاد العربية ، بدأت البشائر الأولى لقيام إمارة الترارزة ، على أن أكبر اختبار سوف تمر منه الإمارة يتمثل في حرب شرببة ( 1676 ـ 1677 ) ، إذ تمكن الترارزة برفقة بني عمومتهم من براكنة و أولاد يحيى بن عثمان و أولاد مبارك ، من إلحاق الهزيمة بحلف تشمشه الصنهاجي بزعامة ناصر الدين ، و بسط سيطرة شبه مطلقة على بلاد القبلة رفقة البراكنة ، و منذ ذلك العهد و إمارة الترارزة من أقوى الإمارات الحسانية ، و إن كانت علاقتها مع جيرانها اتسمت في غالب الأحيان بالتوتر الشديد ، و يعد الأمير علي شنظورة أهم شخصية سياسية ركزت هيبة الإمارة ، و عملت على تنظيمها و كسر شوكة أعدائها ، فقد وقعت الإمارة في عهده بين كماشة قوية هددت وجودها ، تمثلت في أولاد دليم من الشمال، و البراكنة من الشرق ، مما جعل أفق التوسع يضيق و يهدد التروزيين في معقل دارهم الشيء الذي جعل الترارزة ممثلين في أميرهم التوجه نحو المغرب طالبين الدعم سنة 1721م فعادوا بسلاح و مدافع لم يألفها البيظانيون تمكنوا من خلالها رفع الضغط عن إمارتهم فأجلوا أولاد دليم شمالا و البراكنة شرقا ، بل أكثر من ذلك تجاوزوا نهر السنغال جنوبا لحسم الصراع حول الحكم في بلاد الفوتا ، و هي ما يسمى اليوم بلاد السنغال و غينيا ، و بذلك يكون الترارزة قد لجأوا للمغرب مرتين ، على عهد المولى إسماعيل و حفيده سيدي محمد بن عبد الله .
على كل حال و منذ هذا العهد رسخت الترارزة سيادتها على البلاد ، فأصبحت باقي الإمارات تدور في فلكها ، و بسطت وصايتها على ممالك السنغال جنوب النهر ، و بذلك تمكن التروزيون من حجز مكان مهم لهم على الخارطة السياسية للبلاد البيضانية منذ هذا التاريخ ، و قد فتح بيت الإمارة التروزي الباب لأعداء الأمس من القبائل الصنهاجية ، فقام الأمير علي شنظورة بترسيخ سيادة هذه الفئة على الجانب الديني ، فقد اتخذ الأمير القاضي المختار ولد ألفغ موسى اليعقوبي قاضيا للإمارة ، و ابن رازكة العلوي مستشارا له ، في محاولة ولاء هذه الفئة ذات المكانة المميزة في الوسط البيضاني .
على كل حال تمكن التروزيون أن يحافظوا لأمارتهم على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية ، و وقفوا في وجه التدخلات الفرنسية شمال النهر ، لكن الفرنسين و من خلال مبدئهم الاستعماري ( فرق تسد ) ، و نظرا للخلاف الذي قام داخل البيت التروزي تمكنوا من فرض مرشحهم لحكم الإمارة مقابل تنازل الترارزة عن أملاكهم جنوب النهر ، و يمكن إجمالا تقسيم تاريخ الإمارة إلى مرحلتين ، مرحلة التألق و الازدهار ( 1727 ـ 1860 ) و مرحلة الشقاق و التدهور ( 1860 ـ 1903 ) و قد حاولت الترارزة الحفاظ على استقلالها ، و رغم أن حدودها مع الفرنسيين جنوب النهر طويلة ، إلا أن الفرنسيين لم يتمكنوا من النفوذ لداخل الإمارة إلا سنة 1903 .
