الشاعرة الخنساء

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، الرياحية السُلمية من بني سُليم من قيس عيلان من مضر.
أشهر شواعر العرب وأشعرهن على الإطلاق، من أهل نجد، عاشت أكثر عمرها في العهد الجاهلي، وأدركت الإسلام فأسلمت. ووفدت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها بني سليم. فكان رسول الله يستنشدها ويعجبه شعرها، فكانت تنشد وهو يقول: هيه يا خنساء.
أكثر شعرها وأجوده رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية وكانا قد قتلا في الجاهلية. لها ديوان شعر فيه ما بقي محفوظاً من شعرها. وكان لها أربعة بنين شهدوا حرب القادسية فجعلت تحرضهم على الثبات حتى استشهدوا جميعاً فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم
عشقت الخنساء من خلال دور قدمته الفنانة السورية الكبيرة منى واصف واتقنت وحبكت وتقمصت الدور بجدارة ..
سوف ادرج قصيدة للخنساء و ارجوان يتفاعل معي الاخوة في ادراج قصائد اخرى لتعم الفائدة.
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا

اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ

لاَ بدَّ منْ ميتة ٍ في صرفهَا عبرٌ
وَالدَّهرُ في صرفهِ حولٌ وَاطوارُ
قدْ كانَ فيكمْ ابو عمرٍو يسودكمُ
نِعْمَ المُعَمَّمُ للدّاعينَ نَصّارُ
صلبُ النَّحيزة ِ وَهَّابٌ اذَا منعُوا
وفي الحروبِ جريءُ الصّدْرِ مِهصَارُ
يا صَخْرُ وَرّادَ ماءٍ قد تَناذرَهُ
أهلُ الموارِدِ ما في وِرْدِهِ عارُ
مشَى السّبَنْتى إلى هيجاءَ مُعْضِلَة ٍ
لهُ سلاحانِ: أنيابٌ وأظفارُ
وما عَجُولٌ على بَوٍّ تُطيفُ بِهِ
لها حَنينانِ: إعْلانٌ وإسْرارُ
تَرْتَعُ ما رَتَعَتْ، حتى إذا ادّكرَتْ
فانَّما هيَ اقبالٌ وَادبارُ
لاَ تسمنُ الدَّهرَ في ارضٍ وَانْ رتعتْ
فانَّما هيَ تحنانٌ وَتسجارُ
يوْماً بأوْجَدَ منّي يوْمَ فارَقني
صخرٌ وَللدَّهرِ احلاءٌ وَامرارُ
وإنّ صَخراً لَوالِينا وسيّدُنا
وإنّ صَخْراً إذا نَشْتو لَنَحّارُ
وإنّ صَخْراً لمِقْدامٌ إذا رَكِبوا
وإنّ صَخْراً إذا جاعوا لَعَقّارُ
وإنّ صَخراً لَتَأتَمّ الهُداة ُ بِهِ
كَأنّهُ عَلَمٌ في رأسِهِ نارُ
جلدٌ جميلُ المحيَّا كاملٌ ورعٌ
وَللحروبِ غداة ََ الرَّوعِ مسعارُ
حَمّالُ ألوِيَة ٍ هَبّاطُ أودِيَة ٍ
شَهّادُ أنْدِيَة ٍ للجَيشِ جَرّارُ
فقلتُ لما رأيتُ الدّهرَ ليسَ لَهُ
معاتبٌ وحدهُ يسدي وَنيَّارُ
لقدْ نعى ابنُ نهيكٍ لي اخاَ ثقة ٍ
كانتْ ترجَّمُ عنهُ قبلُ اخبارُ
فبتُّ ساهرة ً للنَّجمِ ارقبهُ
حتى أتى دونَ غَورِ النّجمِ أستارُ
لم تَرَهُ جارَة ٌ يَمشي بساحَتِها
لريبة ٍ حينَ يخلِي بيتهُ الجارُ
ولا تراهُ وما في البيتِ يأكلهُ
لكنَّهُ بارزٌ بالصَّحنِ مهمارُ
ومُطْعِمُ القَوْمِ شَحماً عندَ مَسغبهم
وفي الجُدوبِ كريمُ الجَدّ ميسارُ
قدْ كانَ خالصتي منْ كلِّ ذي نسبٍ
فقدْ اصيبَ فما للعيشِ اوطارُ
مثلَ الرُّدينيِّ لمْ تنفدْ شبيبتهُ
كَأنّهُ تحتَ طَيّ البُرْدِ أُسْوَارُ
جَهْمُ المُحَيّا تُضِيءُ اللّيلَ صورَتُهُ
آباؤهُ من طِوالِ السَّمْكِ أحرارُ
مُوَرَّثُ المَجْدِ مَيْمُونٌ نَقيبَتُهُ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ في العَزّاءِ مِغوَارُ
فرعٌ لفرعٍ كريمٍ غيرِ مؤتشبٍ
جلدُ المريرة ِ عندَ الجمعِ فخَّارُ
في جوْفِ لحْدٍ مُقيمٌ قد تَضَمّنَهُ
في رمسهِ مقمطرَّاتٌ وَاحجارُ
طَلْقُ اليَدينِ لفِعْلِ الخَيرِ ذو فَجَرٍ
ضَخْمُ الدّسيعَة ِ بالخَيراتِ أمّارُ
ليَبْكِهِ مُقْتِرٌ أفْنى حريبَتَهُ
دَهْرٌ وحالَفَهُ بؤسٌ وإقْتارُ
ورفقة ٌ حارَ حاديهمْ بمهلكة ٍ
كأنّ ظُلْمَتَها في الطِّخْيَة ِ القارُ
لا يَمْنَعُ القَوْمَ إنْ سالُوهُ خُلْعَتَهُ
وَلاَ يجاوزهُ باللَّيلِ مرَّارُ

