أواصل بمعيتكم التعريف بقمم أولاد بوعيطة الأفذاذ ، و الذين كما قلت سابقا كانوا نبراسا يهتدى بهم في وحشاء و ظلماء الصحراء ، شخصية هذه المرة تعد قمة من قمم القبيلة ، و عمودا من أعمدتها ، و هرما من أهرام العلم و العبادة و الصلاح و الفلاح ، كان بشهادة ما وصلنا عنه صاحب كرامات و تقشف و زهد و ورع .
هو الولي إبن الولي سيدي مسعود بن سعيد بن أبي بكر بن عطاء الله ، أمه الشريفة السباعية من قبيلة الشرفاء أبناء أبي السباع ، الجد الأعلى لأهل سيدي مسعود ، حسب الرواية الشفوية هو ثاني أبناء بوعيطة الذكور ، إنبرى منذ نعمومة أظافره لحفظ القرآن و التبحر في علومه ، ظهرت عليه أمارات النبوغ في سن مبكرة ، سجلت له عدة كرامات في صغره شهد له بها الجميع ، حتى باتوا يتوقعون له أن يكون بحرا زاخرا لا قرار له ، فلقب بسيدي في سن مبكرة ، و هو من أصغر الناس الذين تسيدوا عن سن صغير جدا في القبيلة ، إنبرى بعدها للتفقه و التبحر في العبادة ، فكانت جل أوقاته عبادة و طهارة و نسكا ، أفنى زهرة شبابه في تبليغ صحيح الدين ، و محاربة البدع ، و التوفيق بين المتخاصمين ، لن أدخل في سرد ما قيل في حقه من كرمات تحلى بها ، لأنها كثيرة جدا و لا مجال لحصرها، إشتهرت قبيلة أولاد بوعيطة في عهده ، إذ هو من جعلها تهتم بالدين و العلم ، و تنصرف عن ما سواهما ، مع مراعات شؤون الكسب الحلال من تنمية للماشية و تجارة و غيرها، كان حازما في حدود الله كما علم عنه ، و أكبر كرامة تركها لنا سيدي مسعود أبناؤه الذين أنجبوا لنا بدورهم ذررا يشار إليها بالبنان ، و أبناؤه من الأكبر إلى الأصغر حسب الرواية الشفوية دائما :
عبد الله أو السي عبد الله جد أهل السي عبد الله .
الحمدان جد أهل الحمدان .
علي ولد براهيم جد أهل علي ولد براهيم .
صالح جد أهل صويلح .
بليل جد اهل بليل .
براهيم جد أهل بريهمات .
آثرت الإختصار تفاديا للوقوع في المبالغة ، و تجنبت إيراد كرامات هذا الولي حتى لا نقع في تقديس الأشخاص ، رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته و حشرنا و إياه يوم القيام مشفعون بشفاعة جدنا المصطفى صلى الله عليه و سلم .