المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المنبر الإعلامي لقبيلة الشرفاء أولاد بوعيطة

plage blanche- الشاطئ الأبيض


+2
khalil douif
kalamity
6 مشترك

    عمر أبو ريشة

    kalamity
    kalamity
    عضــو مميز
    عضــو مميز


    عدد المساهمات : 259
    تاريخ التسجيل : 12/02/2008

    عمر أبو ريشة Empty عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف kalamity الأربعاء 28 مايو 2008, 15:36

    باسم الله الرحمان الرحيم
    الصلاة والسلام على سيد المرسلبن
    سنتحدث اليوم عن شاعر ترك بصمته في الشعر العربي بما يميز شعره من سمات سنكتشفها كلنا ألا وهو الشاعر السوري عمر أبو ريشة

    وُلد الشاعر الكبير عمر أبو ريشة بمدينة منبج بسوريا عام 1910م.. نشأ يتيماً وتلقَّى تعليمه الابتدائي بحلب، ثم انتقل إلى بيروت والتحق بالجامعة الأمريكية وظل بها حتى حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930م.
    بعد تخرُّجه من الجامعة أرسله والده إلى إنجلترا ليدرس صناعة النسيج، لكنه فُتن بالأدب وكان الشعر أغلب في نفسه من دراسة صناعة النسيج.
    في عام 1932م عاد إلى حلب واشترك في الحركة الوطنية في سوريا ضد الاحتلال الفرنسي.
    ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلاده بعد الاستقلال، وآمن بوحدة الوطن العربي، وانفعل بأحداث الأمة العربية.
    عمل مديراً لدار الكتب في حلب، ثم انتُخب في عضوية المجمع العلمي عام 1948م، بدأ عمله الدبلوماسي كملحق ثقافي لسوريا في الجامعة العربية، ثم عُيِّن سفيراً لبلاده في البرازيل، وتنقل في عمله الدبلوماسي بين الأرجنتين وشيلي والهند والولايات المتحدة.
    نال عدداً كبيراً من الأوسمة، كان آخرها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي.
    له ديوان مطبوع، طُبع عام 1971م، ويحتوي على معظم شعره وهو الديوان الوحيد، له عدة ملاحم شعرية ما تزال مخطوطة، توفي يوم السبت الثاني والعشرين من ذي الحجة عام 1410هـ، الموافق 14/6/1990م.
    واستطاع أبو ريشة أن يجمع ما استطاع أن يقوله الشعراء في العراق وفي الشام وفي مصر وفي المغرب، فهو سفير أمته، لم تسيطر عليه الوظيفة التي كان يشغلها، ولكنه كان يحمل هموم أمته، يتغنى بأمجادها، ويتحدث عن تاريخها، ويصور آلامها وأحزانها ونكباتها، لم تصرفه السفارة عن أن يرفع صوته وعقيرته بأن يصور الأحداث وأن يذكِّرَ والذكرى تنفع المؤمنين بأن هذه الأمة كانت لها أمجاد، وكان لها تاريخ عميق، وكانت لها فتوحات، وكانت لها صولات وجولات، وكانت إمبراطورية قهرت الإمبراطوريات في عصرها الغابر، ثم دار الزمن دورته ففعل فعلته وتأخّرت هذه الأمة، لعلها حين بعدت عن دينها تمزقت إرباً فأصبحت دويلات، والتاريخ شاهد على هذا، فدويلات الطوائف في الأندلس كانت إحدى نكبات أمتنا.
    كما كان يرحمه الله من الذين لا يقولون الشعر على عواهنه، ولكنه ذو حاسة، فلعله قد أمكن من العلوم فنجد في شعره الكلمات مقنَّنة ليس فيه حشو وليس فيه تكلف، ولكنه الشعر الأصيل الذي لا تستطيع أن تخرج فيه عيباً، رجل يتحدث من أعماق التاريخ، يتحدث عن الماضي ويربط الماضي بالحاضر، وما أقل الذين يعمقون هذا التصوير في شعرهم في ظروف قاسية عنيفة، من الصعب أن يرفع الإِنسان صوته ليصور الأحداث ولينتقد المواقف الخاطئة وتمزق الأمة التي تكالبت عليها الأمم، وأصغر الأمم، واصطلحت عليها الأحداث فجعلتها ضعيفة بعد أن كانت قوية ذات صولة، وذات تاريخ، وذات مواقف لا ينكرها حتى أعداؤها.
    سئل رحمه الله ذات مرة: هل أنت ذلك البدوي، فقال: نعم أنا بدويٌّ وأعتز ببداوتي.. ولعلي الوحيد الذي يلبس اللباس الأجنبي خارج القرية.. وذات يوم شاهد في قريته على كومة من الصخور نسراً، وكان أحد الوكلاء في قريته إلى جانبه، فقال: عجيب هذا النسر! متى بدأت زياراته تتوالى إلى قريتي؟
    فقال: لم نشأ أن نصطاده بدون إذنٍ منك إنه هنا منذ بضعة أسابيع يعيش مع عجاف الطير، هل تريد أن نقتله؟ فقال لهم: دعوه، ولكن ذلك النسر اختفى، وصادف أن أخرجته حكومته إلى الخارج كسفير وبقي ما يقرب من ربع قرن خارج سوريا برتبة سفير فتذكر النسر وقال

    أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور
    فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
    إن لـلجرح صـيحة فـابعثيها
    فـي سـماع الدنى فحيح سعير
    واطـرحي الكبرياء شلوا مدمى
    تـحت أقـدام دهـركالسكير
    لملمي يا ذرا الجبال بقايا النسر
    وارمـي بـها صدور العصور
    إنـه لـم يعد يكحل جفن النجم
    تـيـها بـريـشة الـمـنثور
    هـجر الوكر ذاهلا وعلى عينيه
    شـيء مـن الـوداع الأخـير
    تـاركا خـلفه مـواكب سحب
    تـتهاوى مـن افـقها المسحور
    كـم اكـبت عـليه وهي تندي
    فـوقه قـبلة الضحى المخمور
    هـبط السفح طاويا من جناحيه
    عـلـى كـل مطمح مـقبور
    فـتبارت عصائب الطير ما بين
    شــرود مـن الأذى ونـفور
    لا تـطيري جوابة السفح فالنسر
    إذا مـا خـبرته لـم تـطيري
    نـسل الـوهن مـخلبيه وأدمت
    مـنـكبيه عـواصف الـمقدور
    والـوقار الـذي يـشيع عـليه
    فضلة الإرث من سحيق الدهور
    وقـف الـنسر جـائعا يـتلوى
    فـوق شـلو على الرمال نثير
    وعـجـاف البغاث تـدفعه
    بالمخلب الغض والجناح القصير
    فـسرت فـيه رعشة من جنون
    الـكبر واهـتز هـزة المقرور
    ومضى ساحبا على الأفق الأغبر
    أنـقـاض هـيـكل مـنخور
    وإذا مـا أتـى الغياهب واجتاز
    مـدى الـظن من ضمير الأثير
    جـلجلت منه زعقة نشت الآفاق
    حـرى مـن وهجها المستطير
    وهوى جثة على الذروة الشماء
    فـي حـضن وهجها المستطير
    أيـها النسر هل أعود كم عدت
    أم الـسفح قـد أمـات شعوري