ودمتم سالمين
ملاك

الخنساء سيدة الرثاء بلا منازع.
وقد قيل أنه قد سئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها:

إن الزمان وما يفنى له عجـب
أبقى لنا ذنبا واستؤصل الرأس
إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسدان ولكن يفسد النـاس

وقال عنها النابغة الذبياني:
الخنساء أشعر الجن والإنس

تميز شعرها بالحزن وكثرة البكاء، حتى أنه بات من النادر أن نجد لها شعرا في غرض غير الرثاء.
موضوع رائع أختي ملاك، سلمت يداك وسأحاول في المرة القادمة أن آتي بقصيدة لشاعرتنا.

السلام عليكم..
شكرا ملا كنا التي كنا نفتقدك في المنتدى الادبي..
الخنشاء...اسم طويل عريض ..ومن لا يعرف الخنساء فهو ينقصه الكثير..
ولكن سوف اكون استفزازيا قليلا..
هل المرأة شاعرة فعلا؟؟؟؟؟
ولماذا لا نذكر من النساء الشواعر الا الخنساء؟؟؟
لا شك انها الشاعرة -المرأة -الوحيدة بين بنات جلدتها..
بنصالح محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة حتى الأخت ملاك ،ومشكورة أفطن بوسافن وكذا محمد الاستفزازي
لاشك أن الخنساء قد اعتلت مكانا سامقا بين شعراء العربية،وقد أجادت في فن الرثاء،وصورت لنا قصائدها وسطرت ميزات الرجل العربي القح من كرم ونجدة وعزة وبذل واباء الضيم وعفة ألا ترون بيتها
لم تره جارة يمشي بساحتها-----لريبة حين يخلي بيته الجار
ولا يماثله حياء وعفة نفس الا بيت عنترة بن شداد الذي ما سمع الرسول عليه وآله الصلاة والسلام شعره حتى أحبه وود لو أنه رآه -وأغض طرفي ان بدت لي جارتي ----حتى يواري جارتي مثواها
لقد صورت لنا الخنساء بذكرها مفاخر أخيها القيم الأخلاقية العالية التي كانت سائدة بين عرب الجاهلية ولعلها سبب من أسباب اختيارهم للنبوة والرسالة الخاتمة
لا مراء في أن عدد الشعراء من الرجال أكثر من عددهم من النساء ولكن لاجدال في أن هناك نساء كثر شاعرات،وأنهن وان لم يكن شاعرات فهن من ألهم الشعراء من الرجال فاذا مسحنا ما يتعلق من الشعر بالمرأة وما تسببت فيه فلن يبقى الشيء الكثير
يعتبر الرثاء بدون منازع شعر الصدق والعاطفة الجياشة وهو في نظري الذي كان سبب تميز وشيوع الخنساء ومعرفة العالمين بأخيها صخر
لي عودة بحول الله وقوته أستجيب فيها لطلب أختنا ملاك عل الجلسة مع شاعرتنا تطول وتطول

