يا أبناء بوعيطة كان أبوكم يصرخ على قبائل العرب و البربر أن هبوا إلى نصرة الحق فيهبون.اليوم أبناءه الأسد الرابضون على أرض الشاطئ الأبيض يصرخون بأبناء عمومتهم أن هبوا إلى نصرة الحق. أفلا تهبون؟هبوا جميعا إلى الشاطئ و انصروا إخوانكم في الجولة الفاصلة فما هي إلا أيام من صدق النية و قوة العزم فيتناثر سراب جنود القش. و سيذكر لكم التاريخ أنكم أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر حين استطعتم. و و الله إنكم الآن تستطيعون فلا تستطيبوا مأكلا و لا مرقدا حتى تصيروا بين إخوانكم المرابطين في الشاطئ فتحددوا معهم معالم المعركة و آلياتها.و اعلموا أن الخبر اليقين أن الوالي الأرعن يتفاوض الآن مع مجموعة أخرى أكبر من عسكر و درك ممن باعوا ضمائرهم و خانوا التزاماتهم لملكهم و شعبهم بأن يكونوا في خدمة القانون حماة للمظلوم. يتفاوضون حول المقابل الذي سيعطيهم إذا قاموا بعملية كبيرة و سريعة يجتثون بها أبطالنا الرابضين على الشاطئ. و كما ذكرنا سابقا فإنه لن يتورع عن وعدهم بالكثير من أرضنا على أن يخرجوه من هذا المضيق. يا ناصري الحق يا منصورين بالحق قوموا إلى ما أمركم الله بالقيام إليه و إنه ليسير. لا تكونوا كبني إسرائيل إذ قالوا لنبيهم: إذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. و من تشبه بقوم فهو منهم. أعاذكم الله من ذلك. و اعلموا أن الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون، فلا تخونوه في ما أوصاكم عليه من نصرة ذوي القربى في الحق. و إنكم لتعلمون أنه الحق فلا تقعدوا مع القاعدين. هبوا أفرادا و جماعات إلى الشاطئ و انزلوا عند إخوانكم فإذا نزلتم فإنكم غالبون. لن تحتاجوا أن ترموا حجرا أو تضربوا عسكرا فما أن تكثروا في الشاطئ حتى يرفض المرتزقة الذين يفاوضهم الوالي أن يستجيبوا له، خوف أن يفشلوا في التغلب عليكم فيفتضح أمرهم و يعلم القريب و البعيد أنهم عصوا أمير المؤمنين و خانوه في ما بايعوه عليه، طاعة للوالي المتفرعن. فتقضون أياما ربيعية جميلة تحرصون أرضكم و تذبون عنها ما يحط عليها من ذباب مديرية التخطيط، فهم أيضا جعلوا القانون وراءهم ظهريا طاعة لفرعون كلميم. أيا حفدة المجاهدين، لا تخذلوا التاريخ و تخذلوا أنفسكم و إلهكم. فما و الله إن تكاثر المرتزقة على إخوانكم المرابطين و طردوهم من أرضكم و أنتم عن نصرتهم قاعدون فو الله إن حدث هذا فلا أرى كيف ستقبلون على ربكم في صلواتكم أم كيف ستطمعون ورود حوض نبيكم بعد مماتكم. و و الله ما يريد الله بكم العسر. فقط كونوا الآن كثرة على الشاطئ، و لن يقربه قوي و لا ضعيف، الآن قبل أن يصل الفرعون إلى اتفاق مع المرتزقة فيؤذوا أولئك الأبطال الرابضين في ساحة المعركة. و لا يقل أحدكم إن الآخرين سيلبون النداء فلا بأس من تخلفي أنا. فقد علمت أن غيرك قد يفكر مثل ما فكرت فتكون الكارثة الفاضحة. و اعلموا أن الله يعلم ما تسرون و ما تعلنون، فاتقوه. و اعلموا أنكم إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم. و من أراد أن يفكر في الأمر هل يفعل أو لا يفعل فليذهب الآن إلى الشاطئ و هناك يقرر هل يبقى مع من هم هناك أم يعود. و لا تنس أن الله يعلم ما تسر و ما تعلن فاحذره