    الشاعر عمر أبوريشة يا له من شاعر مرهف الإحساس صادق المشاعر واسع الخيال تحس وأنت تسمع شعره منه بإحساس مخالف عنه وأنت تقرأ القصيدة ينقلنا معه في أجواء قصائده نتفاعل معه يفاجئنا في حنايا كل بيت بالنبرة الصادقة والتصوير الحميل والإحساس الدافئ مرة والمنفعل مرات فنتكيف مع القصيدة نرحل إلى العالم الدي أراد لنا هو أن نصله وهدا هو الشاعر المتمكن الأصيل
    لقد إستحق الشاعر بجدارة أن تدرس قصائده في معظم المدارس العربية وإستحق فعلا أن يكون الشاعر الأكثر المحتفى به عند الرؤساء والزعماء ولا نستغرب أن يكون رغم رحيله الشاعر الأكثر تناولا في المنتديات والمدونات الأدبية اليوم في زمن الأنترنيت
    ولقد أعجبني تحليل لمنى المديهش في جريدة الرياض اليومية بتاريخ 22نوفمبر 2007 لقصيدة النسر تتحدث فيه عن الرمز والقناع في القصيدة سأنقله لكم منها
    مدخل نظري:
    أ-الرمز:
    هو في اللغة: الإشارة والإيماء ، و هو في الاصطلاح الأدبي: "علامةٌ تُعتبر ممثِّلة لشيء آخر ودالَّة عليه، فتُمثِّله وتحلّ محلّه"، يستعمله الأديب خروجاً من المباشرة إلى عوالم فنية يوظف فيها حدثا تاريخيا أو أسطورة أو شخصية تراثية أو أي كائن من كائنات الوجود، ليحمل تجربته الشعورية. ......
    ويُعد الرمز أسلوباً من أساليب التصوير، أو وسيلة إيحائية من وسائله، فكلاهما - الرمز والصورة- قائم على التشبيه، وعلاقتهما أقرب إلى علاقة الجزء بالكل. وهو تقنية عالية، يرتفع بها شأن الصورة، وليست كل صورة رمزاً، لكن كل رمز هو بالضرورة صورة. ...
    ب-القناع:
    هو في اللغة ما يستعمل لتغطية الوجه، أو الرأس أو كليهما معا. وهو في الاصطلاح الأدبي: تقنية مستعارة من الأداء الدرامي، تقوم على استعارة شخصية يتّحد بها الشاعر لتكون ناطقةً بلسانه، ومعبرة عن حالهِ، وحاملة لمواقفه. والشاعر يضفي على هذه الشخصية من ملامحه، ويستعير من ملامحها، لينتج من ذلك (القناع) الذي هو ليس الشخصية، ولا الشاعر، إنما هو الشاعر والشخصية معاً.....
    والقناع أحد أشكال الرمز، التي تشترط التحاماً بالمبدع، فالأديب، يرمز في شعره إلى الذات وإلى الموضوع؛ فقد يقصد بالرمز ذاتهَ، و قد يقصد الموجودات والأحداث والكائنات حوله، أما القناع فهو وسيلة فنية للتعبير عن الذات فقط، ومثلما هو المعنى الحسي للقناع الذي يتستر خلفه الوجه الحقيقي للإنسان، فكذلك القناع الأدبي؛ صورة ظاهرية تتخفّى تحتها ذات الشاعر

    التحليل:
    نسرٌ أُقصي عن ذراه ليعيش ذلَّ السفوح، ويصاحب الأعشاب بعد أن سامرَ الأنجم، ويظلّ في السفح ينتقل من انحدار إلى انحدار حتى فقد قوّة الانطلاق، وما عاد يظفر بصيد، يجرُّه الجوع إلى أشلاء من بقايا طعام أسياد البيد، فيقف جائعاً "فوقَ شلوٍ على الرمالِ نثيرِ"، بالرغم من عويل جرح الكرامة.
    وكان للسفح سكّانهُ من صغارِ الطير، التي اعتادت تلك الأشياء، فلا ترضى منافساً عليها، حتى وإن كان نسراً عظيماً كانت -قبلُ- تأكل من بقاياه!، فحاربته طيورٌ كانت -يوماً- تذعرُ إن وقعَ عليها ظلّه، و بأسلحةٍ هي أشدّ ضعفاً وكلالاً: "مخلب غضّ، وجناح قصير"، وما أقسى سجالُ غير الأنداد!
    نهض النسرُ داميَ الكرامة، مجروحَ العنفوان، قد نكّس الذلُّ هامته، يطوي جناحَه على كبرياءِ الجرح، يُطلقُ بصره في السماء كي يُخفي إطراقة التألّم، قد امتزج فيه الألمُ بالكبرياء، فعصفَ بالكيان، و بدا الظاهرُ مهيباً والأعماقُ هياكلَ ناخرة.
    وحلّق النّسر طويلاً، حتى غاب في الظلمة، كما تغيب الظنونُ في الضمائر، وتوغّلَ في الأثير حتى أزال شكّ الأجواء في قدرتهِ على التحليق. وفوقَ سحبٍ تعلو وكرَهُ، انطلقت منهُ صرخةٌ أعلنت ختامَ المشهد، وأهدته نهايةً كنهايات النخيل؛ تلك التي تموتُ واقفةً! "هوى جثةً على الذروة الشمّاء .. في حضن وكرهِ المهجور"، كان الثمنُ غالياً، لكنّ لذة الظفرِ أغلى..