السلام عليكم بن صالح
قد تكون المراة الشاعرة قلة قليلة لكن لا تنكر انها تحتل واحتلت على مر الفترات التاريخية مكانة متميزة في وجدان الشعراء العرب ، فبين لوعة وهجاء ، وسعادة وشقاء ، استحوذت النساء على قلوب وألباب الشعراء ، الذين راحوا يطلقون العنان لأقلامهم .
نُدرك جيدا أن المرأة في احاسيسها الشعرية اقوى من الرجل لكن يظل مجتمعنا ذكوريا ولا يقبل ان تطلق العنان لمشاعرها كالرجل واذكر ان الاخت الغضوة كوثر كانت قد اطلعتنا على قصائد عاطفية لها و قد جاء تعليق من عضوة ثانية تقول فيه ان المراة لا يجوز ان تعلن عن عواطفها على العلن .
طبيعة مجتمعاتنا يا بن صالح لازالت مجتمعات منغلقة ومحافظة وأيضا ً متحفظة على كل مايظهر من المرأة ، ولذا من الأفضل للفتاة الظهور باسمها المستعاروهناك شاعرات فضلن ان يكتبن اشعارهن تحت اسماء لذكور مستعارة .
سوف اذكرك اخي باسماء بعض الشاعرات :
فدوى طوقان وهي من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف في شعرهم وقد وضعت بذلك اساسيات قوية للتجارب الانثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. تحوّلت من كتابة الشعر الرومانسي بالأوزان التقليدية، الذي برعت فيه، إلى الشعر الحر في بدايات حركته.

سعاد الصباح الشاعرة الكويتية المرهفة الاحساس صاحبة دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع صاحبة الرائعة التي تغنت بها ماجدة الرومي كن صديقي واهدي لكم بعض من قصيدة لها تعجبني كثيرا فيتو… على نون النسوة
يقولون :

إنَّ الكلامَ امتيازُ الرجالِ

فلا تنطقي !!

وإنَّ التغزّلَ فنُ الرجالِ

فلا تعشقي !!

وإنَّ الكتابةَ بحرٌ عميقُ المياهِ

فلا تغرقي
وها أنذا قد عشقتُ كثيراً

وها أنذا قد سبحتُ كثيراً

وقاومتُ كلَّ البحارِ ولم أغرقِ.

انصحك اخي بالاطلاع على كتاب شواعر الجاهلية تقدم رغداء مارديني من خلاله دراسة وافية وشاملة وأكاد أقول متكاملة عن شاعرات في الجاهلية ومما يلفت النظر ويستدعي التوقف والتأمل طويلاً هو أن الشاعرات الجاهليات لم تكن لهن خصوصية الأنثى بنظم أشعارهن بل كن كالرجال يتغنين بالأطلال والانتصارات ويتفاخرن بالقبيلة وأبطالها ومعاركها والكرم والحث على السخاء وذم الجبان والبخيل, ولا يكاد يميز القارىء إن كان هذا الشعر أنثوياً أو ذكورياً لولا بعض الإشارات كالضمائر التي تدل على الشاعرة وللحديث بقية