و إليكم شجرة أمراء الترارزة ، منذ إنشائهم للإمارة إلى حين دخول الإستعمار الفرنسي ، و يمثل الرقم الموجود أمام كل أمير تاريخ وفاته :
أحمد بن دامان ( ت 1636 )
هدي بن أحمد بن دامان ( ت 1686 )
السيد بن هدي بن أحمد بن دامان ( ت 1667 )
أعمر بن أكجيل بن هدي بن دامان ( ت 1703 )
أعلي شنظورة بن هدي بن دامان ( ت 1727 )
أعمر بن علي شنظورة ( ت 1757 )
المختار بن أعمر بن علي شنظورة ( ت 1771 )
أعلي الكوري بن أعمر بن علي شنظورة ( ت 1786)
أمحمد بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت1793
عليت بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت 1794
أعمر بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت 1800
أعمر بن المختار بن الشرغي بن أعلي شنظورة (ت1829
محمد الحبيب بن أعمر بن بن المختار ( ت 1860 )
سيدي بن محمد الحبيب بن أعمر ( ت 1871 )
أحمد سالم بن محمد الحبيب ( ت 1873 )
أعلي بت محمد الحبيب ( ت 1886 )
محمد فال بن سيدي بن محمد الحبيب ( ت 1887 )
أعمر سالم بن محمد الحبيب ( ت 1893 )
أحمد سالم بن أعلي بن محمد الحبيب ( ت 1905 )
و قد اشتهر أمراء الترارزة بالكرم و الجود و الإقدام و حماية الغير و العزة و الأنفة ، و الكبرياء لأقصى الحدود ، و مما يأثر عن بعض أمرائهم أنه لا يشرب و لا يأكل في صحن أو قدح سبقه له أحد أبدا بإستثناء أمه ، فحدث أنه دخل يوما على أمه و كان عائدا من رحلة صيد فوجد عندها قدحا من اللبن ، و عندما قرب القدح من فيه إقشعر بدنه و رده عنه ، فسأل أمه من سبقه للقدح ، فأنكرت أن يكون أحد قد شرب منه غيرها ، فأقسم لها أن هناك من سبقه له غيرها ، و بعد إلحاحه اعترفت له بأن شقيقه شرب منه ، هذه فقط رواية تدل على الأنفة التي كان يعيشها أمراء الترارزة .
الترارزة اليوم ولاية موريتانية أهم مدنها نواكشوط ، بتوليميت ، القوارب .
و السلام عليكم و رحمة الله .
و صل اللهم و سلم على أشرف الخلق ، سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .
بداية أستهل موضوعي بشكر جميع الذين يأثثون منتدانا بمواضيعهم الجميلة و المفيدة ، و إن كنت ألحظ عدم وجود توازن بين المنتديات .
أشرع معكم و بمعيتكم سلسلة تعريفية بالإمارات البيظانية الحسانية ، و التي كان لها دور بارز و مهم في الحياة السياسية و الثقافية و الإجتماعية بتلكم الربوع .
الإمارة التي سنتحدث عنها اليوم هي إمارة الترارزة ، سميت بهذا الإسم نسبة للقبيلة التي أسست هاته الإمارة و هي قبيلة الترارزة ، و تنتسب بهذا الإسم لجدها الأعلى [ تـــروز بن هـــداج بن أدي بن مغــــفر ، بن حســـان ] ، و هي إحدى القبائل الحسانية التي وضعت أقدامها بالبلاد قادمة من شبه الجزيرة العربية .
تعد قبائل الترارزة من أقوى و أشرس القبائل الحسانية على الإطلاق ، إذ كانت أول من أسس إمارة حسانية بهاته الربوع .
تنتمي هذه الإمارة للفرع المغفري الكبير ، و تتموقع بالجنوب الغربي للمجال البيضاني . برزت هذه الإمارة ككيان سياسي بعد القضاء على إمارة أولاد رزك على يد الأمير أحمد بن دامان بن عزوز بن مسعود بن موسى بن تروز ، الذي أعطاه السلطان المولاى إسماعيل العلوي المحلة التي أفنى بها أولاد رزك و المحلة بمعنى العسكر و هذا بدء ملك الترارزة ، و بعد حروب طويلة سواء مع حلفائه في حرب أولاد رزق العروسيين ، أو مع المنافسين له من أبناء عمومته أولاد العربية ، بدأت البشائر الأولى لقيام إمارة الترارزة ، على أن أكبر اختبار سوف تمر منه الإمارة يتمثل في حرب شرببة ( 1676 ـ 1677 ) ، إذ تمكن الترارزة برفقة بني عمومتهم من براكنة و أولاد يحيى بن عثمان و أولاد مبارك ، من إلحاق الهزيمة بحلف تشمشه الصنهاجي بزعامة ناصر الدين ، و بسط سيطرة شبه مطلقة على بلاد القبلة رفقة البراكنة ، و منذ ذلك العهد و إمارة الترارزة من أقوى الإمارات الحسانية ، و إن كانت علاقتها مع جيرانها اتسمت في غالب الأحيان بالتوتر الشديد ، و يعد الأمير علي شنظورة أهم شخصية سياسية ركزت هيبة الإمارة ، و عملت على تنظيمها و كسر شوكة أعدائها ، فقد وقعت الإمارة في عهده بين كماشة قوية هددت وجودها ، تمثلت في أولاد دليم من الشمال، و البراكنة من الشرق ، مما جعل أفق التوسع يضيق و يهدد التروزيين في معقل دارهم الشيء الذي جعل الترارزة ممثلين في أميرهم التوجه نحو المغرب طالبين الدعم سنة 1721م فعادوا بسلاح و مدافع لم يألفها البيظانيون تمكنوا من خلالها رفع الضغط عن إمارتهم فأجلوا أولاد دليم شمالا و البراكنة شرقا ، بل أكثر من ذلك تجاوزوا نهر السنغال جنوبا لحسم الصراع حول الحكم في بلاد الفوتا ، و هي ما يسمى اليوم بلاد السنغال و غينيا ، و بذلك يكون الترارزة قد لجأوا للمغرب مرتين ، على عهد المولى إسماعيل و حفيده سيدي محمد بن عبد الله .