    النسر/ رمزاً:
    " الشعر عند أبي ريشة لوحات لا أبيات" هكذا يصف أحمد الجندي منحى أبي ريشة الشعريّ، و النصّ الذي بين يدينا مثالٌ حيّ لهذه العبارة، فقد رسم أبو ريشة صورة مشهدية للنسر، تتبّع فيه بنَفسٍ درامي" حياتَه أو بعضاً من حياتِه. ساعده على رسم تلك الصورة الضاجّة بالحركة عدد من الجمل الفعلية، التي تفيد التجدد والتغيّر والانتقال من حالٍ إلى حال "هجر الوكر، هبط السفح، وقف النسر، مضى ساحباً..."، قدّ بثّ في ثناياها جملاً اسمية قليلة، ترسم للقارئ إطاراتٍ ثابته تمكّنه من تتابع لهاث الحركة التي تبثّها القصيدة/ اللوحة - "أصبح السفح ملعباً، إن للجرح صيحة، تاركاً خلفه مراكب سحب، الوقارُ الذي يشيعُ عليه..." ولعلنا نلحظ تركُّز مواطن الجملة الاسمية في بدايات القصيدة، مما يؤكد البعد المشهدي (إطاراً وحركة) الذي أراده الشاعر.
    لقد كان مرمى الشاعر الرئيس رسمَ صورةٍ كلّية للنسر، وقد صنع ذلك على مدار عشرين بيتاً، يقف القارئ إذا وقف الشاعر لدى آخرها، على تشكيل صوريّ متكامل لهذا النسر الذي تتبّعه الشاعر بعين ثاقبة.
    داخل هذه الصورة الكلية، رصف الشاعر عدة صور جزئية، تعين على اكتمال المشهد على النحو (الشعوري تحديداً) الذي يريد الشاعر بثّه في النفوس:
    " نشّت الآفاق حرّى من من وهجها المستطيرِ" لماذا (نشّت) تحديداً؟ لماذا يستعير الشاعر صورة غليان القدر، ليهبها الآفاقَ التي حوَت تلك الصرخة؟ إنه الاحتشاد الصاخب الذي يريد عمر أبو ريشة بثّه في نفوس المتلقين، المُتخيَّل وقوفهم صفّا صفاً أمام هذا المشهد الحي!
    الأمر نفسه يمكن أن نقوله عن "فحيح سعير" بهذا التركيب الاستعاري؛ فالفحيح للأفعى، وقد استعاره للنار التي هي في الأصل لها اللفح لا الفحيح، وهما معاً، صوت الأفعى والسعير منذورَين تشبيهياً لصيحةِ الجرح... مهلاً، فحتى الجرح اُستعيرت له (الصيحة) التي هي للإنسان أصلاً، من يقدر على حشد كل هذه التراكيب الاستعارية في بيتٍ واحد، ثمّ لا يصير البيت كلاًّ ولا القائلُ مُثقِلا ؟ إنه الشعر (العملاق) حين يقوله شاعرٌ بقامةِ عمرأبي ريشة!
    أوكأ عمرُ قصيدته على قافية منتقاة، تعطيه مدىً رحباً لتحقيق الجلجلة، والمدى الممتد الذي يريده لصوته/صوت الحاكي: الراء المكسورة "ثوري .. سعيرِ ... عصورِ ..."، ألا يشعر القارئ أنه يقف -برغمه أو بإرادته سيّان- بعد كل بيت، ليُصيخ لشيء يشبه رجع الصدى، من الراء المكسورة؟ تلك الوقفة لم تجئ عبثاً، لقد رسم لها الشاعر باقتدار، ولهذا -ربما- جعل الفصل سيد الموقف في أبياته، فلا بيت يرتبط بالآخر بحرف عطف عدا بيتين أو ثلاثة في خضمّ قصيدة من واحد وعشرين بي....
    عُرف عمر أبو ريشة شاعراً للمجد وللأمّة، عُرف شاعرَ "أمتي هل لك من بين الأمم "، كذلك عُرف النسر بأنه (شعار) جليّ لعدد من الدول العربية!، ولهذين معاً نستطيع أن نتخذ مفتاحاً لتأويل الرمز في هذا النص من حال الأمة العربية في هذا العصر، فالنسر - في أحد تأويلاته- رمزُ الحق الجريح في أمة كانت زمناً ملء أسماع الدُّنا ثم عادت شِيَعا وفِرَقا حتى وهنَ العظمُ منها، واشتعل قلبُ بنيها ألما!