بسم الله الرحمن الرحيم ..
شكرا أختي ملاك على الموضوع الجميل جدا جدا ، عاشت الخنساء في بيئة عربية بدوية صحراوية ، و إسمها تماضر أي المرأة البيضاء الجميلة ، فقد كان البياض سمة من سمات الجمال عند عرب الجزيرة ، و ما الخنساء سوى لقب لقبت به ، و يعني الظبية البيضاء من فصيلة المهى .
تنمتي الخنساء إلى قبيلة عريقة في شبه الجزيرة العربية ، و هم بنو سليم الذين كانوا الركيزة الأساسية في دولة المناذرة التي كانت قائمة قبل الإسلام ، و زادت عراقة القبيلة عندما دخلوا جماعة في الإسلام على يد زعيمهم ، و أهم بطون بني سليم هم [ آل الشريد ] و الذي تنتمي إليهم شاعرتنا .
يوجد القسم الأكبر اليوم من قبيلة بني سليم في دولة تونس ، حيث يشكلون فيها نسبة جد مهمة ، فقد هاجروا إليها بشكل جماعي خلال القرن 11 الميلادي ، حيث هزموا ملكها بلكين بن زيري ، و تسيدوا عليها .
إذن بني عمومة الخنساء اليوم هم أصحاب [ برشة برشة و باهية .. ] .
أحببت أن أقحم نفسي بينكم بهاته المعلومة التاريخية .
شكرا مجددا .

السلام عليكم
شكرا عبد الله على المعلومة التاريخية. ولكن أظن أن البقية الباقية من بني سليم أو حفدة الخنساء
لن يكونوا بكائين لانه لا شئ في زمننا يدعو الى البكاء.
الاخت ملاك كتبت في مداخلتها دفاعا عن المرأة:
قد تكون المراة الشاعرة قلة قليلة لكن لا تنكر انها تحتل واحتلت على مر الفترات التاريخية مكانة متميزة في وجدان الشعراء العرب ، فبين لوعة وهجاء ، وسعادة وشقاء ، استحوذت النساء على قلوب وألباب الشعراء ، الذين راحوا يطلقون العنان لأقلامهم .
نُدرك جيدا أن المرأة في احاسيسها الشعرية اقوى من الرجل لكن يظل مجتمعنا ذكوريا ولا يقبل ان تطلق العنان لمشاعرها كالرجل واذكر ان الاخت الغضوة كوثر كانت قد اطلعتنا على قصائد عاطفية لها و قد جاء تعليق من عضوة ثانية تقول فيه ان المراة لا يجوز ان تعلن عن عواطفها على العلن .
طبيعة مجتمعاتنا يا بن صالح لازالت مجتمعات منغلقة ومحافظة وأيضا ً متحفظة على كل مايظهر من المرأة ، ولذا من الأفضل للفتاة الظهور باسمها المستعاروهناك شاعرات فضلن ان يكتبن اشعارهن تحت اسماء لذكور مستعارة ..
هذه حقيقةفعلا..
ولن اتحدث عن ليلى الاخيلية..ولا عاتكة بنت زيد بن عمرو الصحابية المهاجرةالتي تزوجهاعبد الله بن ابي
بكر وعمر بن الخطاب والزبير رضي الله عنهم .وتوفوا كلهم..ورثتهم بشعر جيد..وخطبها علي بن ابي طالب ولكنها ابت
قائلة:اني اضن بك عن الموت..
ولا ملِك حفني ناصيف المصرية في القرن الفارط..
والشعر عند النساء لم يعرف استثناء في جميع شعوب العالم..فجل الشعراء رجال ..من الشعر الذي وصلنا من كتابات
الفراعنة والياذة هوميروس الى عصرنا الحالي..
ولكن في العصر الحالي ظهرت العديد من الشواعر..ولم يعد هناك شئ اسمه التحفظ في اشعار المرأة..
ففي احدى اللقاءات الادبية كان الموضوع يتحدث عن الجسد كلغة في الشعر..ولقد تحفظ الشعراء
الرجال اكثر مما تحفظت النساء الشاعرات..
بل اصبحت المرأة الآن يمكنها التشبب بالرجل والتغزل به وذكر محاسنه..
يبقى أن أوقول في الاخير انه لولا المرأة لما وجد الرجل الرغبة في قول الشعر وخاصة الغزل ..
ولا تغنى بالاطلال بلد المعشوقة ولا التفت الى القمر والبدر والشمس..ولا عيون المها والجؤذر والغزلان..
ولا تذوق الفن الذي تصب فيه المرأة كل الجماليات....
بنصالح محمد

