بسم الله الرحمن الرحيم
ولو اني لست متمرسا في اللغة الفرنسية لكنني اتذوق اشعارها خاصة منها ذات اللغة البسيطة كاللتي يكتب بها الشاعر الفرنسي جاك بريفر .سنتاول واياكم قصيدتين احداهما لجاك بريفر تحت عنوان فطور الصباح والاخرى لنزار قباني تحت عنوان مع الجريدة قصد الوقوف على ظاهرة الامتصاص او التناص او التحوير كاسلوب ادبي.
"
هذه القصيدة الجميلة البسيطة في كلماتها وصيغ افعالها وعباراتها اتبع بناؤها خطة محكمة ترتفع وتيرتها بصورة هادئة تدريجية حتى تبلغ ذروتها عبر اربع مراحل
1-الرجل يتناول قهوته دون ان ينظر الى الفتاة
2-الرجل يدخن سيجارته بتمهل دون ان يتكلم مع الفتاة ودون النظر اليها
3-الرجل يتناول معطفه ويغادر المكان تحت المطر دون ان ينظر الى الفتاة
4-الفتاة تضع راسها بين يديها وتبكي
وعندها يدرك القارى ان الفتاة المتحدثة تحب ذلك الرجل مع العلم انه لم ترد كلمة احبه او اهواه او اعبده او ما الى ذلك .نحس بحبها في اخر القصيدة عندما تبكي حين يغادر الرجل المكان دون ان ينظر اليها ودون ان يحدثها .ولم يحصل البكاء الا في ا لبيت الاخير بل في الكلمة الاخيرة من البيت من القصيدة .فالبكاء هو الذروة التي مهدت لها جميع الافعال الهادئة التي ذكرتها الفتاة بصورة موضوعية محادية عادية لم تصرح بحبها للرجل .وانما اشارت ولمحت اليه.
ويبدو ان الشاعر المرحوم الكبير نزار قباني قد اطلع عله هذه القصيدة في النصف الاول من القرن الماضي عندما كان ديبلوماسيا قي السفارة السورية بفرنسا فاعجبته فترجم فكرتها الى العربية مع تعديلات او عارضها كما يقول الشعراء القدامى او وقع له تناص او امتصاص في اطار تحوير واشباع بمعنى انه قرأ القصيدة فتشبع من معانيها كما تتمتص قطعة اسفنج قدرا من الماء حين تغمس فيه ثم حورها وصاغها شعرا عربيا وهكذا كتب قباني قصيدته ^مع الجريدة^
القصيدة جميلة وبسيطة في كلماتها وصيغ افعالها وتراكيبها كذالك لقيت نجاخا واسعا عندما ادتها المغنية ماجدة الرومي بلحن رقيق ولكنها مليءة بكلمات الذوبان في الحب والشوق والوحدة من بدايتها الى نهايتها .فالفتاة كما يبدو الامر في القصيدة لاتعرف الرجل جيدا وانما رأته في المقهى ومع ذلك تصرح لنا في العبارة الرابعة بخبها بأنه ذوب في الفنجان قطعتي سكر فذوبها حبا وشوقا وهكذا نصل ذروة الحب دون مقدمات انه التصريخ المبالغ فيه بعكس قصيدة جاك بريفر التي يمكن وصفها بالتصريح المكبوت .استخلص هنا من الاسلوبين اختلاف الذائقة العربية مع الذائقة الغربية بيد ان الاولى تمتاز بالعاطفة التأججه والمبالغ فيها والتي تتأثر بالكلمات قبل الافعال وهما من سمات الشعر العربي \اعذبه اكذبه \
ولو اني لست متمرسا في اللغة الفرنسية لكنني اتذوق اشعارها خاصة منها ذات اللغة البسيطة كاللتي يكتب بها الشاعر الفرنسي جاك بريفر .سنتاول واياكم قصيدتين احداهما لجاك بريفر تحت عنوان فطور الصباح والاخرى لنزار قباني تحت عنوان مع الجريدة قصد الوقوف على ظاهرة الامتصاص او التناص او التحوير كاسلوب ادبي.