    النسر هنا شِكاةُ شاعر، موجوعِ الفؤاد تجاه أمّتهِ، يدعوها للمجد، يقول لها: إنه ليس بينها وبين العودة للقمة سوى "مدّ الجناح"، وأن النتيجة تستحق المحاولة، وتستحق التضحية، وتستحق الموت فداءا ...!
    النسر/ قناع
    ...امتزاجُ النسرِ بالشاعر جليّ جلاءَ كوكبٍ درّي، فالنسر طائر من الجوارح حاد البصر وقوي، و هو أكبر الجوارح حجماً، و تلك صفاتٌ تتقاطع مع سيماء عمر أبي ريشة الشهيرة، طولَ قامة، وشدة عنفوان، و قوة شخصية.
    أيضا: ثمة تجسيد معنوي، أو التصاق بدواخل هذا النسر، إذ لم يكن التصوير خارجياً فقط، كان رسماً من الداخل والخارج معاً، بل كانت العناية بمعطيات الخارج هي فقط في ماكان انعكاساً لما في الأعماق. وهذا يوحي بالتحامٍ بين هذا النسر والشاعر.
    ...كل هذه دوالٌّ على أن الشاعرَ قد تقنّع بالنسر، وأنه عبّر (به) من حيث ظهرَ وكأنه يعبّر (عنه)... أنه اتخذ من هذا الكائن (النسر) في حالته تلك، شخصيةً قناعية، يحمّلها رؤاه وموقفه و تجربته في حال معينة.
    تعطينا بعض السياقات التاريخية، التي رافقت القصيدة ما يقوّي هذا التأويل؛ إذ يُروى أن الشاعرَ نظم قصيدته إثرَ مشكلةٍ وظيفية مرت به، وذلك أنه كان مديراً بدار الكتب في حلب، وأزيح من منصبه ليتسنّمه من هو أدنى منه... ويبدو هذا الموقف أقوى ليكون باعثاً للقصيدة، ومع أن الموقف جاء مرويّاً بلسان الشاعر وفي شبه تصريح بباعث القصيدة، إلا أني حين تتبعت تاريخ حياته العملي، وجدته بدأ أول منصب وزاري في عام 1950م، في حين أن القصيدة نُظمت عام 1938م، كذلك: بالنظر لتاريخ ميلاده الذي تتراوح الروايات فيه حول عام 1890م يكون عمره حين نظم القصيدة ثمانية وعشرون عاما، وهذا عمرٌ أبكر مما يمكن أن يكون لسفير!، لذا يمكن القول أن الشاعر استحضرها حين مُني بذلك الموقف حين كان سفيرا، ورأى أنها خير معبر عما يمر به، وإن كان نظمها في موقفٍ دونه، لكن الشعر مع شرخ الشباب أقوى، لذا رأى أنه لو أراد أن يقول في ذلك الموقف قولاً فسيأتي دون هذه القصيدة حتى وإن كان باعثها أشد و أنكى.
    ومهما يكن من مناسبة النص، فإنه يكفينا منه دلالته التعزيزية على الرؤية التي قدّمنا؛ إذ استخدم الشاعر تقنية القناع الفنية ليخفي تجربته الذاتية خلف إطار موضوعي، يكفل له حرية التعبير، وفسحة التصوير... لاسيما وأن الموقف كان بائساً مستدراً للألم، وعمر أبوريشة رجلٌ ذو شكيمة ما عُهِد شاكياً ولا متباكيا في شعره، فقد استطاع عبر هذه التقنية، أن يبكي دون أن يلومه أحد، أو تنكره النفسُ العصيّة التي بين جنبيه..!
    وحتى نتدوق أكثر هده القصيدة الرائعة سنسمعها من أداء الشاعر نفسه ولنتمتع بطريقة إلقاءه المميزة