شكرا اخي موما على المرور وعلى المعلومات التاريخية القيمة التي تتحفنا بها كالمعتاد ودائما تاتينا بالجديد وتحياتي الخالصة للحاضر الدائم الاخ احمد واقول للاخت الغالية بوسافن انا انتظر مساهمتك كما وعدت .واناشد من خلال هذا الموضوع عضوتنا بنت الاشراف التي اعتبرها خنساء المنتذى بدون منازع ولن انسى قصيدتها الجميلة- إدا الموؤودة سئلت- التي ابانت من خلالها على علو كعب في مجال الشعر ان تعود بيننا وكذا الاخت شهدة والاخت كوثر والاخت مفتاح الخير صاحبة اجمل قصيدة قيلت في ارضنا الشاطى الابيض .
الشكر الخالص للاخ بن صالح الذي لولا استفزازه لما كان للحديث طعم والتمس منه طلبا صغيرا بما انك ذكرت ملك حفني ناصيف صاحبة كتاب نسائيات ارجو ان تتحفنا بقصيدة لها حتى اسامحك على استفزازك
ملاك

السلام عليكم..
كما يقول المصريون :الثمن غالي والطلب رخيص
بحثت في الانترنيت ولكني لم اجد شيئا..رغم أني نادرا ما ابحث فيه..
ولكن وجدت قصيدة للشاعرة في احدى كتب التعريف والتراجم..
ملك أبوها شاعر وله شعر جيد وفيه الكثير من الدعابة..وقد قرأت كتابا للتعريف به ولم اعد اتذكر منه اي
شئ-حفظنا واياكم من النسيان القبيح..وهو نسيان العلم-..وهو من المختصين في اللغة العربية..
وألف فيها كتبا للقواعد العربية..
اليك القصيدة أختنا ملاك:
مجد الفتاة مقامها======في البيت لا في المعمل
والمرؤ يعمل في الحقو===ل,وعروسه في المنزل
منْ للوليد يعينه======في لبسه والمأكل
ويميط منه اذى الهوا====ن بتلطف وتخيُّل
لكن اذا دعت الضرو===رة الى الخروج فحَيْهَل
سيري كَسَيْر السحب لاتنأي ولا تتعجلي
وتنكبي نهج الزحا====م وفضلي النهج الخلي..
وأتمنى أن تنال اعجاب ملاكنا..والقصيدة تبين فكرة الشاعرة عن عمل المرأة...
بنصالح محمد

السلام عليكم..
اعتذر لملاكناعن كتابة القولة المصرية التي قلبت فيها الاية:الثمن غالي والطلب رخيص..
وكنت أقصد الطلب غالي والثمن رخيص..وأعتذر عن الارتجالية في كل الردود..اذا كانت
هناك اخطاء لم الاحظها
بنصالح محمد

هذه بعض قصائد الخنساء جمعتها لك أختي ملاك:
تقول الخنساء:

تَقولُ نِساءٌ : شِبتِ من غيرِ كَبْـرَةٍ ........................ وأيْسَـرُ مِمّا قـد لَقيـتُ يُشيـبُ

أقولُ : أبا حسّانَ : لا العَيشُ طَيّبٌ .................... وكيفَ وقدْ أُفْرِدْتُ مِنـكَ يَطيـبُ

فَتى السّنّ كهلُ الحِلـمِ لا مُتَسَـرّعٌ .................... ولا جامِدٌ جَعدُ اليَدَيـنِ جَديـبُ

أخُو الفَضْلِ لا باغٍ علَيـهِ لفَضْلِـهِ .................... ولا هُوَ خُرْقٌ فِي الوُجـوهِ قَطـوبُ