"
Déjeuner du matin" by Jacques Prévert
Il a mis le café
Dans la tasse
Il a mis le lait
Dans la tasse de café
Il a mis le sucre
Dans le café au lait
Avec la petite cuiller
Il a tourné
Il a bu le café au lait
Et il a reposé la tasse
Sans me parler
Il a allumé
Une cigarette
Il a fait des ronds
Avec la fumée
Il a mis les cendres
Dans le cendrier
Sans me parler
Sans me regarder
Il s'est levé
Il a mis
Son chapeau sur sa tête
Il a mis son manteau de pluie
Parce qu'il pleuvait
Et il est parti
Sous la pluie
Sans une parole
Sans me regarder
Et moi j'ai pris
Ma tête dans ma main
Et j'ai pleuré
.Il a mis le café
Dans la tasse
Il a mis le lait
Dans la tasse de café
Il a mis le sucre
Dans le café au lait
Avec la petite cuiller
Il a tourné
Il a bu le café au lait
Et il a reposé la tasse
Sans me parler
Il a allumé
Une cigarette
Il a fait des ronds
Avec la fumée
Il a mis les cendres
Dans le cendrier
Sans me parler
Sans me regarder
Il s'est levé
Il a mis
Son chapeau sur sa tête
Il a mis son manteau de pluie
Parce qu'il pleuvait
Et il est parti
Sous la pluie
Sans une parole
Sans me regarder
Et moi j'ai pris
Ma tête dans ma main
Et j'ai pleuré
هذه القصيدة الجميلة البسيطة في كلماتها وصيغ افعالها وعباراتها اتبع بناؤها خطة محكمة ترتفع وتيرتها بصورة هادئة تدريجية حتى تبلغ ذروتها عبر اربع مراحل
1-الرجل يتناول قهوته دون ان ينظر الى الفتاة
2-الرجل يدخن سيجارته بتمهل دون ان يتكلم مع الفتاة ودون النظر اليها
3-الرجل يتناول معطفه ويغادر المكان تحت المطر دون ان ينظر الى الفتاة
4-الفتاة تضع راسها بين يديها وتبكي
وعندها يدرك القارى ان الفتاة المتحدثة تحب ذلك الرجل مع العلم انه لم ترد كلمة احبه او اهواه او اعبده او ما الى ذلك .نحس بحبها في اخر القصيدة عندما تبكي حين يغادر الرجل المكان دون ان ينظر اليها ودون ان يحدثها .ولم يحصل البكاء الا في ا لبيت الاخير بل في الكلمة الاخيرة من البيت من القصيدة .فالبكاء هو الذروة التي مهدت لها جميع الافعال الهادئة التي ذكرتها الفتاة بصورة موضوعية محادية عادية لم تصرح بحبها للرجل .وانما اشارت ولمحت اليه.
ويبدو ان الشاعر المرحوم الكبير نزار قباني قد اطلع عله هذه القصيدة في النصف الاول من القرن الماضي عندما كان ديبلوماسيا قي السفارة السورية بفرنسا فاعجبته فترجم فكرتها الى العربية مع تعديلات او عارضها كما يقول الشعراء القدامى او وقع له تناص او امتصاص في اطار تحوير واشباع بمعنى انه قرأ القصيدة فتشبع من معانيها كما تتمتص قطعة اسفنج قدرا من الماء حين تغمس فيه ثم حورها وصاغها شعرا عربيا وهكذا كتب قباني قصيدته ^مع الجريدة^
مع الجريدة
أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده*
أخرجَ من معطفهِ الجريده..
وعلبةَ الثقابِ
ودون أن يلاحظَ اضطرابي..
ودونما اهتمامِ
تناولَ السكَّرَ من أمامي..
ذوَّب في الفنجانِ قطعتين
ذوَّبني.. ذوَّب قطعتين
وبعدَ لحظتين
ودونَ أن يراني
ويعرفَ الشوقَ الذي اعتراني..
تناولَ المعطفَ من أمامي
وغابَ في الزحامِ
مخلَّفاً وراءه.. الجريده
وحيدةً
مثلي أنا.. وحيده*
القصيدة جميلة وبسيطة في كلماتها وصيغ افعالها وتراكيبها كذالك لقيت نجاخا واسعا عندما ادتها المغنية ماجدة الرومي بلحن رقيق ولكنها مليءة بكلمات الذوبان في الحب والشوق والوحدة من بدايتها الى نهايتها .فالفتاة كما يبدو الامر في القصيدة لاتعرف الرجل جيدا وانما رأته في المقهى ومع ذلك تصرح لنا في العبارة الرابعة بخبها بأنه ذوب في الفنجان قطعتي سكر فذوبها حبا وشوقا وهكذا نصل ذروة الحب دون مقدمات انه التصريخ المبالغ فيه بعكس قصيدة جاك بريفر التي يمكن وصفها بالتصريح المكبوت .استخلص هنا من الاسلوبين اختلاف الذائقة العربية مع الذائقة الغربية بيد ان الاولى تمتاز بالعاطفة التأججه والمبالغ فيها والتي تتأثر بالكلمات قبل الافعال وهما من سمات الشعر العربي \اعذبه اكذبه \