على كل حال و منذ هذا العهد رسخت الترارزة سيادتها على البلاد ، فأصبحت باقي الإمارات تدور في فلكها ، و بسطت وصايتها على ممالك السنغال جنوب النهر ، و بذلك تمكن التروزيون من حجز مكان مهم لهم على الخارطة السياسية للبلاد البيضانية منذ هذا التاريخ ، و قد فتح بيت الإمارة التروزي الباب لأعداء الأمس من القبائل الصنهاجية ، فقام الأمير علي شنظورة بترسيخ سيادة هذه الفئة على الجانب الديني ، فقد اتخذ الأمير القاضي المختار ولد ألفغ موسى اليعقوبي قاضيا للإمارة ، و ابن رازكة العلوي مستشارا له ، في محاولة ولاء هذه الفئة ذات المكانة المميزة في الوسط البيضاني .
على كل حال تمكن التروزيون أن يحافظوا لأمارتهم على أكبر قدر ممكن من الاستقلالية ، و وقفوا في وجه التدخلات الفرنسية شمال النهر ، لكن الفرنسين و من خلال مبدئهم الاستعماري ( فرق تسد ) ، و نظرا للخلاف الذي قام داخل البيت التروزي تمكنوا من فرض مرشحهم لحكم الإمارة مقابل تنازل الترارزة عن أملاكهم جنوب النهر ، و يمكن إجمالا تقسيم تاريخ الإمارة إلى مرحلتين ، مرحلة التألق و الازدهار ( 1727 ـ 1860 ) و مرحلة الشقاق و التدهور ( 1860 ـ 1903 ) و قد حاولت الترارزة الحفاظ على استقلالها ، و رغم أن حدودها مع الفرنسيين جنوب النهر طويلة ، إلا أن الفرنسيين لم يتمكنوا من النفوذ لداخل الإمارة إلا سنة 1903 .
و إليكم شجرة أمراء الترارزة ، منذ إنشائهم للإمارة إلى حين دخول الإستعمار الفرنسي ، و يمثل الرقم الموجود أمام كل أمير تاريخ وفاته :
أحمد بن دامان ( ت 1636 )
هدي بن أحمد بن دامان ( ت 1686 )
السيد بن هدي بن أحمد بن دامان ( ت 1667 )
أعمر بن أكجيل بن هدي بن دامان ( ت 1703 )
أعلي شنظورة بن هدي بن دامان ( ت 1727 )
أعمر بن علي شنظورة ( ت 1757 )
المختار بن أعمر بن علي شنظورة ( ت 1771 )
أعلي الكوري بن أعمر بن علي شنظورة ( ت 1786)
أمحمد بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت1793
عليت بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت 1794
أعمر بن المختار بن أعمر بن علي شنظورة (ت 1800
أعمر بن المختار بن الشرغي بن أعلي شنظورة (ت1829
محمد الحبيب بن أعمر بن بن المختار ( ت 1860 )
سيدي بن محمد الحبيب بن أعمر ( ت 1871 )
أحمد سالم بن محمد الحبيب ( ت 1873 )
أعلي بت محمد الحبيب ( ت 1886 )
محمد فال بن سيدي بن محمد الحبيب ( ت 1887 )
أعمر سالم بن محمد الحبيب ( ت 1893 )
أحمد سالم بن أعلي بن محمد الحبيب ( ت 1905 )
و قد اشتهر أمراء الترارزة بالكرم و الجود و الإقدام و حماية الغير و العزة و الأنفة ، و الكبرياء لأقصى الحدود ، و مما يأثر عن بعض أمرائهم أنه لا يشرب و لا يأكل في صحن أو قدح سبقه له أحد أبدا بإستثناء أمه ، فحدث أنه دخل يوما على أمه و كان عائدا من رحلة صيد فوجد عندها قدحا من اللبن ، و عندما قرب القدح من فيه إقشعر بدنه و رده عنه ، فسأل أمه من سبقه للقدح ، فأنكرت أن يكون أحد قد شرب منه غيرها ، فأقسم لها أن هناك من سبقه له غيرها ، و بعد إلحاحه اعترفت له بأن شقيقه شرب منه ، هذه فقط رواية تدل على الأنفة التي كان يعيشها أمراء الترارزة .
الترارزة اليوم ولاية موريتانية أهم مدنها نواكشوط ، بتوليميت ، القوارب .
و السلام عليكم و رحمة الله .