إذا ذَكَرَ النّاسُ السّماحَ من امـرىءٍ .................. وأكْرَمَ أوْ قالَ الصّـوَابَ خَطيـب

ذكرْتُكَ، فاستَعبَرْتُ ، وَالصّدُر كاظمٌ .............. على غُصّةٍ ، منها الفـؤادُ يَـذوبُ

لَعَمْري لَقَد أوَهْيتَ قلبي عن العَـزَا ................. وطأطأتَ ، رَأسي والفؤادُ كئيـبُ

لقَدْ قُصِمَتْ منـي قَنـاةٌ صَليبَـةٌ ..................... ويُقْصَمُ عُودُ النَّبْـعِ وهْوَ صَليـبُ

وهذه قصيدة اخرى لها في رثاء أخيها صخر وهي تحمل من الجمال الإبداعي والبلاغي الكثير:

كلُّ امرىءٍ بأثافي الدّهـرِ مَرْجـومُ ................. وكلُّ بَيْتٍ طَويلِ السَّمكِ مَهـدومُ

لا سُوقَةٌ منهُـمُ يَبقـى ولا مَـلِكٌ................... ممّـنْ تَمَلّكَـهُ الأحـرارُ والـرّومُ

إنّ الـحَوادِثَ لا يَبْقَـى لنائِبِهـا .................. إلاّ الإلَهُ ، وراسي الأصْـلِ مَعلـومُ

وَقَدْ أتاني حَديثٌ غَيـرُ ذي طِيَـلٍ ............... مَنْ مَعْشَرٍ رأيُهُـمْ قِدْمـاً تَهاميـمُ

إنّ الشَّجاةَ التي حدّثْتُمُ اعترَضَـتْ ............... خَلْفَ اللَّها لَمْ تُسوّغْهـا البَلاعيـمُ

إن كان صَخرٌ توَلّى فالشَّماتُ بكمْ .............. وليسَ يَشمَتُ من كانتْ لهُ طُـومُ

مُرُّ الحَوادِثِ يَنقـادُ الجَليـدُ لَهـا ............... ويَسْتَقيمُ لـها الـهَيّابَـةُ البُـومُ

قد كانَ صَخراً جَليداً كامِلاً بَرِعـاً .............. جَلْدَ المَريـرَةِ تُنْميـهِ السّلاجيـمُ

فأصْبَحَ اليَوْمَ فِي رَمْسٍ لدى جَـدَثٍ ............ وَسطَ الضّريحِ علَيْهِ التُّرْبُ مَركـومُ

تاللهِ أنسَى ابنَ عمرِو الخيرِ ما نطَقَتْ ......... حَمامَةٌ أو جَرَى فِي الغمرِ عُلجـومُ

أقولُ صَخْرٌ لدى الأجداثِ مَرْمُـومُ .......... وكيفَ أكتُمُهُ والدّمْـعُ مَسْجُـومُ

وتقول أيضا:

أبَنـي سُلَيْـمٍ إنْ لَقيتُمْ فَقْعَسـاً ..................... فِي مَحْبَسٍ ضَنْـكٍ إلـى وَعْـرِ

فالقَوْهُمُ بسيوفِكُـمُ ورِماحكـم ................... وَبنَضْخَـةٍ فِي اللّيـلِ كالقَطْـرِ

حتى تَفْضّوا جَمعَهُـمْ وتَذكّـروا ................ صَخْـراً ومصـرعَـهُ بـلا ثَـأرِ

وفَوارِسـاً مِنّـا هُنـالِكَ قُتّلـوا .................. فِي عَثْـرَةٍ كانَـتْ مِـنَ الدّهْـرِ

لاقَى رَبيعَةَ فِي الوَغَـى فأصابَـهُ .............. طَعْنٌ بـجائِفَـةٍ إلـى الصّـدْرِ

بمُقَـوَّمٍ لَـدْنِ الكُعـوبِ سِنانُـهُ ................. ذربِ الشَّبـاةِ كقـادِمِ الـنّسْـرِ