    khalil douif
    khalil douif
    عضو ممتاز جدا
    عضو ممتاز جدا


    عدد المساهمات : 350
    تاريخ التسجيل : 13/03/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف khalil douif الأربعاء 28 مايو 2008, 18:39

    حين يسرح الانسان في غياهم المعاني .التحليل .الكلمات المنتقات .حسن السبك والحبكة
    الروابط حينها فقط ادرك امر واحن الى اخر
    ادرك انك تستحقين كلمة استاذة بل ولو انقطعت عن التدريس لكن هاهو تلميذ في المنتدى ينتظر دروسك ليصغي بخشوع وتمعن
    احن احن الى ايام الدراسة الى بعض الاساتذة .....حين كنت اجلس قصير القامة ....
    لكن .....اردنا ان نعيش ولكن عشنا كما اراد القدر
    النسر رمز للحرية رمز للبدو للاصالة .
    القناع هذا الاسلوب الذي يسقط فيه الشاعر بعض من احاسيسه من وراء قناع
    عمر ابو ريشة تلك الريشة التي وضعها على راسه من ريش النسر الحر الطليق
    صراحة كنت مهتم بنزار قباني بالدرجة الاولى من شعراء الشام كونه مفروض
    علي في الهول ولكن زاد اهتمامي بثقافة الشام ككل منذ تتبعي لمسلسل باب الحارة
    الذي يحكي عن المجتمع العربي ولكن من وراء قناع حارة تقليدية في دهاليز الشام
    وانا انتظر الجزء 3 بلهفة هذا ما جعلني اصادف هذا الشاعر ابو ريشة
    استاذة لا تطيلي الغياب ونحن نقدر الظروف الصحية التي تمر بها
    دمت للمنتدى خير استاذة
    kalamity
    kalamity
    عضــو مميز
    عضــو مميز


    عدد المساهمات : 259
    تاريخ التسجيل : 12/02/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف kalamity السبت 31 مايو 2008, 04:39

    باسم الله الرحمان الرحيم

    الصلاة والسلام على سيد المرسلين

    شكرا خليل على الإطراء ويشرفني أن أكون قد أيقظت فيك الحنين للدراسة ...ولو أنك الوحيد الموجود في

    الفصل Sad ...لأنه لا أحد عقب على الموضوع يبدو أنهم لا يحبون عمر أبو ريشة Sad
    angeblanc
    angeblanc
    عضو مشرف
    عضو مشرف


    عدد المساهمات : 434
    تاريخ التسجيل : 01/04/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف angeblanc السبت 31 مايو 2008, 04:50