ونجا ربيعَـةُ يـوْمَ ذلكَ مُرْهَقـاً ............... لا يأتَلـي فِـي جُـودِهِ يجـري

فأتَتْ بهِ ، أسَلَ الأسنّةِ ، ضامـرٌ ............ مثلُ العُقابِ غَـدَتْ من الوَكْـرِ

ولقَدْ أخَذْنـا خالِـداً فأجـارَهُ ................ عَـوْفٌ وأطْلَقَـهُ علـى قَـدْرِ

وَلَقَدْ تَدارَكَ رَأيَنـا فِـي خالِـدٍ ............. ما سـاءَ خَيْـلاً آخِـرَ الدّهْـرِ

وهذه قصيدة أخرى لها تقول فيها:

أَبْـكِـي عَلـى البَطَـلِ الّـذي .............. جَـلّـلْـتُـمُ صَخْــراً ثِقـالا

مُتَحَـزِّمـاً بالـسّيـفِ يرْكَـبُ ............ رُمْـحَــهُ حـالاً فَـحــالا

يـا صَـخْـرُ مَـنْ للخَيْـلِ إذْ ........... رُدّتْ فَـوَارِسُـهـا عِـجَـالا

مُتَسَـرْبِلـي حَلَـقِ الـحَديـدِ ........... تَخـالُـهُـمْ فـيـهِ جِـمـالا

وَيْـلـي عَلَيْـكَ إذا تَـهُــبّ ........... الـرّيـحُ بــارِدَةً شَـمَــالا

والـحَـيْـدَرُ الـصُّـرّادُ لَـمْ .......... يَـكُ غَيْـمُـهـا إلاّ طِــلالا

لِـيُـرَوِّعَ الـقَـوْمَ الـذيــنَ .......... نَعُـدّهُـمْ فـيـنَـا عِـيـالا

خَيـرُ الـبَـرِيّـةِ فِـي قِـرًى ........ صَخْـرٌ وأكْـرَمُهُـمْ فِـعَـالا

وهـوَ الـمُـؤمَّـلُ والّــذي ........ يُـرْجَـى وأفْضَـلُـها نَــوَالا
فعلا أختي لقد أحسنت الإختيار فقصائد الخنساء تحمل من المعاني الشئ الكثير وتنم عن شخصية قوية صلبة لا يهزمها شئ. ولو أنها نهجت أسلوبا واحدا في جل قصائدها إلا أنها قد أبدعت فيه حقا.

سلام الله عليكم
عندما يعجب إمرء بشاعر فهذا يعكس شخصيته التي تميل لهذا النوع من الابداع واختنا ملاك عندما قدمت لنا شاعرة مميزة كالخنساء أبدت لنا عن تميزصار معهود عند رواد هذا المنتدى الكريم.
من منا لايعرف الخنساء ومن منا لايذكرها كما تذكر هي صخر عند طلوع كل شمس.ومن منا لا يذكرها عندما يحزن وهي التي جعلت للحزن هيئة شبه مرئية لمن امعن في نظمها وبلغ درجة التذوق.
يبقى الشعر مجرد كلام مادام الشاعر لم يقدم لللغة قيمة مضافة ويبلغ الابداع سنامه كلما اجتهد المبدع في نفخ روح وحياة في الالفاظ والعبارات المجردة هذه فغلا مهمة المبدع وهي ذاتها المهمة التي نجحت شاعرتنا الخنساء في ادائها على قدر كبير من التوفيق فتبوأت مكانة رفيعة في عالم الشعر العربي قديمه وحديثه.
الخنساء شاعرة ومبدعة لكنها امرأةوهنا مصدر قوة العبارة في شعرها فبما لها من طاقة عاطفية بحكم طبيعتها وفطرتها تستحيل الكلمة في نظمها من مجرد حركات وحروف جامدة الى جذوة ملتهبة تهز مشاعر المتلقي هزا وتدفعه لمشاطرتها إحساسها بالكابة والفخر بل وكل الأحاسيس الدفينة في النفس البشرية.
واليكم أيها الكرام هذا المثال البسيط إن شاعر كنزار قباني لقب بشاعر المرأة لخوضه في كل تفاصيل حياة النساء حتى الدقيقة منها والخاصة جدا جدا يبقى شعره يفتقد الى لمسة المرأة ذاتها ليبلغ من الجودة والروعة والتألق أكثر مما هو عليه فنزار يبقى في نظمه مصورا وناقلا لحقيقة حال المرأة أي كائن يختلف عنه يشكل او بأخر لذا قد تجد كثير من النساء يتحدث عن فشل لهذا الشاعر الكبير أو لنقل تقصير منه في ترجمة صورة من حياة المرأة أو فاصلة من واقعها المعاش الى عالم الوزن والقافية.
من هذا المنطلق تكون المرأة الاقدر غلى بعث الحياة في الالفاظ سواء لوصف حالها او لتطويع اللغة الجوفاء بخلق عالم متحرك يبث الروح لكل جسم لا مسه ليشع رونق وقوة .فالخنساء عندما تقرا شعرها تجده من هذا النوع المميز المؤثر لذا من البداهة ان يسطع نجمها في ديوان العرب خاصة اذا ما كان في حسباننا انها امرأة مجربة فاليكم كيف ستتصوروا شعرا نابعا من انوثة وخبرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لجميع المتدخلين الذين أبوا الا أن يتركوا بصماتهم في هذه النافذة الأكثر من رائعة
فعلا اخواني ماكان من القلب أصاب القلب وما كان من اللسان لم يتجاوز الآذان
ما يشدني أكثر الى شعر الخنساء هو شدة اخلاصها وارتباطها باخوانها عموما وبصخر الندى خصوصا
فهي لاتزال تبكيه حسب تعبيرها حتى تفارق مهجتها أو يشق رمسها. أرأيتم ارتباطا وحبا واخلاصا كهذا؟
هل ما زال يوجد بين أفراد الأسرة والاخوة والخوات خصوصا هذا النوع من الارتباط؟
تبكي العين ولا يرٌقؤ لها دمع أن ترى هذا البرود في العلاقات العائلية فلكل همه،وكل له مشاغله وكل له ارتباطاته وعلاقاته مع العالمين الا مع اخوته وأخواته
لاأريد أن أفسد عليكم اخواني أخواتي هذه الجلسة الشاعرية مع الخنساء ،ولكن ما قيمة الشعر ان لم يرق بأخلاقنا ويشذب عواطفنا وشخصياتنا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشارت أختنا ملاك من قبل الى خبر استشهاد أبناء الخنساء الأربعة في حرب القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص ضد الفرس بقيادة رستم،وأود لو سمحتم الاشارة الى وصية الخنساء لأبنائها ليلة المعركة وهي تحضهم على الاستبسال وطلب الشهادة:
'يابني أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ،ووالله الذي لااله الا هو انكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولافضحت خالكم-وانظروا حضور الأخ "خال أبنائها" الذي كان قد توفي في العهد الجاهلي،لعمرك انه الوفاء والأخوة-ولا هجنت حسبكم ،ولا غيرت نسبكم،وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول تعالى (ياأيها الذين آمنوااصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)فاذا أصبحتم غدا ان شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين فاذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وحللت نارا على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة'
ولكن المفارقة الكبيرة اخواني أن هذه الصحابية لم تذرف دمعا بعد استشهاد أبنائها ولم تقل شعرا في ذلك -حسب علمي القاصر-بل قالت كما سبق أن أوردت أختنا ملاك "الحمد لله الذي شرفني بقتهلم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته"
ولعل السبب هو ما أحدثه الاسلام في شخصيتها في نظرتها للموة والشهادة فقد نقلت بعض كتب التاريخ أنها اجابت من لامها على بكائها صخر وقد مات على الكفر بعد أن شرفها الله بالاسلام فقالت 'ذلك أدعى لبكائي عليه'
وحسبي الان حتى لا أطيل عليكم والسلام