    شكرا استاذتنا الكبيرة على القصيدة والتعريف و الإلقاء الرائع.
    اول مرة اسمع عن هذا الشاعراعذروني Embarassed لكن كلاميتي كفت و استوفت , كما قال الخليل تستحقين لقب استاذة عن جدارة .
    دمت للمنتذى
    بنت الأشراف
    بنت الأشراف
    عــــضو مشارك
    عــــضو مشارك


    عدد المساهمات : 37
    تاريخ التسجيل : 06/06/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف بنت الأشراف الثلاثاء 10 يونيو 2008, 07:25

    شكرا أستادة kalamityعلى اختيارك لهدا الشاعر الجميل الإحساس لقد تعرفت على هدا الشاعر من خلال هده القصيدة الرائعة والتحليل الجيد عمر أبو ريشة يستحق منا فعلا أن نلتقت لشعره ونهتم به
    avatar
    محمد بن صالح
    عضو شرفي مميز
    عضو شرفي مميز


    عدد المساهمات : 1242
    تاريخ التسجيل : 08/04/2008

    عمر أبو ريشة Empty السلام عليكم

    مُساهمة من طرف محمد بن صالح الثلاثاء 10 يونيو 2008, 10:13

    شكرا أستاذتنا ...ويبدو اننا خيبنا ظنك..وها هي ثلاثة ردود على موضوعك..
    حقيقة ..عمر ابو ريشة...شاعر الاسلوب الانيق..وكل مهتم بالادب ولايعرفه فينقصه الكثير..
    عمر ابو ريشة سبق لي ان قرأت مقالا في مجلة العربي يتحدث عن هذه القصيدة بالضبط...ولكن لم اعد اتذكر من هذا المقال اي شئ....وانت استاذتنا الجليل قدمت بحثا متكاملا..ارى انه حتى الردعلى المقال بكلمة شكر تشويه له...
    زيادة على ذلك تراكم المواضيع الجديدة وكثرتها..ويحتاج ذلك الى وقت للقراءة...ثم الرد..والردود المقتضبة ..ككلمة..موضوع جيد..واصل تألقك...هذه الكلمة...هل يمكن قولها لاستاذتنا الجليلة...واصلي تقدمك..موضوع جيد...هذا التعليق مسخرة وتفاهة..ومن الاحسن عدم ادراجه...ولوكنت مشرفا لشطبته من التعليق..ولكن الحمد لله ان اي عضو لم يفعل ذلك في حق استاذتنا..والحمد لله ايضا انني لست مشرفا
    شكرا استاذتنا ..موضوع جيد.. واصلي تألقك
    بنصالح محمد
    chahda
    chahda
    عــــضو مشارك
    عــــضو مشارك


    عدد المساهمات : 71
    تاريخ التسجيل : 01/04/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف chahda الأربعاء 11 يونيو 2008, 04:54

    لقد شوقتني استاذة kalamity ان ابحث في خبايا هذا الشاعر و ان اتعرف عليه اكثر و استمع لاشعاره، خاصة اذا كانت كلها بهذا الرونق الجميل .شكرا استاذة kalamity.
    kalamity
    kalamity
    عضــو مميز
    عضــو مميز


    عدد المساهمات : 259
    تاريخ التسجيل : 12/02/2008

    عمر أبو ريشة Empty رد: عمر أبو ريشة

    مُساهمة من طرف kalamity الأربعاء 11 يونيو 2008, 16:22

    شكرا شهدة ستجدين أن شاعرنا يمكن الإستفادة من شاعريته خاصة أنك شاعرة بالفطرة ...ثناءك يخجلني بن صالح حقا إنك مثال للرجل الدي يقدر ويجامل المرأة وإلا ما كنت شاعرا وهي ما يصطلح عليها بالفرنسية
    la galanterie
    شكرا بنت الأشراف واسمحي لي أن أرحب بك بيننا ولو أنني لم أتبه فعدرا فمرحبا بك بيننا

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 02 يوليو 2024, 21:14